بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2024 12:00ص غلاييني: أخذنا سيناريو غزة في عين الإعتبار على صعيد المستشفيات

هل القطاع الصحي لا زال قادر على الصمود؟

وحيدة غلاييني وحيدة غلاييني
حجم الخط
عبدالرحمن قنديل

يشهد القطاع الصحي في لبنان ظروفاً صعبة تضعه في مواجهة تداعيات «قاتلة»، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على العديد من المناطق اللبنانية، وتزايد أعداد المصابين والجرحى والنازحين نتيجة هذا القصف الإسرائيلي الذي لا يرحم،وهذه الأوضاع التي تتفاقم يوماً بعد يوم، تضع البنية التحتية للقطاع الصحي اللبناني، المنهك أصلاً نتيجة الأزمة الاقتصادية التي مرت بها البلاد منذ نهاية 2019، تحت ضغط هائل يهدد بانهياره مع استمرار توسع هذه الحرب الوحشية في لبنان،ولكن هل بإمكان هذا القطاع أن يصمد أكثر برغم الحرب؟
مسؤولة غرفة الطوارئ في وزارة الصحة العامة وحيدة غلاييني تشير إلى أن وزارة الصحة قامت بوضع خطة للطوارئ ،تم العمل عليها منذ تشرين الأول من العام الماضي التي تندرج ضمن إطار رفع جهوزية المستشفيات جميعها،وعندما بدأت الحرب كانت آنذاك على مستوى الجنوب ،وفي بعض مناطق البقاع وتطورت تدريجياً حتى وصلت إلى الضاحية إلى أن أصبحت على مستوى بيروت ككل.
وتوضح:«بأنه في البداية استطعنا العمل على رفع مستوى تحضير المستشفيات،خاصة أنه كان لدينا الوعي الكافي بأن عدد الكبير من الممرضات التابعين لوزارة الصحة من الأطباء والجراحين ونتيجة للوضع الإقتصادي المتردي والوضع السياسي السائد في لبنان بشكل عام أدى بهم إلى اللجوء نحو الهجرة ومغادرة البلد،لذلك كنا ندرك بأننا لدينا نقص حاد،ومن بقي من الأطباء والممرضين يحاول بكل ما أوتيه من قوة لسد هذا الفراغ،بالرغم من أن كل الذين رحلوا يمتلكون خبرات في القطاعات أو الأقسام الموجودين فيها».
وتكمل غلاييني:«أنه على هذا الأساس قمنا بعدة دورات تدريبية مع جميع المنظمات غير الحكومية الموجودين في لبنان،بدءاً من منظمة الصحة العالمية،مروراً بالصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود وسواها ووضعنا خطة ضمن الخطة تدريب موحد على مستوى كل الأراضي اللبنانية،توحدت من خلالها اللغة في المستشفيات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال أي أن إهتمامنا لم ينحصر فقط ضمن المناطق التي تتعرض للقصف في جنوب لبنان إنما في شمال لبنان أيضاً».
وتؤكد أن الهدف من هذا التدريب الذي تم ضمن معايير وضعت من قبل منظمة الصحة العالمية،والذي بعد كل التجارب التي مر بها لبنان في ظل انفجار مرفأ  بيروت في 4 آب بأنه يجب في هذه الحالة أن يتم رفع السعة والقدرة لكي تكفي المستشفيات العدد الأكبر من الإصابات،وعلى هذا الأساس تم تدريب جميع المستشفيات كل مستشفى تدربت لمدة ثلاث أيام،وبعدها قام فريق الوزراة بعدة زيارات تقيميية لمراقبة مدى تطبيق هذه الخطة من عدمها،واستطاع الفريق بطريقة غير مباشرة إعادة تقييم الوضع من خلال أن هذه المستشفيات تقوم باستقبال الحالات الحرجة ضمن منطقة القصف الموجودين فيها.
وتردف:«أنه كان الهدف من طريقة العمل بجعل المستشفيات تستقبل بأكثر من قدرتها الإعتيادية من الجرحى على مستوى عدد الأسرّة الموجودين فيها،ولكن كانت وزارة الصحة تأخذ في عين الإعتبار خطر أن إقفال المستشفيات نتيجة لتوسع الحرب وتفاقمها أي الأخذ في عين الإعتبار سيناريو غزة فلكنا يعلم أن الأهداف في غزة كانت المستشفيات أيضاً لذلك تم أخذ هذا السيناريو في حسباننا،ففي حال تم استهداف أحد المستشفيات فأسسنا «مستشفى الإحالة» والمقصود بها «الملجأ الثاني» أي في حال أغلقت أي مستشفى يكون للمواطن طريق بديل للمستشفى التي تم إقفالها بشكل يتناغم مع الهدف الأساسي للوزارة وهو توحيد اللغة وباعتبار أن لكل مستشفى بروتكولها الخاص بها وقمنا على هذا الأساس بتحضير بعض المستشفيات بأنه في حال سكرت أي مستشفى معينة ووضعها ضمن إطار مسؤولياتها اللازمة تجاه المرضى».
وتشدد على أن كل مستشفى عندما تستقبل عدد من الإصابات،تقوم غرفة الطوارئ بتخفيف الضغط عليها وتحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى فبإمكانها تحويل المرضى إلى أقصى مستشفيات عكار على سبيل المثال،أي أن الإصابات إذا كانت ضمن بيروت ليس شرط أساسياً أن تبقى في بيروت والجنوب تبقى في الجنوب،لذلك وبحسب إختصاص كل حالة يتم تحويل المرضى بالتعاون مع كل الجمعيات التي تنقل المرضى من مسعفين ومسعفات.
وتختم غلاييني:«أننا قمنا برفع جهوزية المستشفيات التي قمنا بالتحويل لها وفق استطاعتنا مسلتزمات طبية،منذ أشهر تقريباً حتى أيامنا هذه وحالياً كل المساعدات التي تصل للوزارة يتم ارسالها إلى المستشفيات بشكل فوري، لأن الهدف هو ارسالهم لمعالجة المرضى في جميع المراكز وليس تخبئتهم في نطاق مركز واحد، لأن هناك خطر عليهم عندما يكونوا متواجدين في مركز واحد،لهذا السبب يتم التوزيع لكل منطقة تحسب لتكرار سيناريو عدوان تموز عام 2006،حيث كان هدف العدو الإسرائيلي وقتها هو تقطيع أوصال البلد وتعزل كل منطقة على حدى، لذلك هذا السيناريو أخذته الوزراة في عين الإعتبار وعلى هذا الأساس بالإشتراك مع المستشفيات تم التدريب على التعامل مع هذا السيناريو،وطلبنا من نقابة الممرضين ونقابة الأطباء أن يساعدوننا للعمل على استقطاب الممرضين لدعم المستشفيات التي تعرضت لهذه الضغوط،وهذا ما حدث بالفعل حيث قامت نقابة الممرضين بتشجيع جميع الممرضين بما فيهم المتقاعدين على العمل كل في منطقته لتخفيف الضغط عن المستشفيات».