بيروت - لبنان

اخر الأخبار

آخر الأخبار

5 تشرين الأول 2021 11:11م تعطّل التواصل فعرفَتْ مكانتها

حجم الخط
ثورة 17 تشرين الثانية كادت أنْ تتفجّر مع يوم «العُطل الكبير»، الذي طرأ على تطبيقات «فيسبوك»، «واتساب»، وإنستغرام».

موجة من التململ والتأفّف اجتاحت معظم البيوت اللبنانية مع هذا العطل، وكأنّ شركاتهم ومنصات تداولهم بالبورصة والعملات الأجنبية تعطّلت فجأة، لتُضاف إلى خيباتهم اليومية التي يعيشونها مع كل صيحة ديك، لكن دون أنْ يحرّكوا ساكناً أو يبحثون عن حلول بديلة لأزمات لبنان، كما سارعوا بالبحث عن بدائل لـ»عملاق التواصل»، واتجهوا إلى تطبيقات منافسة له.

الخدمة التي توقّفت قرابة الـ6 ساعات، منعت مستخدمي شركة «فايسبوك» وأخواتها، البالغ عددهم 3.5 مليارات من الدخول إلى خدماتها للتواصل الاجتماعي والتراسل، وزارة الدفاع الأميركية وجدت في هذا الانقطاع تهديداً أمنياً، والمواقع الإخبارية وشركات الإعلانات خسرت بدورها الكثير، إلا اللبناني وجد نفسه هو المُستهدف، فكيف سيشتكي  ضمن «غروب البناية» على «الواتساب» من غلاء فاتورة اشتراك المولّدات، وعدم إلتزام أصحابها بتسعيرة وزارة الطاقة واتحادات البلديات، وكيف سيثور على «الفايسبوك» ضد غلاء الأقساط الجامعية والقرطاسية والكتب المدرسية.

وحدها زميلتي في العمل، جدّدت لي تأكيد نظريتها ورُبّما صحتها، إنّنا لسنا سوى أرقاماً رابحة لهذه التطبيقات، ويتوجّب علينا عدم ربط حياتنا بها أو ندعها تستحوذ علينا، حتى بات المراهقون غير راضين عن حياتهم وأجسادهم وعائلاتهم عندما يقارنونهم مع حياة المشاهير على «الإنستغرام»، مستشهدة بكلام مهندسة البيانات السابقة في «فايسبوك»، فرانسيس هوغن، التي أكدت أنّ هذه المجموعة تختار دائماً الربح المادي على سلامة البيانات وخصوصية الأفراد.

هذا الانقطاع السيبيري، جعل زميلتي تتدلّل عندما عرفت مكانتها أكثر عند حبيبها، فهو لم يبحث عن أي بديل، بل سارع إلى كتابة رسالة خطية ووضعها تحت عتبة بيتها، ما يجعلنا نتمنّى أنْ تتوقّف هذه التطبيقات نهائياً لنعود إلى حياتنا البسيطة بتفاصيلها الصغيرة التي انحصرت بـ«الإيموجي».