بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 كانون الثاني 2023 12:00ص من رحم المجاعة!

حجم الخط
يخيل الى المراقب للمشهد اللبناني من بعيد أنه يشاهد فيلماً هوليودياً لا تنحصر بطولته بشخص واحد، فالبطولات متعددة، منهم ابطال اقتصاديون ومنهم سياسيون ومنهم قضائيون، لكن السيناريو محبوك بطريقة متقنة تمكن من الوصول الى نهاية محتومة للفيلم وهي الانهيار المدوي.
ووسط الجنون الذي يشهده الدولار الذي افلت من عقاله تماماً، والتفلت غير المسبوق بأسعار المحروقات ، وبالتالي بأسعار السلع، هل يبقى للبناني من مفر سوى الوقوع في قعر الجحيم ، بدون ان يتلمَّس اي معالجة جدية من اصحاب القرار الذين كانوا ابطال فيلم تجويعه ووصوله الى الدرك الاسفل بين شعوب دول العالم؟.
هذا الشعب «العظيم» هو المسؤول الاول عن الحالة التي وصل اليها، لا سيما انه عند كل محاولة لفتح ملف فساد يصطفون وراء الزعيم والطائفة متناسين ان علة لبنان بطوائفه وزعمائه وليس كما يروجون أن ميزة لبنان بتعدد طوائفه.
هذه الخاصرة الرخوة التي تضرب لبنان في كل مرة منها اصبحت بحاجة الى اجتثاث حقيقي لأنها السرطان الذي ضرب لبنان كدولة، ودمرها بحجة الحصص من جهة والصلاحيات الخاصة بكل منصب من جهة أخرى جعلت من المحاسبة أمراً مستحيلاً لأن المقامات الدينية تتدخل لحماية هذا او ذاك.
ولبنان الذي لا تتجاوز مساحته الـ10452 كلم مربع يأتي من يتحدث بالفيدرالية، فهل للبنان طاقة على هذا التقسيم، بدل الحديث عن ذلك لماذا لا تفصلون الدين عن الدولة ولا يتم توزيع المناصب وفق الطوائف، بل يصل من يتمتع بالكفاءة والنزاهة، ولكنه امر مستحيل لا سيما أن كل المواقع لن تسمح بذلك لا سيما المجلس النيابي الذي وصل اعضاؤه بفضل التقسيمات المذهبية وركبوا «بوسطة» اللوائح الطائفية، الا أن الأمل الوحيد بثورة تنطلق من رحم المجاعة لتضرب كل اصنام الطوائف.
أخبار ذات صلة