بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2018 12:00ص وزارة الثقافة المصرية أفردت مكاناً لتمثال «فاتن حمامة»

إلى جانب الخالدين الأربعة الكبار في حديقة دار الأوبرا ..

حجم الخط
الرغبة في تمثال يُخلّد ذكرى سيدة الشاشتين الراحلة «فاتن حمامة» جاءت من رفيق درب سنواتها الأخيرة الدكتور محمد عبدالوهاب. غريب قدرها بدأت مهنة التمثيل في الثامنة من عمرها في فيلم «الوردة البيضاء» للموسيقار محمد عبد الوهاب، وأنهت حياتها مع زوجها الطبيب الشهير والذي توفي في 10 آب /أغسطس الماضي الدكتور محمد عبد الوهاب، الذي كان يُكن لها كامل الإحترام والتقدير، وها هو يُعبّر عن وفائه لها بدليل ما قام به منذ حوالى تسعة أشهر.
قصد واحداً من أمهر النحاتين في مصر الفنان المتمكّن «عصام درويش» وإتفق معه على مباشرة العمل على إنجاز تمثال للسيدة «فاتن» يليق بتاريخها على أن يكون مكانه لاحقاً إلى جانب أو بين تماثيل الأربعة الكبار (محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، فريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ) في حديقة دار الأوبرا بوسط القاهرة، وباشر «درويش» العمل، وكان الدكتور عبد الوهاب لا ينقطع عن زيارته دورياً لكي يكون على بيّنة من أدق التفاصيل في صورة «فاتن» بحيث لا يترك مجالاً لأي ملاحظة من أحد، وهو ما أسعد النحات الكبير وإعتبره حرصاً نموذجياً على إنجاز منحوتة تكاد تنطق، وعلّق النحّات على حرص الزوج الأرمل على الفوز بأفضل تمثال لزوجته بالقول «لم ألتق رجلاً يُحب إمرأته بهذه القوة وهذا الصدق».
مؤخراً أعلن «درويش» أن المشروع أنجز، وتم التصريح نيابة عن الدكتور الراحل بأن أمنيته رؤية هذه المنحوتة النموذجية في حديقة دار الأوبرا لتكون خامس الخالدين في هذا الصرح الثقافي إلى جانب أربعة أسعدوا أجيالاً متلاحقة من أمة العرب وما زال نتاجهم الذي تركوه مصدر مُتعة وسعادة لملايين العرب في كل مكان، وجاء الرد من وزيرة الثقافة الدكتورة «إيناس عبد الدايم» شخصياً عندما أعلنت «لا نقاش بأن دار الأوبرا هو المكان الطبيعي لفنانة من قيمة ووزن السيدة فاتن»، وتم الإتفاق على أن يكون مكان التمثال عند باب الدار، أي قبل المكان الذي يعرفه الجميع ويشغله الموسيقار «عبد الوهاب»، ويوضع هناك في حفل خاص يقام في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في إفتتاح الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وسط حشود المدعوين العرب والأجانب الذين إعتاد المهرجان إستقطابهم بالمناسبة.
وحدها السيدة «أم كلثوم» لم يكن بينها وبين «فاتن» تعاون، بينما الفنانون الثلاثة الباقون شاركتهم بطولات سينمائية عديدة، مع «عبد الوهاب» بدأت، وظهرت بطلة مع «فريد» في العديد من الأفلام (منها: لحن الخلود -1952 ، و حكاية العمر كله_ 1965) وكذلك مع العندليب (موعد غرام ، إخراج بركات عام 1956 وغنى لها في الفيلم أغنيته الشهيرة «كان يوم حبك أجمل صدفة»)، وبالتالي لازمتهم كباراً في حياتهم، وجاورتهم تمثالاً يخلدها وإياهم بعد الموت.
إذن الموعد ليس بعيداً مع هذا الحدث،خصوصاً وأن الكبيرة «فاتن» عرفت من دافع عن صالتها السينمائية التي تحمل إسمها في القاهرة، حيث تم هدمها من دون الأخذ في الإعتبار المعنى الرمزي لوجودها، ولم نعلم بأي مبادرة إتّخذت للحفاظ على وجودها كمعلم حضاري يدل على قيمة صاحبته ووزنها الفني. لكن وجود تمثال لها في دار الأوبرا يُعتبر تعويضاً جيداً لها عما طاله من إساءة في هدم صالتها، ووجودها الرمزي مع 4 خالدين أمتعونا على مدار الزمن الذي كان بفضلهم جميلاً ورائعاً ويستحق التقدير والإحترام ورفع القبعة.
«فاتن حمامة» تكون قريباً عند باب دار الأوبرا الذي سيُفتح لها كي تدخل وتبقى.