بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2022 08:18ص الربيع العربي الثاني وسيف القدس

حجم الخط
دخلت المنطقة مرحلة جديدة من المواجهات في فلسطين تشبه ماحدث خلال شهر رمضان المبارك عام ٢٠٢١، بعد المواجهات الشجاعة لأهالي حي شيخ جراح في القدس الشريف مع قوات الاحتلال والمستوطنين، الذين أرادوا اقتلاع المواطنين الأصليين من بيوتهم وسكينتهم، والتي ما لبثت ان تعاظمت بعد اقتحام المستوطنين المسجد الاقصى مما جعل كل فلسطين في حالة استنفار، وشهدت المنطقة والعالم حرباً فلسطينية اسرائيلية حقيقية بين غزة والاراضي المحتلة في عملية اطلق عليها اسم (سيف القدس)، ومع زيارة وزير الخارجية الاميركي الى فلسطين للقاء رئيس السلطة الفلسطينية ثم اجتماعه مع وزراء الخارجية في النقب انطلقت من جديد عمليات المواجهة المتنقلة والتي تنذر مع بداية شهر رمضان المبارك بما يشبه عملية سيف القدس(٢).
جاءت زيارة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة بعد ان انهى الرئيس الاميركي زيارته لاوروبا بالخطاب الاستثنائي والتاريخي امام البرلمان البولندي الذي وضع من خلاله الخطوط العريضة لقواعد وقيم واهداف المواجهة العالمية القادمة وطبيعة التحالفات والخصومات، فكانت زيارة وزير الخارجية الى فلسطين وعودة الحديث عن حل الدولتين بالاضافة الى اللقاء الغير مسبوق مع وزراء عرب واسرائيليين في النقب للحديث عن الخلافات بين اميركا وحلفائها التاريخيين في المنطقة وعن التقلبات الدائمة في السياسات الاميركية وخصوصا لجهة الإتفاق النووي الايراني، بالاضافة الى العديد من القضايا بعد انخراط اميركا في المواجهة مع روسيا وفي مقدمتها رفع انتاج الطاقة واستقرار الاسواق.
(ضرورة تفادي المواجهات الامنية خلال شهر رمضان المبارك بين الاسرائيليين والفلسطينين) سيطر هذا التعبير على تصريحات وزير الخارجية الاميركية والملك الاردني خلال زيارته رام الله ورئيس دولة اسرائيل خلال زيارته الاردن، مع تعاظم العمليات والمواجهات واعلان الجيش الاسرائيلي عن عملية (كاسر الامواج) واقتحام احد اعضاء الكنيست المسجد الاقصى وصدور بيانات من الفصائل الفلسطينية بما يشبه الاعلان عن عملية سيف القدس(٢) مما يستدعي ايجاد وضعية خاصة للمسجد الاقصى خلال شهر رمضان المبارك.
غادر الوزير الاميركي فلسطين الى المغرب وعقد مؤتمراً صحفياً مع وزير الخارجية المغربي، الذي تميز بالكثير من الوضوح والدقة لجهة كيفية اعادة بناء الثقة بين اميركا وحلفائها، ثم كانت زيارته الى الجزائر حيث عقد مؤتمرا صحافيا منفردا في مقر السفارة الاميركية تحدث خلاله عن لقائه في المغرب مع ولي عهد ابو ظبي وعن مضمون الحوار الاستراتيجي الطويل والمعمق الذي دار بينهما، وكان المؤتمر الصحفي بمثابة تقرير مختصر عن نتائج اللقاءات الاميركية في اوروبا وفلسطين والمغرب واصداء منتدى الدوحة المميز هذا العام بالحضور والنقاشات المعمقة حول خطورة ما يواجهه العالم والمنطقة من تحولات وتداعيات.
زيارة وزير الخارجية الاميركي الى المغرب العربي تزامنت مع عودة الارهاصات السياسية الى الشارع في تونس بين الرئاسة والبرلمان والى الشارع في طرابلس الليبية وشارع الخرطوم في السودان وكأننا امام موجة اصلاحية مرتدة من الربيع العربي الثاني وبالتزامن مع عودة الاستخدامات الداعشية الغامضة وتعثر المسارات السياسية في بغداد ودمشق ولبنان مما يحتم علينا تهيُّب ما هو قادم من تحولات وتموضعات وخصومات وصداقات نتيجة المتغيرات الحادة بين اميركا وحلفائها وخصومها مما قد يأخذنا خلال شهر رمضان المبارك الى الربيع العربي الثاني وسيف القدس( ٢) وحمى الله لبنان.
ahmadghoz@hotmail.com