تسمّر اللبنانيون لساعات بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية، فيما كان يبدو أن الأمر محسوم للرئيس المنتخب العماد جوزاف عون، إلا أن شبح الجلسات السابقة التي عجزت عن إنتاج رئيس كان حاضراً في أذهانهم، فلم يأخذوا الكلام عن أنها ستكون جلسة مثمرة على محمل الجد.
لكن الدورة الأولى وما حملته من خيبة لم تطفئ الأمل لديهم بوصول الأمور إلى خواتيمها السعيدة لا سيما أنهم لمسوا هكذا احتمال بعد علمهم بالاجتماع الذي جمع المرشح الرئاسي قبل أقل من ساعة مع نائبين للثنائي الشيعي، لتأتي الدورة الثانية على قدر تمنياتهم.
واقسم الرئيس المنتخب اليمين وقدم الكثير من الوعود والتعهدات منها ما كان ملتبساً عند البعض ومنها ما كان جامعاً لآمال اللبنانيين بتحقيقه، لا سيما أنه الرئيس الأول بعد حرب طاحنة مع العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءاً من الأرض اللبنانية، فهل يضرب ابن المؤسسة العسكرية بيد من حديد لاسترداد الحق اللبناني بعد أن أقصى اتفاق وقف إطلاق النار المقاومة عن هذه المنطقة تحت ذريعة انسحابها من جنوب الليطاني لخروج العدو من لبنان؟
تكلم الرئيس عن احتكار السلاح فقط بيد الدولة، ولكن عن أي سلاح تكلم؟ عن السلاح الذي قام بمهمة الجيش الأساسية وتحرير الأرض أم السلاح المتفلِّت في الأزقة والشوارع اللبنانية ومخازن الأحزاب التي تعترض على سلاح المقاومة؟ هو سؤال كبير، ولا يمكن الإجابة عليه بعد أقل من 48 ساعة على انتخاب الرئيس، ولكن بالتأكيد فإن الأيام ستثبت ما إذا كان العهد الجديد سيستكمل ما قامت به المقاومة ويقدر تضحياتها ولا يكون عنصراً جديداً من العناصر الداخلية التي لا تميز بين العدو وابن البلد.