بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيلول 2022 08:02ص بغداد… بيروت الى … ١+١=٢

حجم الخط
شهدت بغداد ليلة دامية ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى وانتهت بانسحاب الجميع من الشارع والعودة الى قواعد الانتظام ١+١=٢ بعيدا عن معايير ازمنة النزاع واستثناءات القواعد حيث ١+١= العشرات والمئات، واحداث بغداد جاءت بعد ايام من الليلة الدامية في مدينة طرابلس الغرب التي تم احتوائها بعد ساعات من انطلاقتها بالعودة الليبية الى قواعد الانتظام ١+١ =٢، واحداث بغداد وطرابلس الغرب جاءت بعد ايام من الليلة الدامية في مدينة غزة المحاصرة حيث فشلت محاولات اشعال حرب جديدة والتي تم احتوائها وعادت غزة الى قواعد ١+١=٢ و هناك احتمال انتقال الحرائق الى دمشق وبيروت.

ذكرى مرور اربعين عاما على الاجتياح الاسرائيلي عام ٨٢ شهدت عمليات تسخين مناخات داخلية وخارجية من تهديد اسرائيل لبنان بحرب موجعة ومدمرة الى تهديد حزب الله اسرائيل بموازاة مفاوضات الترسيم على قاعدة ١+١=٢، ويعيش اللبنانيون في حالة ارتياب وقلق من حدوث تطورات امنية طائفية او مذهبية او عنصرية او اغتيالات سياسية او مواجهات عسكرية حربية وذلك من اجل صناعة واقع سياسي بمعايير مغايرة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذه الاحتمالات لا نستطيع تاكيدها او نفيها ولا نستطيع تجاهلها نتيجة دروسها القاسية والمؤلمة التي سبق ان تجرعناها في لبنان .

سوريا تشهد تحولات جديدة واستهدافات اسرائيلية متجددة، وتخندق اميركي في الميدان السوري وتفاهمات تركية روسية بالانفتاح على السلطة السورية، واجتماعات دولية واقليمية لانتاج صيغة انتقالية تتبدل فيها الصداقات والخصومات وتؤدي الى عودة سوريا الى قواعد الانتظام ١+١=٢ بعد سنوات من النزاعات والاستثناءات منذ انسحاب اميركا من العراق بعد اتفاق اربيل ٢٠١٠ والذي نشهد نهايته في بغداد هذه الايام مع مؤشرات عودة اميركا الى المنطقة وبالتزامن مع الانتخابات النصفية الاميركية والانتخابات الاسرائيلية .

الهدنة في اليمن صامدة على قاعدة ١+١=٢ رغم هشاشة الواقع هناك، والهدنة جاءت نتيجة الانخراط الاميركي المباشر في الازمة اليمنية وعودة المفاوضات الاميركية الايرانية حول الاتفاق النووي على اساس ١+١=٢، و الهدنة اليمنية هي المعيار الاوضح لنجاح المسارات التفاوضية الدولية والاقليمية مع ايران على قاعدة ١+١=٢ بالاضافة الى ارتباط اليمن بأمن منظومة الدول المتشاطئة مع البحر الاحمر وبالتحولات السودانية لجهة العودة الى قواعد انتظام ١+١=٢ مع عودة اميركا الى الخرطوم والحديث عن تشكيل حكومة مدنية غير عسكرية .

ان فشل محاولات اشعال الحرائق الكامنة لا تجعلنا نطمئن على لبنان المفكك والمنهك وحيث مظاهر الخفة والتسطح وموجات الاستتباع تجتاح كل المكونات، وبعد ان اصبح لبنان خارج نادي صناعة السياسات في المنطقة وتحول الى صندوق بريد على هامش التحولات الاقليمية والدولية، وعموم المكونات اللبنانية ليس لديها مانع من صناعة امجادها على حساب هزائم الشركاء والاستمرار بالاستثناءات وان يبقى ١+١= المئات والآلاف، لكن المنطقة تغادر ازمنة النزاعات والاستثناءات ومحاولات اشعال حرائق في بيروت ستلاقي مصير حرائق غزة والخرطوم وطرابلس وبغداد وذلك بالعودة الى قواعد الانتظام ١+١=٢ ومع خالص التقدير والمودة الى صاحب القامة المميزة الذي ايقظ ادراكي من جديد على قاعدة ١+١=٢ وان الاستثناءات هي استثناءات وتبقى القواعد الناظمة هي الأساس.