بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2018 12:11ص الإنتخابات والعنف السياسي

حجم الخط
كيف سيكون لبنان قبل الانتخابات في ٦ ايار؟ سيشهد لبنان الكثير من المناورات والخلافات والتحالفات والعنتريات والتصريحات والتجمعات والخطابات والتحديات والتصفيات والانهيارات والنظريات والخبريات والتمويلات والتدخلات والعصبيات والتشكيلات والاستطلاعات والتوقعات والتقديرات والإعلانات والتغييرات والمعادلات والاتهامات والمؤامرات والمرشحين والمرشحات والصداقات والخيانات والطعنات واللعنات وستتغير الاولويات والموضوعات وسينسى الجميع اسباب الانتخابات ووظيفتها والغاية منها والتحديات الاقتصادية الاجتماعية والأمنية، وسيتفرق الاصحاب والأحباب وسيعود الجميع الى جذورهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والعائلية والحزبية وستتغير نشرات الاخبار والبرامج الحوارية وسيغني كل على ليلاه، وسيصبح الصوت الانتخابي غاية الغايات، وستُترك السياسات الكبرى الوطنية والخارجية الى ما بعد نتائج الانتخابات.
كيف سيكون لبنان قبل الانتخابات في ٦ ايار؟ سنشهد الكثير من الترشيحات والانسحابات والكثير من الحماسة والانكفاء والامتناع عن الانتخاب، وسنرى العديد من المحبطين والمحبطات لعدم تبني ترشيحهم من كل الافرقاء وسيكثر الحديث عن مصادر المال الانتخابي لدى الصغار والكبار، وسنسمع بأسماء وأسماء ما كانت ابدا بالحسبان وسينكفئ كتّاب الرأي والاطروحات، وستكون التغريدات على رأس الادوات الانتخابية وسيقع الكثيرون ضحية تغريدة من هُنا أو تغريدة من هُناك، وستكون الأسلحة الإعلامية فتاكة ومدمرة ،وسيتصدر المنابر الإعلامية خبراء الاستطلاعات والتوقعات ومصادر المعلومات والمحللين والمحللات، وعلى مدى أسابيع ما قبل الانتخابات بما يشبه ليلة رأس السنة مع المنجمين والمنجمات والمتنبئين والمتنبئات، على أمل ان لا تخيب التوقعات هذه المرة كما حصل قبل الآن. 
كيف سيكون لبنان قبل الانتخابات في ٦ ايار؟ ستتصدر العملية الانتخابية في لبنان نشرات الاخبار العربية والدولية، بما يشبه اخبار النزاعات المسلحة في ليبيا وسوريا واليمن والعراق واخبار التحديات السياسية في تركيا وايران وإسرائيل ومصر والخليج وكل دول المنطقة بدون استثناء، وسيتحول المشهد اللبناني من جديد الى ساحة نزاع سياسي بديل عن كل تلك النزاعات المسلحة القديمة والجديدة على حد سواء، وسيدرك اللبنانيون حجم الخواء والغباء الوطني واهمية وجود نخبة من العقلاء والحكماء لمنع التصدع الوطني والاخلاقي والاجتماعي القادم بسبب العنف السياسي الذي ستشهده البلاد نتيجة التداخل المحلي بالإقليمي بالدولي في هذه الانتخابات وربما سنشهد موجة نزوح بين المناطق وربما يكون هناك من سيغادر لبنان نتيجة العنف السياسي الذي ستشهده الانتخابات وربما سيترحم البعض على ايام العنف المسلح وأدواته وشعاراته واحقاده ودماره لأن العنف العنف السياسي الانتخابي سيكون اكثر وسيدمر الافراد والمجتمعات والتحالفات والمصالحات وسيسقط شعارات وحدة المسيرة والمصير وسيسحق الاخ اخاه. 
سيشهد لبنان كل أشكال الانتقام الشخصي والاخلاقي والسياسي وستسقط كل المحرمات والمحظورات، وستدمر منظومة المناعة الوطنية والقيم الاخلاقية والاجتماعية والإنسانية وستتقدم لسعة الحيات على حكمة الحيات، وستغادر وداعة الحمائم لبنان، وسنشهد الكثير من الشخصيات الوهمية والطموحات الوهمية والأخلاقيات الوهمية والطروحات الوهمية والارقام الوهمية والمعارك الوهمية وسيعمّ الندم حيث لا ينفع الندم وسيدمر العنف السياسي المجتمع الوطني الضعيف وسيكتشف الجميع ان الفوضى ليست خلاقة.