بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2023 12:00ص هجمات 11 أيلول 2001 إهتمام باهت من هوليوود

حجم الخط
لم نجد سبباً مقنعاً للإهتمام المتواضع الضعيف من منتجي هوليوود بالحدث الكوني الأول في مطلع الألفية الثالثة: تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وسقوط حوالى 3 آلاف ضحية ورقم غير محدد من الجرحى والمصابين في 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
اليوم تمرُّ الذكرى 22 على هذا التفجير المريع الذي هزّ العالم وما تزال إرتداداته متواصلة إلى اليوم على جميع الصعد. هذا في الواقع اليومي المعاش بينما ما نستغربه أن ينحسر سريعاً إهتمام هوليوود بما حصل، فالأفلام التي تناولت جوانب الكارثة معدودة ولا ترقى إلى مستوى هول الحدث.
علامات إستفهام عديدة تحوم حول السبب. فهل هناك إيعاز رسمي جعل هوليوود تبدو باردة الأعصاب إزاء التفجير الكبير، أم أن المعطيات المتوافرة ليست كافية لتقديم أشرطة تضيء على مسبباته ونتائجه؟ في وقت ندرك أن الأشرطة التي صُورت تناولت الآثار الإنسانية، أقارب الضحايا، من سقط من رجال الإطفاء، وصولاً إلى شريط يروي كيفية عثور الـ «سي آي إي» على مخبأ زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان وشنّ هجوم على مقرّه وقتله في غرفة نومه ومن ثم رمي جثته في المحيط.
إنها مجموعة أفلام قليلة جداً، لا تقاس مثلاً بحيثيات غزو العراق، ومعاناة القوات الأميركية هناك في أعداد مضاعفة عما صُوّر عن هجمات نيويورك، وهنا لا بد لنا من أخذ مثال جليّ على طريقة تعاطي هوليوود مع الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، مئات الأفلام منها ما كان عن وقائع حصلت، والكثير منها مضاف عليها أو مفبركة للنيل من إسم هتلر وجيوشه التي أرسلها لإحتلال العالم.
فلماذا الكثير من الأشرطة هنا والقليل جداً هناك، وخصوصاً أن الضربة المؤلمة طالت عمق أميركا بينما كل أحداث الحرب الثانية حصلت بعيداً عن أراضيها، كما هي الحال اليوم مع الحرب الروسية على أوكرانيا والمساعدات الأميركية الهائلة التي تُحارب من خلالها أميركا في أوروبا، بينما أراضيها في منأى عن تداعيات ما يجري.
أسئلة لم نعثر على إجابات شافية لها. لكن الأيام كفيلة بكشف كل الخبايا في وقت ما قد يكون قريباً أو بعيداً لا فرق، لكنه آتٍ لا محالة.