توجّه الكويتيون منذ الثامنة من صباح الأمس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس أمة 2023 المؤلف من 50 نائباً موزّعين على خمس دوائر انتخابية بمعدل عشرة نواب لكل دائرة. وجرت الانتخابات وفق نظام الصوت الانتخابي الواحد لاختيار 50. وبلغ عدد المرشحين 207 مرشحين بينهم 13 امرأة. وقاربت نسبة المشاركة وفق أرقام غير رسمية الـ60 في المئة ما يجعلها غير بعيدة عن نسبة المشاركة في انتخابات «أمة 2022» التي سجلت 63 في المئة.
وبعث أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقيات شكر إلى كبار المسؤولين في الدولة وكافة الوزارات والجهات الحكومية التي شاركت في الإعداد والتنظيم للانتخابات معرباً عن بالغ تقديره لما أبدوه من تعاون وتكاتف وتنسيق وتنظيم بنّاء لإجراء العملية الانتخابية، كما بعث ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بيرقيات مماثلة. وشكر أعضاء اللجنة القضائية العليا المشرفة على سير الانتخابات، منوهاً «بما تحلّى به المواطنون من حسّ وطني تجسّد بمشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري وما أبدوه من التزام بالإرشادات أسهمت في تمكينهم من الأداء بأصواتهم بكل سهولة ويسر، الأمر الذي جسَّد الوجه الحضاري للوطن العزيز في هذا العرس الديموقراطي».
وتفقد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالوكالة الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح في جولة له على مراكز الاقتراع الإجراءات الأمنية والفنية واللوجستية التي تقدمها وزارة الداخلية والجهات المشاركة لتأمين وتنظيم الانتخابات وآلية دخول وخروج الناخبين للإدلاء بأصواتهم.
وجهزت وزارة العدل 759 لجنة انتخابية موزعة على 118 مدرسة في الدوائر الخمس. وبدأ مع إقفال مراكز الاقتراع الثامنة مساء فرز الأصوات في حضور مندوبين عن المرشحين الذين واكبوا عمليات التصويت نهاراً، كما جال المرشحون على المراكز في دوائرهم الانتخابية وأدلوا بأصواتهم. والتقى عدد من الإعلاميين خلال زيارتهم مدرسة معن بن زائدة للبنين في الدائرة الثانية برئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم المرشح لهذه الدورة الانتخابية فأفاد إنه «يتطلع لأن ينتخب الكويتيون برلماناً يُلبي طموحهم وتطلعاتهم»، فيما اعتبر المرشح عن الدائرة الرابعة عبيد الوسمي خلال وجوده في مدرسة سليمان الفارسي في الفروانية أن ما ستفرزه صناديق الانتخابات من شأنه أن يُحدد طبيعة المعركة على رئاسة المجلس التي يمكن أن تخلط الأوراق، ويظهر مرشحون جدد لمنصب الرئيس الذي سبق أن شغله القطبان البرلمانيان أحمد السعدون ومرزوق الغانم الحاضران اليوم في قلب المشهد السياسي.
ومع ظهور نتائج الانتخابات فجر الأربعاء، بعد صمت انتخابي الاثنين، تتبلور معالم تركيبة المجلس الجديد والاتجاهات التي طبعت صوت الناخب الكويتي. ويتوقع مراقبون كويتيون أن تحمل الانتخابات بعضاً من المفاجآت في اختيارات الناخبين لناحية الوجوه الجديدة، مرجحين عودة ما يقارب 20 نائباً من النواب السابقين وخرق نسائي للمرشحة جنان بوشهري والتي فازت في مجلس أمة 2022.
وتابعت منظمات المجتمع المدني إجراءات سير العملية الانتخابية. وقال رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة وتقييم الأداء البرلماني ناصر الشليمي لوكالة الأنباء الكويتية ان قرار اشراك منظمات المجتمع المدني المعنية بمراقبة الانتخابات يُعد نقلة نوعية بالتنمية السياسية للدفع بمزيد من ترسيخ لقواعد دولة المؤسسات وبالتالي يكتسب ثقة المواطنين في نزاهة العملية الانتخابية.
وأعدّ المركز الإعلامي المرافق للانتخابات، جولات على مراكز الاقتراع للإعلاميين العرب والأجانب المشاركين في تغطية الانتخابات الكويتية بدعوة من وزارة الإعلام والذين بلغ عددهم خمسين إعلامياً. وأكد رئيس المركز الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الخارجي مازن الأنصاري حرص وزير الاعلام عبد الرحمن المطيري ووكيل الوزارة ناصر المحيسن وطاقم الوزارة على تأمين كل المستلزمات المطلوبة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنقل مجريات اليوم الانتخابي بيسر وحرية.