الى أهلنا في الجنوب أنقل لكم صباح هذا اليوم تحية لكم ولأهل البقاع.. بل تحية من كل لبنان وأنحائه. ومن نبض التضحية إلى جنوبنا الغالي... ومن هنا من قلب بيروت الحبيبة إلى جنوبكم الصامد أتوجه إلى كل لبناني أينما كان في أصقاع الأرض وفي بلاد الاغتراب أن يساعدوا أهلهم في إنماء بلدهم وإعماره. الدمار يحدث في ساعات ولكن الإعمار قد يستغرق لسنوات. فلا تقول أيها اللبناني هذه عاصمة وتلك مدينة فمن أجل التعمير والتطوير علينا إنقاذ ما تبقّى من تراثنا.. فتعالوا أيها اللبنانيون لنبني لبنانا حقيقيا فلبنان ليس تاريخا فقط بل لبنان هو حقيقة والشعب الذي يعرف كيف يموت من أجل أرضه وكرامته يعرف كيف يعيش من أجل لبنان..
أيها العسكريون بكم تتعزز الثقة فكونوا القدوة ولن تتأخّر دولتكم من تزويدكم بالعدّة والعتاد. قوتكم من ثقة الشعب بكم ووحدة صفوفكم هي مرآة لوحدة بلادنا ولن نثبت ما أنجزناه من قبل إذا لم نستكمل بناء هذه الدولة. سنستعيد سيادة الجنوب والبقاع فلبنان بلا جنوبه وبقاعه هو رفض لكياننا والواثق ببلده كالواثق بربه يخيف ولا يخاف..
أهلا بكم في بيروت النابضة بكل الأزمنة. نحن هنا دائما لحمل رهان المستقبل.. نحن هنا ليس لننقذ وطننا وحسب بل لإعادة المهجرين وترسيخ الثقة بالدولة والغد.. ونحن لسنا ضد بناء الحجر ولا ضد التحديث وتحصين البنى التحتية بالتكنولوجيا المتطورة ولكن الأهم في نظرنا هو بناء الإنسان وتوعيته على مصيره. وأنتم أيها الشبان والشابات، يا شعاع الأمل في ظل هذه المتاهة الحالكة تثبتون اليوم انكم قادرون على تحمّل مسؤولية بناء مستقبل زاهر في وطنكم.
أوليست الدولة بحاجة للشباب؟ والى طاقاته؟ والى دمه الجديد؟ فمن أين لهذا الشباب أن يلبّي حاجات الدولة والوطن إن لم تيسّر له الدولة مقومات العيش والرغد. وفي الختام ان حاولوا تفرقتنا فهذه الهوية هويتنا.
سكينة فريج