على مدى أكثر من ثلاث حلقات، تابعت البرنامج الفني - الغنائي «The Voice» (الخاص بالكبار) أملاً باكتشاف موهبة غنائية جديدة أو ربما أكثر، قادرة على إعادة الأمل، ورفد الوسط الغنائي العربي ببعض التألق، لا سيما وأن مجال الغناء العربي، بعد رحيل مجموعة لا بأس بها من الأصوات الكبيرة، واعتزال من تبقى من زمن الغناء الجميل، أما بسبب العمر، أو المرض، ما عاد يَسِّر لا حبيباً ولا قريباً!!!
واعترف اني فوجئت بأصوات جميلة وقوية ومميزة وقادرة على اقتحام ميدان الغناء، ان هي استكملت الإعداد المطلوب، والاستعداد الكامل، الا أن حماسي لهؤلاء المتبارين، سرعان ما تراجع عندما وجدت البعض منهم «يسقط» بين أيدي نصف «المدربين» المحتاجين إلى من يدرِّبهم؟!
والأمر المستهجن من السادة المدرِّبين، حماسهم الشديد لبعض المواهب الغنائية، وصرخات الإعجاب التي يطلقونها تعبيراً عن رأيهم بهذا المتباري أو بتلك المتبارية، ورغم ذلك، نراهم يؤدون حركات تتلاعب بأعصاب المشاهدين وتوحي بأنهم سيستديرون، لكنهم لا يفعلون؟؟!
أما دليل ضعف خبرة هؤلاء في مجال التدريب، فيمكن اكتشافه من تعليقاتهم على الأصوات المتبارية، وحيث «العموميات» هي الأوصاف الطاغية، وحيث «التوصيف» الفني الحقيقي يكون، في أغلب الأحيان، مفتقداً وغائباً؟!
ونعتقد ان عبارات من نوع «صوتك جميل».. أو «لديك كاريزما».. أو أنت شاب(ة) وسيم(ة).. إلخ. لا تكفي لتمنح هذا المتباري وتلك المتبارية الدعم الفني، فلا الجمال ولا الكاريزما ولا الوسامة قادرة على «صنع» أو «اكتشاف» صوت غنائي، إن غابت مكمّلات أخرى وأهمها الصوت الدارس المطواع والجميل والمميز عن سواه من الأصوات الغنائية..
أما العبارات المغرية والصراع لاستقطاب أصحاب المواهب المبشّرة، مثل: «سأجعل منك نجماً».. أو «اذا اخترتني سأجعلك المميز في فريقي».. أو «سأمنحك كل ما تتمناه من أمنيات».. أو «ستكون رفيقي في أغنية مشتركة».. وإلى آخر ما هُنالك من وعود رنانة نسمعها تعطى لبعض المواهب، فهي لا تخرج عن مجرّد وعود غير قابلة للتنفيذ، لأنها ستبقى وعوداً لا أكثر، ولأن الموعودين سيتساقطون تباعاً في التصفيات، وكذلك، لأن الفوز لن يكون بقرار من أيّ من أعضاء لجنة التدريب، وإنما سيكون بقرار يتأتى من تصويت النّاس المتواجدين في أنحاء الوطن العربي، ولأن قرار النّاس أو الرأي العام، غالباً ما يتعارض مع قرار «الاساتذة المدربين».