بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2017 12:05ص هشام حداد في «لهون وبس»..! إسفاف وهبوط... وسلوك شوارعي

حجم الخط
مفاهيم كثيرة تبدّلت في الربع قرن الأخير، وكم كنا نتمنى لو ان هذا التبدل كان ايجابياً ونحو تطوير الأخلاق خصوصاً، لكنه وللأسف، جاء سلبياً، بل وسلبياً جداً؟!.
ومن أهم هذه المفاهيم، «الميديا» على اختلافها وتنوعها، في ظل تضخم دور وسائل التواصل الاجتماعي، فبعد ان كانت «ارشادية»، «توعوية»، «اخلاقية»، «اجتماعية عائلية»، تحوّلت إلى «تضليلية»، «تحريضية»، «افسادية» و«شوارعية»؟!.
فمن المسؤول عن هذا التحوّل المخيف في مفاهيم البعض الاعلامية؟!.
من المسؤول عن هذا السقوط في مستنقع «السوقية» الإعلامية؟!.
ومن حوّل حرية التعبير إلى قذف وسب؟!
إنهم، بلا أدنى شك، بعض القيمين على وسائل الإعلام المرئية بشكل خاص (التلفزيونات) الساعين وراء الإنتشار بأي شكل أو ثمن، اللاهثين خلف «الرايتينغ» الذي يحقق لهم دخلاً (ولو حراماً)، يتم على حساب سمعة بلد وكرامة شعب شريف.
ان أبرز دليل نسوقه اليوم على حدوث مثل هذا الأمر، ما يحدث في برنامج «لهون وبس» عبر شاشتي LDC وLBCI. فهذا البرنامج تحول إلى «منصة ساقطة» ادبياً واخلاقياً وشرعياً، للقصف على محطات أخرى محترمة، ناجحة، راقية وملتزمة بمعايير الجودة الإعلامية، من خلال تقديمها لبرامج ادبية وفنية وسياسية واجتماعية ورياضية واقتصادية، يٍقر الجميع برفعة مستواها العلمي والثقافي، وبخلوها من الإسفاف والفساد وعلى عكس «لهون وبس» الذي يتوسل معده ومقدمه الممثل الهزلي هشام حداد، كل الأساليب الرخيصة والحركات «الاراكوزية» والتعابير السوقية والإيحاءات القذرة، معتقداً بذلك انه يحقق لنفسه ولبرنامجه النجاح الذي يوصله إلى «الرايتينغ» المشؤوم، حتى انه أصبح أشبه ما يكون بـ «بهلوان» يشكو من مغص كلوي وهو يمارس في البرنامج «رقصاته» الموحية والقذرة، بكل ما فيها من حركات سوقية؟!.
مشكلة هشام حداد انه جاء إلى محطة جديدة، منتقلاً من شاشة سبق لها ان استضافته مع برنامجه الفاسق «لول»، القائم على تقديم «النكات» السفيهة؟.
ونعترف انه نجح في تحقيق «الرايتينغ» المطلوب لبرنامجه هذا، «فالرايتينغ» و«النجاح» يمكن لهما ان يتحققا في أوساط بذيئة، كما يمكن لهما ان يتحققا في أوساط خلوقة؟! وهو ظن انه سيحقق النجاح نفسه ان حمل معه إلى برنامجه «لهون وبس» روح برنامج «لول»، لكنه فوجئ بإنصراف العائلات اللبنانية عنه وعن برنامجه «لهون وبس» بمثل ما انصرفت هذه العائلات في السابق عن برنامج «لول»؟!
ويبقى السؤال الأهم: كيف يحق لمجموعة من الذين أتاحت لهم الظروف الإعلامية المرئية السيئة، تقديم برنامج تلفزيوني في غفلة من «الرقابة الإعلامية» ان يتطاولوا، ليس فقط على محطات تلفزيونية محترمة، أو على إعلاميين شرفاء،  وإنما أيضاً على رئيس جمهورية لبناني سابق يحظى بإحترام وتقدير كل اللبنانيين المتمسكين بـ «لبنان أولاً»، أمضى في سدة الرئاسة فترة حكمه، ومن قبلها في قيادة الجيش لسنوات، وغادرهما معافين سليمين، برغم شدّة الأعاصير التي أحاطت بهما، وبرغم كل العراقيل التي وُضِعَت في عهده من أجل كسر استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وامني؟!.
بصراحة نقول ان شاشتي LDC وLBCI.  مسؤولتان عن كل ما يقدم من فقرات ساقطة ادبياً ووطنياً واجتماعياً واخلاقياً في «لهون وبس» طالما انهما ساكتتان عنها، فإذا كان السكوت يعني الموافقة، فإنه قد يكون أيضاً «شيطاناً أخرس»؟!.
أما معد ومقدم «لهون وبس»، فمكانه من دون تردّد أو أدنى شك ليس على شاشات التلفزة، وإنما في الأدغال، وحيث باستطاعته ان يمارس «السعدنة» و«الإباحية»، كما يحلو له، وإنما بعيداً عن العائلات والبيوتات المحافظة؟!.


abed.salam1941@gmail.com