بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 نيسان 2024 12:00ص مخرجون مخضرمون لا يعملون:تقاعسهم أم رفض المنتجين؟؟

حجم الخط
نواكب على مدار الوقت ظهور مشاريع سينمائية لأسماء شبابية نسعد بوجودها لأنها ستضخّ دماً جديداً في عروق السينما، وهي حقيقة تأكّدت عبر الجوائز الدولية التي يفوزون بها من خلال مشاركاتهم في المهرجانات والتظاهرات السينمائية المختلفة، لكن علينا ألّا يغيب عن بالنا المخرجون المعاصرون من المخضرمين الذين كانت لهم أيادٍ بيضاء على صورة السينما العربية، هؤلاء يغيبون عن المشهد السينمائي الحالي.
والسؤال: لماذا؟ هل العملية مقصودة، أم هو تقاعس من المعنيين في تقديم نصوص جديدة لأفلام يرغبون في تصويرها؟ وهل هو ردّة فعل سلبية على رفض الجهات الإنتاجية تبنّي تمويل مشاريع لهم؟!
ببساطة تكفي واقعة تلفزيونية للدلالة على قيمة المخرجين المخضرمين تمثّلت في غياب الفنان يحيى الفخراني عدة مواسم رمضانية وعندما قَبِل العودة إختار المخرج القديم مجدي أبو عميرة لإنجاز: «عتبات البهجة»، بما يعني أن لا بديل لمخرج قديم بآخر جديد، ولماذا لا يكون الإثنان في الميدان هذا يؤمّن منافسة رياضية شريفة تخدم المستوى الفني وتحفظ الكرامة المهنية لكلا الطرفين.
مثلاً أسعدنا كثيراً أن يطلّ المخرج شريف عرفة مجدداً في أفلام حديثة، تماماً مثلما أسفنا لإنسحاب المخرج المتميّز داود عبد السيد من الساحة لردّة فعل المنتجين على إقتراحات مشاريعه التي يريد تصويرها وتدخلهم في المضمون بطريقة غير مقبولة، لكننا نستفهم: لماذا يكون علي بدرخان موجوداً ولا نشاهد له عملاً جديداً وإذا قال البعض إنه السن المتقدمة فإننا نحيلهم على كلينت إيستوود الذي لم يتوقف عن تصوير أفلام جديدة وهو اليوم في الرابعة والتسعين من عمره، وكذلك هو السؤال إياه عن: محمد عبد العزيز، محمد أبو سيف، خيري بشارة، عادل عوض، سيد سيف، يوسف أبو سيف، محسن أحمد، محمد ياسين، وغيرهم..
نعتقد جازمين أن المشكلة تكمن في قرار المنتجين، وهم من أوصل هؤلاء المخرجين إلى مرحلة اليأس من تبدّل المفاهيم لأنه لا يُعقل فصل المسارات عن بعضها والقول لقد خدم القدامى عسكريتهم وكفى، وجاء الآن دور جيل اليوم، لا وألف لا. اللامعقول هنا هو محو جيل بأكمله لصالح آخر يحلّ مكانه، الأمور ليست على هذه الصورة أبداً، وأقسى شيء يمكن حصوله هو شطب القدامى لصالح الجدد.