بين هبة وياسمين علق اللبناني المحروم من أبسط مقومات الدفء، هي هبة من عند الله نزلت ابيض على السهول والجبال آزرتها ياسمين بمزيد من البياض لا يُقارن مع سواد قلوب مسؤولين تركوا الناس تحت رحمة الصقيع غير قادرين على تأمين صفيحة مازوت تقي اطفالهم لسعات البرد القارس.
قد وهب الله لبنان هذا الاكليل من البياض برائحة الياسمين لكنه ترك شعبه تحت رحمة مسؤولين لا يعرفون الرحمة رائحتهم الكراهية وتأليب الناس على بعضهم البعض،همهم الكرسي فلا يتذكرون الناس الا في المواسم الانتخابية، فكيف يتذكرونهم اليوم في مواسم الصقيع؟
استمتعوا بالمنظر الخلاب لأكاليل الثلج على الجبال من خلف نوافذ قصوركم، ايها المجرمون الذين تركتم شعبكم يموت من البرد والجوع فقدان الدواء وشجع المستشفيات التي بات الناس يفضلون الموت في بيوتهم ولا الذهاب ليُذلوا على ابواب مؤسسات أسمت نفسها مستشفى وتبيّن أنها مسالخ بشرية تسلخ جلود البشر مثلما تسلخ جلود الحيوانات وتتركهم عراة في مواجهة عواصف اقتصادية ومعيشية كافرة.
في قصوركم حيث «الشيمينه» تبعث الدفء في اجساد اطفالكم بأموال سرقتموها من تعب أب يلهث اليوم لـ «حطب» او مازوت علّه يدفئ جسد ابنه المريض ، هناك في القصر الفخم لا تحتارون ماذا تطعمون اولادكم فالحساء الدسم والحلوم على انواعها تزين طاولاتكم فيما امرأة مسنة لا تجد صحن حساء غير دسم تحتسيه في هذا البرد ، فهل يتذكر هؤلاء غداً عندما تنادونهم للاقتراع لكم انكم قتلتموهم فهل يجوز للميت الاقتراع أم انها في لبنان يستطيع الميت الاقتراع كما في كل دورة انتخابية؟.