بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الأول 2019 12:00ص فنانو لبنان ومثقّفوه إما في ساحات الثورة أو يعيشون المرحلة

حاضرون على منابر ومنصّات الحفلات والمهرجانات في الخارج مع علم لبنان

الشعار والأرزة الشعار والأرزة
حجم الخط
طال أمد الثورة عندنا. وكلما توقع معارضوها أن تهدأ تؤكد أنها ماضية في طريق التغيير، وحيث لم تستطع سنوات حرب العام 1975 على لبنان، على مدى 15 عاماً إحداث أي تغيير في بنية النظام، والتفكير السياسي ها هي أيام باشرت تخطّي الـ 50 يوماً أهم مرحلة في تاريخ لبنان وهي: التغيير، وإحقاق حقوق النّاس في وطن إرتضوه نهائياً ولا قوة تثنيهم عن الحفاظ عليه وتحريره من الفساد والتبعية.

النّاس في كل مكان من الوطن يتحركون ويعطون أمثولة في حب الوطن واخوتهم في ربوعه، والسؤال الذي يطرحه علينا كثيرون أين الفن والثقافة؟ أين موقف هؤلاء مما يجري؟ أين الأعمال التي ترصد وتواكب وتعطي رأياً على الخشبات أو الشاشات كبيرها وصغيرها؟! لقد بحثنا عن الفنانين على هذه المنابر لكننا فوجئنا بمعظم من إنتظرنا ظهورهم على منابر التعبير بالصوت أو الصورة، موجودين في عداد المتظاهرين، المحتجين، الصارخين، والمعبّرين عن آرائهم الداعمة لمن قالوا لا للواقع القائم، وأعلنوا أن الثورة ليست وقتية، بل هي فعل ثابت مستمر، قوي وفاعل، وهي ماضية في ثبات صوب هدفها في التغيير، لأن البلد ما عاد يحتمل لا المراوحة، ولا التسويف ولا تمرير الوقت، ولا الرهان على تعب الثائرين في جميع الساحات، بل المطلوب ترجمة للتغيير ميدانياً، وإلا فإن الميدان جاهز لكل السيناريوهات من دون تردّد، أو خوف، أو الركون لأي ترهيب.

نعم نحن نحتاج للفنانين خصوصاً الذين يعتمدون على الـ «وان مان شو»، من خلال الـ «ستاند أب» كوميدي، لكي يقولوا ما عندهم، ويعكسوا نبض الشارع، هذا المنبر السهل التحضير حالياً، قادر على الإسهام في مناخ تحقيق المطالب، وطرحها في لقاءات فنية فاعلة، وعلى خشبات هي اليوم خالية، لا نشاط فيها، طالما الفنانون يتوزعون في الساحات عبر ترجمة ميدانية لمواقفهم، وهي مشاركة لها وزنها وقيمتها واحترامها لكن الأمور كانت لتكون أفضل بكثير مع محاولة إستعمال منابر العرض في خدمة المطالب والمحتجين.

ونريد هنا الثناء على كثيرين من المغنين اللبنانيين الذين يظهرون في حفلات سبق وإرتبطوا بإحيائها في عدد من الأقطار العربية (القاهرة، دبي، أبو ظبي، المكسيك أو كندا، وحتى في أميركا)، إنهم يظهرون وطنية لها صداها الإيجابي من خلال تحية المحتجين في ساحات لبنان، وترداد شعارات تنطلق من الوحدة الوطنية اللبنانية، وتدعو إلى إستمرار هذا المناخ من السلمية في صورة هذا التحرّك والذي يتلقفه العالم باحترام وتقدير.

والواقع أن الفنانين اللبنانيين الذين لبّوا دعوات مهرجانات عديدة بدءاً من مالمو في السويد، وتورونتو في كندا، ومراكش في المغرب ومؤخراً في القاهرة، كانوا حاضرين بشكل فاعل فحازوا جوائز وتقديرات ونالوا دروعاً وشهادات تقدير، وهناك عدد من المخرجين اللبنانيين الشباب الذين حازوا مساعدات مالية وتقنية من ملتقى القاهرة السينمائي دعماً لمشاريعهم في مرحلة التطوير، أو دعماً إنتاجياً من خلال مشاركة مرجعيات عالمية في الإسهام بنسبة من قيمة الميزانيات المقترحة.

جميل أن نرى فنانينا، غنّوا، أو شاركوا بمسرحياتهم أو أفلامهم يظهرون على المنصات والمنابر العربية والعالمية وقد وضعوا العلم اللبناني على رقابهم، أو صورة لأرزة لبنان على صدورهم أو معاصمهم، هذا يدلُّ على أنهم يعون الواقع الخطير الذي يعيشه لبنان هذه الأيام ولا بدّ من تضافر جميع القوى لكي تقف قلباً واحداً دعماً للتغيير، لتحقيق جميع مطالب عموم النّاس في كل مناطق الوطن.

الفن والفنانون، الثقافة والمثقفون، لهم حضور طيب، مساعد وحتى يمثل حراك المحتجين في الشارع من خلال منابر التعبير في دنيا العرب والعالم، والواضح أن تسونامي الثورة ماضٍ في اجتياحه لكل سلبيات النظام وحيثيات الفساد.