بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2018 12:03ص عودة «الفرقة 16» إلى شوارع بيروت أمنية نتمنى تحقيقها...

حجم الخط
في العام 1958، ومع بدء عهد الرئيس (الراحل) اللواء فؤاد شهاب - طيب الله ذكره - تشكّلت أولى حكومات عهده، فكانت برئاسة الزعيم الشعبي الرئيس صائب سلام... حكومة «رباعية».. بمعنى انها تشكّلت من أربعة وزراء، أحدهم كان الوزير (الراحل) العميد ريمون إده، ولقب العميد اكتسبه بصفته «عميد حزب الكتلة الوطنية»، وحيث اسندت إليه، مع وزارات أخرى، وزارة الداخلية.
ولأن هذا العميد كان يُدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق أوّل وزارة داخلية في أولى حكومات ما بعد حرب العام 1958 السيئة الذكر والتي اوجدت شرخاً عامودياً وافقياً وطنياً وطائفياً وسياسياً بالمجتمع اللبناني.
ولأن أولى مهمات الحكم الجديد تركزت على إعادة السلم الأهلي واللحمة إلى الوطن والمواطنين، من خلال القضاء على كل بؤر الفوضى والتقاتل القابلة لإحياء شرارات الفتنة، في أي لحظة..
ولأن العميد ريمون إده كان يُدرك أيضاً، ان بعض خلايا «الفوضى» المستقرة في بعض زوايا الوطن، ما زالت قادرة - أو هكذا هو دورها - على اللعب بأمن البلد والمواطنين، وان افرادها اختاروا شوارع السهر الليلية لتكون منطلقاً لمشاكلهم، أصدر تعليماته لقائد شرطة بيروت، لتشكيل «فصيل»، يتم اختيار عناصره من «عتاعيت» رجال قوى الأمن الداخلي المدربين جيداً على مختلف فنون القتال، ومنحهم صلاحيات مفتوحة لمواجهة وقمع «الزعران»، وان يكونوا قادرين، بمجرد حضورهم، على بث الرعب بالقلوب، وقد أطلق على هذا «الفصيل» العسكري، اسم «الفرقة 16»، واذكر جيداً ان قيادة هذه المجموعة كانت بعهدة ضابط شاب يدعى «عباس فرحات»، أمن بقول الشاعر أبو الطيب المتنبي، وعمل به:
«ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى..»
فكان صلباً، شديداً، مقداماً في قمع أي تحرك يستهدف أمن المواطن والوطن، ومتصدياً بحزم لأي من «وطاويط» الليل ولأي «ازعر» من زعران بقايا الحرب الأهلية، حتى إذا ما انقضى عدّة أشهر على إنشاء «الفرقة 16»، وقيامها بالمسؤولية، الا وكان اسمها مصدر رعب في قلوب أي مجموعة خارجة على القانون، وبحيث شعر النّاس باستتباب الأمن، في مختلف الشوارع... بل أكثر من ذلك، فان اسم «الفرقة 16» كان كافياً لجعل قلوب «قبضايات» عرفوا بشكيمتهم، ترتجف رعباً، وكان يكفي هؤلاء انذارهم بإستدعاء «الفرقة 16» حتى يسارعوا للإختفاء إلى غير رجعة.
اليوم، وفي ظل هذه الفوضى الهائلة التي تجتاح شوارعنا في الليل والنهار، وحيث لا احترام لقانون السير، ولقوانين كثيرة أخرى، وحيث في كل يوم قتيل وأكثر جرّاء تسابق السيّارات على الطرقات الداخلية، وعلى الاوتوسترادات، وحيث سائقو الدراجات النارية تحولوا إلى «بهلوانات» يمارسون هوايتهم القاتلة في عز النهار وفي ظلام الليل، في مختلف الشوارع، وحيث دماء الشباب تروى اسفلت الطرقات يومياً، نستذكر، نحن جيل منتصف القرن المنصرم، الضابط الشاب عباس فرحات ورجاله الأشاوس عناصر «الفرقة 16»، ونتساءل بكثير من الاهتمام، ان كان لبنان بحاجة لـ «فرقة 16» جديدة، وبصلاحيات مفتوحة لا تقبل أي تغطية أو مراجعة من أي مسؤول مهما علا شأنه، لتتولى حفظ الأمن والنظام، وتكون أولى وأبرز مسؤولياتها، ضبط الشارع من فلتان عقول السائقين والدراجين؟.