بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2020 12:02ص أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠

حجم الخط
أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠ عليك أن تقاوم رغباتك الشخصية في رئاسة الحكومة أو الوزارة أو الزعامة، وعليك أن لا تتوهم بأن الانتخابات الرئاسية الأميركية تجري من اجل اختيار احد الطامحين الكُثر لرئاسة الحكومة، وعليك أن لا تعتقد بانه من اجل تشكيل الحكومة العتيدة تعقد التسويات والمصالحات في المنطقة وترسم الحدود اللبنانية، وعليك أيضا أن لا تتوهم بأن مستقبل فرنسا الداخلي والخارجي ومصير الرئيس الفرنسي ماكرون مرهون باختيار رئيس جديد لرئاسة الحكومة اللبنانية، وعليك أيضا أن لا تراجع  أسماء الشخصيات أو الموظفين في الإدارات والسفارات والمنظمات الأممية والموظفين السابقين الذين يرغبون بالانضمام إلى نادي رؤساء الحكومات بعيداً عن كل القواعد والأصول التمثيلية النيابية الملزمة لتسمية رؤساء الحكومات اللبنانية.

 أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠ مِن طرابلس والمنية والضنية أو عكار أو البقاع الشمالي والأوسط والغربي وراشيا وحاصبيا أو شبعا والعرقوب وصيدا وصور وقراها والكورة أو الجبل عليك أن لا تنخرط في الحسابات المذهبية العدمية، لان معظم أبناء تلك المناطق يعرفون بأن اغتيال رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥ استهدف جسرهم الوحيد نحو عودتهم الى لبنانيتهم النهائية الأصيلة وإرادتهم الصلبة بالانخراط في التجربة الوطنية الإنقاذية والمشاركة في بناء الدولة الوطنية الغير طائفية والقادرة على تحقيق حلمهم القديم الجديد بوضع خارطة إنمائية مناطقية متوازنة، والآن وبعد خمسة عشر عاما لا تزال عمليات الاغتيال مستمرة بأنماط متنوعة ومتعددة تحالفية وافتراضية، ولا يزال أبناء هذه المناطق اللبنانية عازمين على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بالاستمرار في بلورة إرادتهم الصلبة بالمشاركة الجدية في عملية الانتظام العام والانصهار النهائي في الدولة الوطنية الحاضنة لجميع أبنائها والراعية لبناء القدرات والكفاءات والقادرة على الانخراط في المنطقة والعالم على القواعد التنافسية الاقتصادية الاجتماعية والمعرفية.

 أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠ عليك ألا تنسى بيروت المدينة الحبيبة الحاضنة والجريحة والعاصمة المعصومة عن الطائفية والمذهبية والقبلية والعصية على الاغتيال رغم هول الاغتيالات والتفجيرات وبيروت اقوى من التهميش والإلغاء والاستتباع، بيروت الكنائس والمساجد والحريات والبيارتة الكبار من المسيحيين والمسلمين أهل التسامح والانفتاح والذين صنعوا مع شركائهم في الوطن التجربة الوطنية اللبنانية القاسية والرائدة باحتواء الكثير من التحولات والقضايا المعاصرة والحداثية والثقافية والفكرية والثورية المدنية والمسلحة العربية والإقليمية والعالمية.

 أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠ عليك أن تتحرر من رغباتك السلطوية الغبية ومن العبوديات والاستتباعات الطائفية والمذهبية وأوهامك القومية، وأن تنخرط في مخاض ولادة تجربة الشعب اللبناني الجديد والتأكيد على الهوية الوطنية اللبنانية والعميقة في الوجدان والعصية على التفكك والتشرذم، وعليك أن تتفاعل مع شغف الحرية والمواطنية الفردية في دولة لبنان المدنية الحديثة والتي أصبحت شروطها وأسبابها وضروراتها الوطنية اقوى من كل محاولات إعادة ترميم حطام مكونات السلطة الطائفية العدمية.

 أن تكون لبنانياً سنياً في ٢٠٢٠ عليك أن تكون لبنانياً … لبنانياً… لبنانياً فقط.

ahmadghoz@hotmail.com