الصلاة من اجل لبنان التي اقامها قداسة البابا مع اصحاب الغبطة البطاركة الاول من تموز شكلت بارقة أمل ورجاء واسست لاجتماع قداسته مع وزيري خارجية اميركا وفرنسا واجتماعهما مع وزير خارجية السعودية، حيث بادر الوزيرين الى اطلاق ثنائية دبلوماسية اميركية فرنسية حول لبنان بمباركة الفاتيكان وسارع الرئيس المكلف سعد الحريري الى ملاقاتهم بمسؤولية وقدم اعتذاره عن تشكيل الحكومة بعد زيارة القاهرة واللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الشديد الاهتمام باستقرار لبنان.
تأتي الاستشارات النيابية يوم الاثنين القادم بعد زيارة الملك الاردني عبدالله الثاني الى واشنطن كأول قيادي عربي يلتقي الرئيس الاميركي جوزف بايدن الذي اكد على العلاقة التاريخية مع الاردن وعلى حل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية وتجديد حالة الطوارئ الاميركية بالنسبة للبنان مع عودة السخونة الى الجبهة الجنوبية مع اسرائيل في سوريا ولبنان، وقد عبر الملك الاردني بعد لقائه الرئيس الاميركي عن مخاوفه من زعزعة الاستقرار اللبناني الهش خلال الاسابيع القادمة وتحدث ايضا عن طرح الاردن مبادرة لانهاء النزاع في سوريا وعودتها الى الجامعة العربية.
جاءت زيارة الملك الاردني لملاقاة المساعي الاميركية لإعادة تجديد التحالفات والشراكات الدولية بعد زيارة الرئيس بايدن اوروبا وحضور قمة الدول الصناعية السبع في بريطانيا بمشاركة الهند والبرازيل واستراليا، وقمة حلف الناتو ومناقشة الانسحاب من افغانستان، وقمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل ومع الرئيس الروسي بوتين في جنيف، بالاضافة الى متابعة وزير خارجية اميركا اجتماعات روما مع وزراء خارجية قمة العشرين الاقتصادية واجتماعات وزراء دول التحالف ضد داعش ومناقشة الانسحاب من العراق، الذي يناقش حاليا مع وزير خارجية العراق في واشنطن في اطار التحضير لزيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي الاسبوع المقبل والاجتماع مع الرئيس بايدن، وبحسب وول ستريت جورنال نحن بانتظار صدور بيان حول الانسحاب الاميركي من العراق الذي يأتي بالتزامن مع حديث وزير خارجية قطر من واشنطن عن حكومة مؤقته في لبنان بعد اجتماعه مع وزير خارجية اميركا وبالتزامن مع حديث القيادة الايرانية الجديدة عن تغيير في قواعد التفاوض بين اميركا وايران.
احتفلت دمشق هذا الاسبوع بالتجديد للرئيس الاسد الذي استقبل في اليوم التالي وزير خارجية الصين الذي عبر عن رغبة بلاده بالتموضع الاستراتيجي في سوريا واكد على التحولات الصينية الخارجية العسكرية والايديولوجية والاقتصادية، مما يضع الاميركيين امام ما يشبه بدايات الحرب الباردة عندما اكتشف الرئيس الأميركي ايزنهاور الطموحات السوفياتية العسكرية والأيديولوجية بعد الرسالة التي تلقاها من الرئيس خروشوف ابان العدوان الثلاثي على مصر عام ٥٦ والتي تضمنت رغبة روسيا بالمشاركة في ردع العدوان مما سرّع بابتكار مبدأ ايزنهاور الاستباقي والذي نفذ اول مرة عام ٥٨ بانزال ١١ الف جندي اميركي في بيروت.
الاستشارات يوم الاثنين ستكون متقاطعة ومتداخلة مع كل هذه التطورات والتحولات والاجتماعات المعلنة والمضمرة وتسمية الرئيس ميقاتي هي عملية طبيعية انسيابية نتيجة خبرته وشرعيته وعلاقاته وتحالفاته، والرئيس ميقاتي خير من يعرف ان بديهيات المهمة هي تشكيل حكومة قادرة على وقف الانهيار والعمل على النهوض والانتظام والاستقرار، ما يجعل من تكليف وتأليف الرئيس ميقاتي مسؤولية وطنية استثنائية لمواجهة التداعيات ومواكبة عودة لبنان التدريجية الى دائرة الاهتمامات الاقليمية والدولية والتي بدأت مع الصلاة في الفاتيكان من اجل لبنان.