لأناملي شوق، وليراعي نهم، ولأوراقي لهفة لأكتب في موضوع جديد
كأني ملزمة بموعد أخاف غدره ليسرقني الوقت دون دراية ماذا أريد
أبحث عن فكرة تروقني أو موضوع يهزّني، ويحرّك مشاعري من حب أكيد
نهم الكتابة عندي بات ضرورة كجرعة ماء تروي ظمئي من عطش شديد
قصة أحكيها أو عاطفة شجيّة أدوّنها بعد أن أصيغها بأسلوب جميل فريد
تارة استقيها من الطبيعة سالبة منها جمالها وظلالها كل رائع فيها مشيد وتارة أعود للذكريات في حالات مؤثرة صودف أن عرفتها في الماضي البعيد
عن ذاك الذي سافر وهاجر أو هذا الذي انتحر على صخرة الحب أو هذا الشهيد
أو أمثولة عن شخص جاهد بصدق وكافح بإخلاص وكان للغير خير رشيد
أبحث وأنقّب عن حكايات أصولها وفصولها بدقّة وأمانة لأكون بها سعيد
تأتيني كلمات مرصوفة معانيها لو سقطت على جماد أذابته كما يذوب الجليد
كتبت كل ما خطر ببالي ونأيت عن المخزيات وشنيع الكلام الذي لا يفيد
رسمت طرائف الأمور أعاين كلماتي بقدر ما أعاني وأبذل فيها الجهد الجهيد
أحياناً أكون بصحبة نجوم الليل وأحايين برفقة دفء الشمس والطير الشريد
إذا أحاطت بي الأحزان والهموم ألجأ لقلمي هو نِعمَ الصديق الصدوق الوحيد
أصبح هذا الأصم السميع الجامد المتحرك شاغلي ليمدّني بالرأي السديد
وأصبح منافساً لكتابي الذي أشبعني روايات رائعة فيها الكثير والعديد
أخذت من عذب لسانه حكايات استنبط منها مفاهيم الدنيا والمجد التليد
بات قلمي الرئة التي أتنشق منها أنفاس الحياة في كل مجال وعلى كل صعيد
هو أنيسي في فراغات نهاري ومبدّد وحشتي في سهر ليلي ليعطيني المزيد
جعلت من يراعي حديقة لأفكاري أجمّلها وأنسّقها وبيننا الحب الوطيد
مزجت المعرفة بالعلم بحثاً وتنقيباً عن مرادفات لتكون كالدرّ المعقود في الجيد
شغلت بحبّه عن كل متعة وسلوت الناس في أغلب المناسبات والعيد
قلمي بقدر ما أحبّه أهابه خوفي من زلّة لسان شاردة فيها العقاب والوعيد
تعمّقت في بواطن المعاني حتى استنتج مرادفاتها كي لا تأتي بنتاج زهيد
وحتى تأتي الكلمات بحسن تعبيرها وصدقها في إطار جمال اللحن والتجويد
أدمنت عشق قلمي حتى أزالت به الأيام عتب النسيان وأصبح لقلبي هو العميد
وشوق كالتوقّد في فؤادي عند احتضانه أدغدغه حبّاً وعطفاً كالطفل الوليد
استحوذ على مشاعري وبات وسيطاً لأفكاري وخواطري وهوى الشباب معيد
يردّ إليّ صباحي إذا ادْلَهم، ويؤنس ليلي ان طال هوذا عندي بيت القصيد
جوده عليّ كجود السحب إذا امطرت وفراقه بات صعباً كيف عنه أحيد
أصبح قلمي هو قدري كالحياة أو الموت يلاحقني أينما ذهبت وحللت كالطريد
يضيء حياتي كنجوم الثريا ويحيطني بسعادة لا توصف والعيش الرغيد
وتر العزف في صريره يعطيني شوقاً للكتابة لقلبي فيه راحة وتبريد
قد جعل لروحي معنى بالحياة فاخضوضرت بعد أن كانت كالصحارى والبيد
وبات ليراعي عندي شغف فاقت كل التصورات وكأنه ملتصقاً بي كالوريد
أصبح كظلي يلازمني ليناديني كلما دعت الحاجة ليروي لي حكايات فيها تخليد
جعلت منه مصابيح فكري ينير عقلي يأخذ مني ويعطيني كساعي البريد
هكذا بتّ أسيرة لقلمي لا أعرف منه خلاصاً قد صار توأم روحي وشعوري ويزيد
كيف الخلاص منه؟ ولماذا؟ سؤال أطرحه على نفسي... هو سلوتي وأنا منه أستفيد