تستمر فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان شرم الشيخ السينمائي»، في التواصل منذ السبت الماضي، وحتى يوم الجمعة في التاسع من آذار/مارس الجاري، مع جمهور كثيف من المهتمين وأبناء المهنة سعياً وراء إستمرار الزخم السينمائي في الحضور رغم الظروف الصعبة التي تعيشها مصر إقتصادياً، وإنشغال البلد منذ فترة، بالحملة الأمنية الواسعة ضد الإرهاب على مدى مساحة صحراء سيناء.
الجيد في الإصرار على إحياء المهرجان في هذه البقعة التي يُطلق عليها «عروس سيناء»، هو الثقة بأن الأمور تسير نحو الأفضل، ولا خوف من المناخات التفجيرية رغم حرارة المعارك، مع دورة وجّهت الدعوة إلى السينما الأميركية المستقلة لكي تحل في المهرجان كضيف شرف، مع فيلمين «custday» للمخرج «جيمس لاباين»، و«big flip» لـ «آيزي تشاين»، بعدما كانت الدورة إفتتحت بالفيلم الجيد والجميل «i. tonya» للمخرج «كريغ غيلليبسي» مع الممثلين «مارغوت روبي»، و«سباستيان ستان»، وهو عمل له خصوصيته وإيقاعه الجميل، وتنفيذه المتقن.
الدورة تختتم بإحتفالية بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيل المخرج الكبير «يوسف شاهين» الذي توفي في 27 تموز/يوليو عام 2008 ومع ذلك فإن الإحتفالية ستجري في توقيت مغاير، ويعرض له 3 أفلام تمثل حقباً متعددة: «الوداع يا بونابرت»، «المهاجر»، و«المصير»، يعقبها ندوة تقييمية لـ «شاهين» يشارك فيها (غابي وماريان خوري، سيف عبد الرحمن، وليلى علوي). وتشمل لائحة التكريم ثلاثة أسماء: المخرج «علي بدرخان» وتُعرض له أفلام (أهل القمة، الجوع، والراعي والنساء) الممثلة «ليلى طاهر» (يعرض لها: مطلوب زوجة فوراً، إخراج محمود فريد) والممثل «حسن حسني» (المساطيل، للمخرج حسين كمال)، كما يُحتفل باليوم العالمي للمرأة في 8 من الجاري، حيث أدرج على البرمجة فيلمان: «حكاية سناء» (للمخرجة روجينا بسالي) و»طرف خيط» (شادن خليل)، على أساس أن موضوعيهما يتعلقان بالمرأة وقضاياها، في وقت إختارت بيروت فيلم «إلهام شاهين» بعنوان «يوم للستات» لعرضه بالمناسبة في إحتفالية بكازينو لبنان في 13 الجاري تحضرها «إلهام» وعدد من أفراد الفيلم: «محمود حميدة»، «ناهد السباعي»، والمخرجة «كاملة أبو ذكري».
المهرجان يعرض 68 فيلماً تمثل 28 بلداً. منها في المسابقة الرسمية 11 فيلماً: «أمتعة» (الفيليبين) «أنا غاغارين» (فرنسا – روسيا) «عيد ميلاد سعيد» (بريطانيا) «إيفان» (سلوفينيا) «مصرع مارغا ماير» (البرازيل) «رمح الصيد» (فنزويلا) «التضحية» و«القفص» (أسبانيا)، وفي المنافسة ثلاثة أفلام عربية «حياة» للمغربي «رؤوف صباحي»، «الرحلة» للعراقي «محمد الدراجي»، و«أحلام لم تراودني» للمخرج الفلسطيني «إياد حجاج». وتألفت لجنة التحكيم من: الناقدة السويدية «إيفا آن جابرستام»، المخرج الألماني «آندي سايج»، المنتج التونسي «محمد علي بن حمزة»، المخرج المصري المقيم في ألمانيا «سمير نصر»، والممثلة المصرية «رانيا يوسف». وفي هذا الإطار تشكّلت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة (عدد الأفلام المتبارية 18) من: الناقد المغربي «حمادي كيروم»، المخرج المصري «محمد سليمان»، والمخرج الأسباني «نستور كالفو».
وتقام ورشة بعنوان «الإحساس الضوئي والديجيتال سينما» مع مدير التصوير المخضرم «كمال عبد العزيز». والدورة تجري بإشراف وزارة الثقافة، ويرأسها «جمال زايدة»، ويديرها «أسامة عبد الفتاح»، وتحمل إسم الفنانة «ليلى علوي»، بينما يتم تكريم روح الناقد الراحل «علي أبو شادي» الذي كان ناشطاً في كل التظاهرات السينمائية وداعماً لها كناقد، وكمسؤول لسنوات طويلة في وزارة الثقافة إبان الفترة التي أمضاها على رأسها الوزير «فاروق حسني».