ضمن فعاليات معرض الكتاب تأتي ظاهرة توقيع الكتب من قبل كتّابها.. ظاهرة موجودة منذ زمن بعيد ترافق عادة معارض الكتب والمناسبات الثقافية وموجودة، ربما منذ وجد الكتاب.
لكن الملاحظ الآن هو ازدياد هذه الظاهرة بشكل لافت رغم الظروف العديدة غير المناسبة لحصولها.
على سبيل المثال تأتي أولاً الحالة الاقتصادية التي يُعاني منها البلد برمّته وتجعل من شبه المستحيل على الراغب في الذهاب الى حفل توقيع كتاب أن يذهب، فبالنسبة للغالية تأتي متوجبات الحياة الأولية الطبيعية من مأكل ومشرب في الأولوية، بالإضافة إلى أولويات أخرى كثيرة. ثم ان سعر الكتاب لم يعد كما كان سابقاً نظراً لارتفاع أسعار الورق والطباعة وإيجار الأجنحة في المعارض.. إلخ.
وهنا يقع من تلقّى دعوة إلى توقيع كتاب في مأزق بشقّين: الشق الأول هو الذهاب وشراء كتاب صاحب الدعوة، وفي ذلك ما فيه من تحطيم للأولويات، والشق الثاني هو تحمّل حالات العتب في حال عدم ذهابه.
من جهة ثانية، فالكاتب معذور في توجيهه الدعوات لمعارفه وللجميع للحضور وشراء الكتاب في حفل التوقيع والسبب معروف وواضح، فدور النشر جميعها لم تعد تطبع أي كتاب على حسابها بل على حساب الكاتب، وذلك يُشكّل عبئاً مالياً لا يستهان به عليه، وفي الوقت عينه لديه دافع داخلي قوي أن يرى ما كتب في كتاب وفي ذلك ما فيه من اعتزاز ورغبة في الشهرة أحياناً.
وفي حالات كثيرة نعرفها تتم استدانة كلفة الكتاب من صديق أو قريب ويقع صاحبه بعد إنجاز المهمة في حرج.. إذ كيف يمكنه أن يحصّل ما دفع؟!
وهنا كما يظن تأتي طاقة الفرج من حفل توقيع في المعرض ليعوّض ما دفع أو بعضه متحمّلاً تتبعات الاحراج وما فيه..
ظاهرة تتفاقم بسرعة تكاد أن تكون مرضية لكنها الرغبة في حب الظهور أو إبراز ما لدى البعض من مكنونات.
في مطلق الأحوال اعتدنا على هذه الظاهرة وبتنا نرى بعض الإيجابية في حصولها فـ«الحركة بركة».