بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تموز 2018 12:09ص محرم فؤاد... نافس على عرش العندليب ورحل وحيداً بعد 5 زيجات!

حجم الخط
في العام 1964، حضر الفنان محرم فؤاد إلى بيروت، لتنفيذ عقد عمل يقوم بموجبه ببطولة فيلم سينمائي - غنائي بعنوان «عتاب» من إخراج سيف الدين شوكت، وتشاركه البطولة الفنانة اللبنانية سميرة توفيق..
«محرم فؤاد» في تلك المرحلة، كان نجماً غنائياً وسينمائياً، وقد جرت محاولات عدّة لتقديمه كـ «خليفة» للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وحيث ان نجومية هذا الأخير، كانت قد بدأت بالتأرجح مع إشتداد المرض عليه، وكثرة غيابه للعلاج في الخارج.
وعلى الرغم من ان هذه «المنافسة» لم تحقق أهدافها غير ان محرم فؤاد استطاع ان يفرض نفسه على الساحة الغنائية - السينمائية، بأغانيه ذات الملامح الخاصة بصوته المميز، وسط جيل من مطربين كبار كان في طليعتهم عبد الحليم حافظ، بعد محمّد عبد الوهاب وفريد الأطرش طبعاً.
محرم فؤاد، لدى حضوره هذا إلى بيروت، أقام بشقة مفروشة في منطقة «الحمراء - أبو طالب» وفيها، كان لقائي الأوّل معه، حيث اجريت حواراً مطولاً لـ «مجلة اللـــــواء» التي أصبحت، في بداية السبعينيات من القرن المنصرم، صحيفة يومية ما زالت مستمرة بالصدور المنتظم حتى اليوم، وخلال هذا اللقاء، نشأت بيني وبين المطرب الوافد حديثاً إلى بيروت، صداقة، تحوّلت بمرور الأعوام إلى شبه اخوة، وبحيث لم تنقطع اتصالاتنا إلى حين رحيله - رحمه الله - في القاهرة، عن واحد وسبعين عاماً، أمضى القسم الأخير فيها (منذ بداية 1995) في سفر إلى باريس ولندن، بحثاً عن علاج لقلبه العليل، وحيث استبدل ورمم بعض «الصمامات» في عمليات جراحية عدّة، وليفاجأ في آخر أيام حياته بـ «تعب في الكلى» وقد استحكم به، لكنه استمر يقاومه حتى لحظات عمره الأخيرة، ليسلم الروح في 30/6/2002.
ومن خلال قربي منه في القاهرة، حيث كانت لي إقامة مهنية - صحافية لمدة عشر سنوات متتالية، وقبل ذلك في بيروت كانت لي معه عدّة «دردشات» عرفت خلالها ان اسمه الحقيقي هو «محرم حسين أحمد علي»، 1931، وانه من مواليد الحي الشعبي في القاهرة، بولاق في العام 1931 وان موهبته الغنائية ظهرت وهو في الرابعة من عمره، وتجلت وهو في السابعة، بعدما كانت الأسرة قد انتقلت للسكن في حيّ «شبرا»، وحيث التحق بمدرسة «السبتية الإبتدائية»، وغنى في إحدى حفلاتها السنوية، فانتزع إعجاب الحاضرين، ومنهم والدته التي رحلت عن هذه الدنيا في العام ذاته (1938) فكانت هذه الحادثة بداية شعوره بالغربة والفراق، وان رحيل والده بعد ذلك بسنوات قليلة، زاد همه كثيراً.
محرم فؤاد، التحق «بالمعهد الموسيقي العالي» (كان اسمه يومذاك معهد فؤاد الأوّل للموسيقى العربية) وبعد التخرّج عمل لفترة في الملاهي الليلية قبل ان يلتحق بـ  «ركن الهواة» بالإذاعة المصرية، ثم في برنامج «ساعة لقلبك» الشهير، لتعتمده الإذاعة المصرية كمطرب، فيما رحلته السينمائية كانت في العام 1959، عندما اكتشفه وقدمه لبطولة فيلم «حسن ونعيمة» المخرج هنري بركات، ومعه صبية حسناء تحوّلت بدورها إلى فنانة كبيرة اسمها «سعاد حسني» ونجاح هذا الفيلم، فتح امامه كل أبواب منتجي ومخرجي الافلام، فلعب محرم فؤاد في خلال 15 عاماً زهاء الـ 13 فيلماً سينمائياً، وكان من الممكن ان يضاعف هذا الرقم لولا انشغاله بالسفر الدائم، إما بحثاً عن رزق يحميه من غدر الزمان، أو عن علاج يداوي له قلبه العليل، وحيث عمل، لسنوات، في مجال «الإنتاج الفني- الغنائي» لحساب بعض الإذاعات العربية - الخليجية!.
محرم فؤاد قدم للمسرح الغنائي عملين: «دنيا البيانولا» و«القشاط»، وللإذاعة مسلسلين: «حب ونغم» و«حياة كامل الخلعي»، وترك في ارشيفه الغنائي مئات الأغنيات من تلحين كبار مبدعي المرحلة: رياض السنباطي، فريد الأطرش، محمّد الموجي، بليغ حمدي، سيّد مكاوي وسواهم... اما على المستوى الإنساني، فقد تزوج خمس مرات، أولها من السيدة «ماجدة بيضون»، - وهي من خارج الوسط الفني وله منها إبن يدعى «طارق»، ثم من ملكة جمال لبنان والكون «جورجينا رزق»، ومن القديرة «تحية كاريوكا»، ومن نجمة السينما «ميرفت امين»، وأخيراً من الفنانة الأردنية «عايدة هلال»... 
ورغم هذه الزيجات، فقد رحل في زمن مرضه وحيداً، وحيث كانت تساعده في ترتيب شؤون حياته اليومية الممثلة «عايدة رياض»، فإعتقد البعض أنهما كانا زوجين... وهذا غير حقيقي.

abed.salam1941@gmail.com