انشغل الاعلام اللبناني بنقل وقائع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وكأنه الحدث الأعظم الذي سيغير مجرى تاريخ لبنان وينتشله من قعر جهنم، الا ان الناس بأغلبيتها لم تتابع الجلسة لأنها كانت في مكان آخر تحصي ما يترتب عليها من اعباء آخر الشهر.
الاهل انشغلوا بما اضطروا لإستدانته من اجل الاقساط والقرطاسية والكتب التي وصلت الى اسعار خيالية ،حيث لامست اسعار لائحة كتب الصف الثالث اساسي حوالي الـ15 مليون ليرة، في اسرة كانت تعتبر نفسها متوسطة الحال لتستفيق بعد ثلاث سنوات على انها اصبحت في الحضيض ولم تتمكن من تسديد القسط الاول لأولادها وفاتورة الكتاب.
هذه الاسرة كغيرها تقبع تحت رحمة التجار واصحاب المولدات وفاتورة المولد لعدد ساعات لا تتجاوز العشر باتت تفوق ايجار شقة ، لأن من جلسوا على مقاعد المجلس النيابي لإختيار رئيس لا يكترثون لهذا الشعب الذي جعلهم يستمرون في هذا المنصب، بل ان البعض منهم شريك او من المالك الحقيقي لهذه المولدات التي يشغّلها ازلامه في الحارات والبلدات التي قسموها مناطق نفوذ في ما بينهم.
أما ذهابهم الى السوبرماركت الذي اصبح نادراً ،فدونه غصّات حيث العربة التي تنوء تحت ضغط المشتريات هي اليوم تزهو فارغة فيما البعض من «المهاجرين» الى لبنان تكاد عرباتهم تلفظ انفاسها من ثقل المشتريات طبعاً فهي مدعومة بالدولار الفرش من الدول المانحة الصديقة والامم المتحدة التي لا يهمها الحال الذي وصل اليه اللبنانيوم من فساد المنظومة الى عبء النزوح.
لذلك لا يهم اللبناني ان يتابع ما يجري في جلسة الانتخابات أو «خفة دم الرئيس» لأن الفساد امتص دم هذا الشعب وما زال وخف عقله قبل دمه.