بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آذار 2022 01:57م القدس الشريف عاصمة النظام العالمي الجديد

حجم الخط
تأملت طويلا فيما شهده العالم منذ ٢٤ شباط وصولا الى يوم ٢٤ آذار حيث استضافت بروكسل ثلاثة قمم متتالية لدول النيتو والاتحاد الاوروبي والدول الصناعية السبع بحضور الرئيس الاميركي وكافة قادة العالم والتي تميزت بتوجهات واضحة في اعادة الاعتبار الى منظومة القيم الديموقراطية الصحية، بعد ان فقد العالم الكبير هيبته وقيمه امام مواطنيه والعالم، وكيف ان العالم بقيادة الاقوياء اعاد البشرية الى المجتمعات البدائية ما قبل العقل والمعرفة والحكمة والفلسفة والاديان والافكار ونظام القيم الديموقراطية والتقدمية، وشعوب لبنان والمنطقة تعرف ذلك بكل وضوح ومرارة لاننا شهدنا على مدى اجيال كيف ان العالم الكبير لا يحترم في منطقتنا قرارته الاممية ووثائقه الاممية والانسانية ونظمه الديموقراطية وكيف ان الدول الكبرى ترعى وتحمي والعدوان على الابرياء والاحتلال والاستبداد.
تأملت طويلا قبل كتابة هذه الكلمات بمدى صوابية مقاربة مواطن لبناني ضعيف مثلي لا يتمتع بابسط حقوق المواطنة وحق التفكير والتأمل وابداء الرأي بما يخصه على الاقل، حيث تحاصرالافراد في لبنان بالقطعان الطائفية والمذهبية مما يسهل عملية الاستتباع بالوصاية او الاستبداد او سياسات ابتكار الازمات والتنعم بادارة الازمات، وكيف ان كل الذين حاولوا ان ينتصروا لحق الانسان في لبنان بالتفكير الحر والابداع والابتكار والتحديث ومتابعة ما يجري في العالم ومدى تاثيره على مستقبل الاجيال في لبنان فكان مصير كل هولاء الاغتيال او الاقتلاع .
يتابع اللبنانيون تحولات وتداعيات المنطقة والعالم بعد ٢٤ شباط لانهم يستشعرون بهول الاهتزازات التي تجتاح الوجود البشري، لان اللبنانيين اصبحوا متمرسين بالفظائع والنزعات حيث تقدمت لديهم غريزة البقاء التي اصبحت تتحكم بالوعي اللبناني نتيجة ديمومة الحروب و اسثنائية فرص السلام والاستقرار بعد تحويل لبنان الى ساحة نزاعات بديلة على مدى عقود طوال والتي ادت الى تحول اللبنانيين من مجتمع انفتاح واستشراف الى مجتمعات نزاع واقتتال وتفكك وضياع، وتقدمت النزعات الغريزية على المشاعر والميزات الانسانية بعد ان اصيب كل فرد في لبنان بالرصاص وبالدمار والذل والاستتباع والإستعطاء والاحتلال والاغتصاب واخطر ما واجهه اللبنانيات واللبنانيين هو عملية سفاح القربى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي بكل وقاحة وابتذال.
نعم انا لبناني ضعيف اوسخيف اوتافه او كلها في آن، لانني مستلب السيادة الفردية والجماعية والنوعية والوطنية الانسانية، وانا مجرد فأر صغير يحكمه مجموعة من الفئران الصغار والثعالب الكبار تحت قبة الامم المتحدة الملهاة الوهمية الاممية التي عبثت بالارادات البشرية الطيبة على مدى سبعة عقود من الزمان ونسيت ويلات الحروب الدينية والقبلية والعرقية والحروب العالمية الاولى والثانية والباردة و متفرعاتها الساخنة وحماقات الاحادية، اولئك الكبار الذين استكانوا على اوهام النووي والتفوق الاقتصادي والتكنولوجي على حساب ميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان، الى ان جاء ٢٤ شباط ليوقظ الامة الاوروبية والعالم على ذاكرة مئات السنين من الحروب والاستبداد ويعيد اميركا الى اسباب وجودها ونهضتها بما هي الملجأ الاكبر لشعوب العالم قاطبة النازحة والمهاجرة من ويلات الحروب والجوع والفقر والاستعباد والاستبداد .
نعم انا لبناني سخيف وضعيف وتائه وجائع وكاره وحاقد، لكنني اتحسس كل حرف وكل كلمة قالها زعماء العالم بعد قمم بروكسل، مما يجعلنا نتوقف عند زيارة وزير الخارجية الاميركي الحالية الى فلسطين لمقابلة محمود عباس لإحياء الحديث عن حل الدولتين في محاولة الى محاكاة الشعوب في بلاد الشام بدلا من الحكام، لما لقضية فلسطين من مكانة في العقل والوجدان لدى شعوب لبنان وسوريا والعراق ،وسينتقل الوزير الاميركي الى المغرب لمقابلة ملك المغرب رئيس لجنة القدس العالمية حيث تاسست ومنظمة التعاون الاسلامي بعد حريق المسجد الاقصى في اب ٦٩ ، وتاتي هذه الزيارات بعد قمم بروكسيل وسقوط النظام العالمي القديم الذي تخلى عن التزامه بالقرار ١٨١ عام ٤٧ بحل الدولتين وعن القرار 194 عام ٤٨ وحق العودة او التعويض والتغاضي عن القرار ٢٤٢ عام ٦٧ والانسحاب من مزارع شبعا والجولان والقرار ٣٣٨ عام ٧٣ والشروع فورا في محادثات السلام لتأتي دعوة وزير خارجية اسرائيل الى قمة دبلوماسية بمناسبة زيارة الوزير الاميركي الاحد والاثنين القادمين  يحضرها وزراء خارجية المغرب والامارات والبحرين في القدس مما يجعلنا نستبشر بمناسبة عيد البشارة لدى المسيحيين والمسلمين بان تكون مدينة القدس الشريف عاصمة النظام العالمي الجديد .