بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 آب 2022 12:00ص نحن في «سفر برلك دائم»؟!

حجم الخط
اليوم ذكرى الفلّة لعاشوراء.. رحم الله آل البيت وعلى رأسهم سيّد الشهداء الإمام الحسين وإخوته وأتباعه إلى يوم الدين.. إذا كان اليوم هو نهاية الأيام العاشورائية.. فإنّ الشعب اللبناني يعيش أجواء عاشوراء الحزينة والمؤلمة.. حتى أصبحت أيامه كلّها عاشوراء.. ما بين دموع تهطل خلف الجدران ودموع مكبوتة في الطرقات.. وقلّة ذات اليد التي أوصلنا اليها الحصار الدولي من جهة والطبقة السياسية الفاسدة دون استثناء من جهة أخرى.. بعد نهب أموال المودعين من ناحية والمال العام من ناحية ثانية..
في الرابع من آب مرّت الذكرى الثانية لـ»هيروشيما بيروت».. أحييتُ الذكرى بأسلوب الحضارة اللبنانية التي كنّا نتميّز بها.. وذرفنا مع أهل ضحايا الانفجار الدموع الحرّاقة.. كما ذرفنا الدموع على أحوال منازلنا التي رمّمنا بعض ما استطعنا عليه.. دون أنْ يتفقّدنا أحد.. منازلنا في هذا  الوضع لن تعود في ظل واقعنا المعاش إلى ما كانت عليه إلا إذا هبطت علينا هبة سماوية.. غيّرت أحوالنا التي تقشعرُّ منها الأبدان..
كانت غريبة حرائق المرفأ قبل الذكرى الثانية.. ومؤكد هي بفعل فاعل.. حيث مُنِعَ إطفاؤها حتى يتهدّم ما بقي من الأهراءات لإضاعة المسؤولية عن المسؤولين.. الحاكم الجبّار ينتقم من الفاعلين وبمَنْ جاء أساساً بـ»نيترات الأمونيوم» إلى  لبنان وخزّنها.. لأنّه  خزّن  الأسى في القلوب بمحطّة سوداء.. لا يُمكن أنْ يمحوها الزمن..
الطبقة السياسية الحاكمة والمتحاصصة بعيدة كل البُعد عن أوجاع الشعب.. يتلاسنون كما أولاد الشوارع.. معركة رئاسة الجمهورية تستفحل.. والصهر الصغير للرئيس يريد أنْ يصبح رئيساً.. تُرى أي خير يتوسّمه الشعب به؟ إذا كان قد أوصلنا بسياساته في وزارة الطاقة إلى السواد الحالك.. فإذا كان عهد الرئيس عون «عهد جهنم» التي سمّى فخامة الرئيس بها ونحن نعيش بنيرانها.. فبماذا سيُسمّى عهد باسيل؟..
تشكّيل الحكومة عُطِّل من أجل التحاصص.. والملاسنات على «قفا مين يشيل... وشيل يا حمار شيل».. في زمن انعدام الماء والكهرباء والدواء والغذاء وحتى تنفس الهواء؟..
أيام  مكتومة.. شعب مظلوم لكنه خانع لا يثور لخلع الطغمة الحاكمة.. خشية من ميليشياتها البطّاشة المستفيدة من هذه الطغمة التي تعيش على فُتات المال المنهوب..
المشهد اللبناني سوداوي بامتياز.. وفسحة الأمل بعيدة.. لكن على الشعب أنْ يصنعها.. فهذه الطغمة هي تماماً استعمار محلي وأشد وأدهى من الاستعمار التركي والاستعمار الفرنسي.. نحن في «سفر برلك» دائم.. تُصبحون على وطن؟!
أخبار ذات صلة