بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2020 12:02ص سماحة مفتي الوحدة الوطنية الشيخ عبد اللطيف دريان

حجم الخط
مبادرة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في إعادة بناء عدد من البيوت المهدمة في الصيفي والكرنتينا والأشرفية والمدور من صندوق الزكاة تجاوزت بمعناها وأهميتها الكثير من المبادرات الدولية والعربية والإقليمية للوقوف مع أبناء لبنان  الذين فقدوا بيوتهم وأهلهم وأبناءهم وتشردوا في وطنهم، وتقدمت أيضاً على الكثير من المبادرات الفردية والإنسانية التي تقاطرت للتبرع عبر الجمعيات والهيئات المستحدثة لإعادة الإعمار والمؤازرة، وكل تلك المبادرات والإرادات الطيبة لمواجهة دمار فاجعة مرفأ بيروت لم تبلغ الدمار الحقيقي والقاتل الذي تسببت به مكونات السلطة اللبنانية في تفكيك الوحدة المجتمعية والعبث بأسباب الدولة الوطنية.

مبادرة سماحة المفتي جاءت استباقية لكل ما طلبه زوار لبنان الكبار من رؤساء وشخصيات الذين طالبوا اللبنانيين بالإصلاح ومحاربة الفساد وإيقاف العبث بالوحدة الوطنية والتمتع بالسلطة على حساب قواعد الدولة والانتظام العام، واستطاع المفتي دريان أن يجسد إرادة كل المؤمنين في لبنان بالعيش الواحد وأنه لا فرق بين المزرعة والطريق الجديدة والأشرفية والصيفي، وأن اللبنانيين جسد واحد اذا أصيب جزء منه تداعت لنجدته باقي الأعضاء، وربما تكون المبالغ المادية التي سيقدمها صندوق الزكاة متواضعة أمام ما تقدمه الدول والمنظمات لكن أهمية مبادرة صندوق الزكاة تفوق كل مليارات العالم لأهميتها في تجسيد إرادة الوحدة الوطنية.

استطاع سماحة مفتي الجمهورية بمبادرته أن يواكب إرادة كل شابات وشباب لبنان من الشمال والبقاع وصيدا وعكار الذين حملوا مكانسهم منذ اللحظة الأولى وتوجهوا إلى الأحياء اللبنانية المنكوبة ليرفعوا عن ارض وطنهم ركام الفشل والتفلت والإهمال، ويعيدوا تصويب الاتجاه نحو لبنان الوحدة والاستقرار والتقدم والازدهار، ويبلوروا إرادة وطنية جامعة تقفل كل الأبواب في وجه من يريدون استحضار الماضي البغيض وسنوات القتل والدمار التي أزهقت مئات آلاف الأرواح ودمرت البيوت والأسواق وقطعت الأوصال وفرقت أبناء الأسرة الوطنية الواحدة .

نجح سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية أن يلاقي أبناء الأشرفية والمدور والصيفي والجميزة الذين تقاطروا الى جوار مسجد محمد الأمين بعد فاجعة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليضيئوا الشموع ومعهم الراهبات والرهبان، تلك الفاجعة التي تجاوزها لبنان بوحدة أبنائه بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والطائفية البغضاء، تلك الأيام الوطنية التي جعلت من جديد  ساحة الشهداء ومحيط مسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس مساحة للوحدة الوطنية والحرية والثورة والتغيير والتعبير عن الذات حيث يرقد الشهداء الكبار ويقاومون تجار الفتنة الفوضى في لبنان.

جدد مفتي الجمهورية اللبنانية التزام بيروت بالسنة النبوية الشريفة وعهد المدينة الذي انتهجته بيروت منذ مئات السنوات، بيروت الجامعة والحاضنة لأبناء المناطق والطوائف والمذاهب والتيارات والأحزاب، بيروت التسامح، بيروت التآخي، حيث الكنائس تجاور المساجد، بيروت شهداء الاستقلال الأول الرؤساء رياض الصلح وبشير الجميل ورشيد كرامي ورينيه معوض ورفيق الحريري والزعيم كمال جنبلاط والإمام المغيب موسى الصدر والمفتي حسن خالد والعلماء صبحي الصالح وأحمد عساف وحليم تقي الدين وناظم القادري ومحمد شقير ومهدي عامل وحسين مروة والإعلاميين نسيب المتني وكامل مروة وسليم اللوزي ورياض طه.

استطاع مفتي الجمهورية اللبنانية أن يقدم أمثولة بالوفاء لجمهور شهداء الاستقلال الثاني سمير قصير وجورج حاوي وجبران التويني وبيار الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن ومحمد شطح وعشرات الأبرياء والشهداء الأحياء الصديق الكبير مروان حمادة وإلياس المر ومي شدياق، واستحق سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان بشجاعته وإيمانه وبمواساته عائلات المئات من شهداء كل لبنان في تفجير مرفأ بيروت أن يكون مفتي الوحدة الوطنية بكل إيمان ووفاء وكبرياء .