بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2023 12:00ص لماذا مخرجو اليوم أكثر حضوراً من كبار الأمس؟؟

حجم الخط
صور لافتة جداً نواكبها منذ سنوات على إمتداد الأقطار العربية: مخرجون شباب يحصدون جوائز مهمة بارزة وأولى من مهرجانات دولية لم تتح الفرص في حقب مختلفة سابقة لكبار من عندنا ولو حتى شرف المشاركة والتباري وليس الفوز.
ما الذي يعنيه هذا الواقع ميدانياً؟ ما الذي تغيّر في أفلامنا حتى تحظى بإهتمام أفضل؟! لقد تغيّر المخرجون فتغيّر نمط كان سائداً لم يحظَ برضى وقبول لجان التحكيم العالمية، بينما ما يقدّمه عدد من شباب السينما العربية الراهنة تتنوّع حالات الإعجاب به بكثرة. نعم وهذا دليل على أن جيل اليوم من المخرجين يواكب تطوّر السينما في العالم وبات يُدرك أي النماذج تتماشى مع هندسة الدماغ العالمي والغربي خصوصاً، وراح ببساطة يعمل وفق الـ«سيستم» الكوني في فهم والتعبير عن مكنوناته بالأسلوب السائد لكن بروح عربية خالصة.
طبعاً لا يغيب عن بالنا أن العديدين من مخرجينا تلقّوا ثقافة أكاديمية ما بين أوروبا وأميركا وبالتالي فهم تشرّبوا الأسلوب العالمي حتى التخمة، من هنا إعجاب سادة المهرجانات بنتاجهم والدفع به إلى المسابقات ومن ثم التتويج بجوائز وازنة وبالتالي فإن الثقافة السينمائية الكونية لا تعني الإرتهان للخارج لأن إعتماد أسلوب معين في كتابة السيناريو أو الإخراج لا يحسب في خانة التبعية لدولة أو لجهة، فالسيئ في الصورة عند الإرتهان فكرياً وعقائدياً للخارج هنا مرفوض كامل المشهد والعودة إلى الجذور أفضل بكثير.
وهناك حالة من الكسل لا بد من الإعتراف بها سادت عند الأسماء المتميزة في الحقب السابقة، لم يتحركوا بما يكفي للترويج للأفكار التي يتبنّونها، ومن وصل منهم إلى منابر أولى كان وراءهم حماسة نقاد كبار أو منتجين فاعلين عرفوا كيفية الوصول إلى الدوائر الضيقة في المهرجانات، هذا عدا عن علاقات بعضهم بمرجعيات ذات وزن وفق ما كان لـ يوسف شاهين مثلاً من شبكة علاقات واسعة خصوصاً في أوروبا.
مثل هذا الكلام لا يقلل من أهمية كبار الأمس بل هو يُعطي إندفاعة قوية لنجوم اليوم من المواهب الجادّة العميقة والفاهمة تماماً ماذا يعني فيلم عالمي وكيف السبيل إلى صناعته عالمياً بالشكل، لكنه عربي في المضمون والروح والحدوتة.