بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تموز 2018 12:14ص مهرجانات صيف لبنان تضج بالفرح والحياة والسمعة الذهبية للبلد

فلتصمت الأصوات النشاز التي لا ترى من حضور النجوم إلا أجورهم!؟

شاكيرا في مهرجانات الأرز شاكيرا في مهرجانات الأرز
حجم الخط
هذا موسم لبناني بإمتياز
نعم هو سياحي بالدرجة الأولى وترويجي لصورة لبنان، لكنه في الواقع صورة حقيقية تعبر عن مزاج اللبنانيين محبي الحياة، والناس والفن، ليس لأنهم يريدون تعويض سنوات الحرب على لبنان بين عامي 1975 و1990، بل لأن اللبناني هذا طبعه، هذا مبدأه وهذا ما يجيده: أن يفرح ويحتفل ويرى الأيام أياً كانت عليه: معه على الدوام بإعتباره صانعها والقادر على تغييرها وقت يشاء..
هاتوا الأمن والأمان والابتعاد عن الهزات الاقتصادية وخذوا ما يدهشكم، حتى في عز التحذير من أزمة إقتصادية خانقة يلعب اللبنانيون حالياً عند حافة الهاوية ولتحمل الأيام ما حملت، المهم أننا الآن قادرون على اجتراح معجزة الفرح والتقارب والاحتفالات والأضواء والضحكات الغامرة، أما الغد فنتركه للغد.
الكثرون من ضيقي الأفق لا يرون مثلاً من استقدام النجوم العالميين إلا ما يتقاضونه من أجر، هم لا يفكرون في أن هؤلاء لو لم يكونوا على ثقة من كل الترتيبات الملائمة لحفلاتهم الناجحة لما وافقوا، وهم بالمقابل يوجهون رسالة مباشرة إلى كل العالم بأنهم في بلد آمن، أهله صناع فن وفرح، وليس كما يصورنا بعض الإعلام، بأننا أمة على سلاحها على الدوام وجاهزة للقتال، أو لقتال أي كان، أما عن الأجر، فما هم من يعترضون طالما أن ما يدفع لأي نجم يتم إسترجاعه من حفلاته عندنا فأين المشكلة، طالما أن المعادلة هي تمضية أمتع الأوقات وأحلاها.
أي دعاية أهم مما فعلته شاكيرا على الخشبة في مهرجانات الأرز الدولية عندما حملت العلم اللبناني وتدثرت به. بل وهل أروع من تحدثها بالعربية وإعلان فخرها واعتزازها بأصولها اللبنانية، هذا كلّه يسمعه العالم، وله صدى رائع يعود بالنفع والصورة الرائعة عن بلدنا.
كذلك عندما تحضر النجمة الفرنسية «كارلا بروني» إلى «مهرجانات بيت الدين» أواخر الشهر الجاري وبصحبتها الرئيس السابق وصديق لبنان نيكولا ساركوزي، زوجها الأشهر اليس ذلك دعاية رائعة للبنان، وهل نعدد ضيوفاً أكثر لمهرجانات بعلبك، بيبلوس، جونيه وغيرها، من فنانين وفرق خصوصاً عندما نعرف أن سيّد الفلامنكو على الشاشات الأسبانية العالمية غاديس سيكون بيننا في «بيت الدين» لكي نواكب هذا الفن الراقي من مبدعيه بعدما واكبناهم في آفلام عديدة وتمتعنا بأدائهم.
علينا أن نسعد حتى بوجود فنانين عرب من مستوى لطفي بوشناق هذا التونسي العربي بإمتياز والأمين على تراث الأجداد، وجيد أن تحتفل مهرجانات بعلبك بمئوية أولى لولادة كوكب الشرق أم كلثوم، ولها ما لها من ذكريات في القلعة العريقة والمهرجانات الوازنة ونحن ننتظر التجربة السيمفونية الوافدة من مصر مع مي فاروق ومروة ناجي.
وفي سوق عكاظ هذا، وما فيه من تنوع لا نريد تجاوز الحضور اللبناني، فليس عادياً أن يظهر الفنان زياد الرحباني في بيت الدين رغم ما واكب هذا الحضور من ملاحظات لنا، ويعنينا كثيراً تقدير جيل الشباب من خلال التعاطي مع تجربة جورج خباز المسرحية عبر «إلا إذا» التي أضاف إليها الفنان الشامل والمتعدد المواهب رعاية نغمية من خلال «إلا إذا ذي ميوزيكال، وحضور الفنان شربل روحانا في بيبلوس مع سيّد درويش.
لنا بكل بساطة أن نستفيد من فسحة فصل الصيف عندنا وهذا الكم من المهرجانات الذي ينفي عنا كل التهم والتوصيفات التي يريدها عدونا في صورتنا أمام العالم، وكم هو جيد أن نثبت جدارة في قتال العدو، كما تفوقنا حين تستدعي المنافسة مواجهة فنية ثقافية علمية عميقة، عندها نجد الأمور وقد مالت صوبنا لأننا رائعون في الملمات، ونعرف متى وكيف نحضر وننجح ولا نهتم بالمصاعب أياً كانت وممن جاءت.
موسم الفرح اللبناني يجب ألا تعكره أصوات نشاز، تبحث عن شماعات سطحية لتبرير فشلها في فعل شيء له فائدة للناس والوطن، ونعرف جيداً أن ما تشهده ساحتنا يعتبر بالقياس المهرجان العالمي، ما هو أهم من تسمية أعراس مهرجانية فيها من كل شيء شيء، ولكل منا ما أحب في واحدة من هذه التظاهرات المنتشرة على مساحة لبنان فرحاً وفعل حياة.