في اليوم الـ420 من العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد العشرات وأصيب آخرون في أنحاء القطاع مع تصعيد الجيش الإسرائيلي غاراته على النصيرات والمغازي ودير البلح وبيت لاهيا ومدينة غزة فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله إنه لا يستبعد انسحابا جزئيا من محور فيلادلفيا، مشيرا إلى استعداد تل أبيب لعقد صفقة بشأن قطاع غزة.
يأتي ذلك في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول لم تسمه أمس أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيصل إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين في إطار المساعي لحلحلة مسار التوصل لصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار في غزة.
وأمس قال مصدر طبي إن نحو 75 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال استشهدوا في مجزرتين منفصلتين ببيت لاهيا شمالي القطاع.
كما قالت مصادر طبية إن 45 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ فجر أمس 24 منهم بمخيم النصيرات.
من جهته قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة لا علم لدينا عن المجازر لأن الاحتلال يمنعنا من الحصول على المعلومة.
وأوضح أن «الاحتلال يستخدم أسلحة لا نعرف كنهها في شمال القطاع تؤدي لتبخر الأجساد».
وفي الضفة الغربية، تبنّت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كمينا استهدف دورية للاحتلال وحافلة قرب مستوطنة أرئيل بشمال الضفة وأدى إلى إصابة 9 إسرائيليين بينهم جنود.
إلى ذلك أكد الإسعاف الإسرائيلي وإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس إصابة 9 إسرائيليين جراح 3 منهم خطيرة في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل وأعلنا قتل منفذ العملية.
وتبنه كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن العملية وقالت في بيان: أحد مجاهدينا باغت عددا من الجنود الصهاينة داخل حافلة، فأصاب 9، منهم 3 في حالة حرجة وأضافت: نزفّ لشعبنا العظيم الشهيد القسامي المجاهد سامر حسين منفذ العملية البطولية قرب أرئيل.
وأكدت أن الحكومة الصهيونية المتطرفة ستدفع ثمن قراراتها التي تستهدف الضفة من دم جنودها.
من جهته دعا رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة بنيامين أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية.
في الأثناء قال استطلاع رأي للقناة 12 الإسرائيلية أمس أن %71 من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب في غزة مقابل إبرام صفقة تبادل أسرى بينما %56 من مؤيدي كتلة نتنياهو يؤيدون إبرام صفقة تعيد الأسرى مقابل إنهاء الحرب.
كما أن %39 يعتقدون أن رئيس الوزراء السابق بينيت أكثر ملاءمة من نتنياهو لرئاسة الحكومة.
بدوره ذكر موقع والا الإسرائيلي أن نتنياهو وائتلافه يقودان رئيسي أركان الجيش والشاباك للاستقالة.
وقال الموقع: جنون العظمة يقود بنيامين نتنياهو وائتلافه لدفع رئيسي أركان الجيش والشاباك للاستقالة وإلغاء الانفصال عن غزة مضيفا: نتنياهو وائتلافه يفرضون قوانين لإضعاف المستشارة القضائية وحصار الإعلام وتعقيد ترشح العرب للكنيست.
إنسانيا قال مسؤول بالأمم المتحدة أمس إن مجموعات كبيرة من النساء والأطفال تنقب عن الطعام بين أكوام القمامة في أجزاء من قطاع غزة، وذلك عقب زيارة إلى القطاع الفلسطيني.
وعبر أجيث سونجاي رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قلقه إزاء مستويات الجوع، حتى في مناطق بوسط غزة حيث تنشر منظمات إغاثة فرقا على الأرض.
وذكر سونجاي في إفادة للصحفيين في جنيف عبر وصلة فيديو من الأردن "شعرت بالقلق وعلى نحو خاص بسبب تفشي الجوع”. وأضاف "أصبح الحصول على الضروريات الأساسية معاناة يومية مروعة من أجل البقاء”.
وتابع سونجاي أن الأمم المتحدة لم تتمكن من توصيل أي مساعدات إلى شمال غزة بعد "العوائق المتكررة أو رفض السلطات الإسرائيلية عبور قافلات المساعدات الإنسانية”، مشيرا إلى أن 70 ألف شخص تقريبا لا يزالون يعيشون هناك.
وزار سونجاي مخيمات لأشخاص نزحوا في الآونة الأخيرة من أجزاء من شمال غزة. وقال إنهم يعيشون في ظروف مروعة مع نقص حاد في الغذاء وتردي حالة الصرف الصحي.
وقال سونجاي "من الواضح جدا أن هناك حاجة لإدخال المساعدات الإنسانية الضخمة، وهذا لا يحدث. من المهم للغاية أن تسمح السلطات الإسرائيلية بحدوث هذا”.
ولم يحدد آخر مرة أرسلت فيها منظمات الأمم المتحدة مساعدات إلى شمال القطاع.
في المواقف قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إن الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الفلسطينيين وحقوقهم غير القابلة للتصرف في العيش بسلام وأمن وكرامة.
وسبق أن وجه غوتيريش انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها على القطاع المدمّر،
وقال «هذا أمر لا يمكن تصوره؛ مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينا عاما» عام 2017.
(الوكالات)