شريط وثائقي أنتجته ووزعتة شبكة العربية مؤخراً من ضمن حملة مركّزة في مصر موضوعها الفنان عادل إمام، تتحدث عن أسباب غيابه الكامل عن الأضواء صوتاً وصورة على مدى 3 سنوات، وهو لم يظهر في الكثير من المناسبات التي يفترض أن يتواجد فيها، ومنها زفاف حفيده الذي يحمل إسمه نفسه، وكذلك عدم حضوره حفل إفتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري لدورة تحمل إسمه.
الوثائقي: «عادل إمام ذاكرة مصرية»، أعدّ مادته المرئية: رندة أبو العزم، أحمد فؤاد، وأميرة عبد الكريم، وهو قام بتحليق منخفض على سيرة الفنان على مدى 60 عاماً ما بين الشاشتين والخشبة، وكان للنص آراء في توجه عادل وعلاقته بالسلطة ومواجهته للجماعات الإرهابية مع فكرة التحدّي التي عرفت عنه خصوصاً عندما سافر إلى أسيوط عام 1988 وعرض مسرحيته: الواد سيد الشغال، في معقل التطرف يومها، وكيف أنه رغم إتهامه بمحاباة السلطة قدّم أفلاماً ومسلسلات ومسرحيات ضد عهود:عبد الناصر عام 62، والسادات عام 73، ومبارك طيلة فترة حكمه.
شهادات عديدة في عادل: مع وزيري الثقافة السابقين: فاروق حسني وفتحي النمنم، وسكرير الرئيس السابق مبارك: مصطفى الفقي والروائي عمار علي حسن، الموسيقي مودي الإمام، وصولاً إلى الإعلامي عماد الدين أديب، الذي تميّز عن الجميع في مقاربته شخصية الفنان عادل، وخصوصاً أنه كان مسؤول إنتاج 4 أفلام لـه: عمارة يعقوبيان، مرجان أحمد مرجان، بوبوس، حسن ومرقص الذي جمعه بالعالمي: عمر الشريف.
أما الـ«سكوب» الذي تفرّد به الفيلم فكان اللقاء مع محمد كروم عضو الجماعة الإسلامية السابق الذي اعترف بتكليفه من قبل القيادي عبود الزمر مهمة إغتيال عادل خلال خروجه من مسرح الهرم حيث كان يعرض مسرحية: الزعيم.
وربما كان لإختيار مواقف عادل السياسية الوطنية أثر طيب على مناخ الفيلم، مثل قوله إن أفلامه بكليّتها تختصر تاريخ مصر الحديث، كما أن شهادة الفنانة يسرا وهي التي قاسمته بطولة 17 من أفلامه كانت رائعة لجهة الجهد الذي كان يبذل مع كل مشروع جديد.
لكن في كل حال ما الذي كان يمنع من ظهور عادل في الشريط؟! إنه السؤال الكبير الذي لم يجد له جواباً بعد وكل ما يُنقل عن الفنان من أخبار لا يُعادل إطلالة ولو لدقائق يُحيّي فيها جمهوره.