بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الأول 2020 12:02ص نتائج الإنتخابات الطلابية الجامعية، هل تعيدنا إلى مسيرة التغيير الحقيقي؟

حجم الخط
الوجه الجديد الذي بات لبنان، وهو في عز كبواته وأوضاعه المنهارة، يتأثر بملامحه الشبابية والطلابية التي أوصلها أهل السلطة والتسلط إلى أقصى وأقسى أنواع اليأس والإحباط والإنهيار الشامل، الطلاب الجامعيون في معظم جامعات لبنان وبانتماءاتهم الإستقلالية عن الجهات الحزبية، وانطلاقا مما يختزن هؤلاء المتسلحين بعمرهم الغض من روح الشباب وعوامل الإنتفاضة الإجتماعية والثورة الحياتية الرافضة لكل هذا الخلل البغيض الذي أوصل البلاد والعباد إلى قعر دول العالم المتخلف، ودفع بطلبة العلم هؤلاء إلى أن يتغلبوا بفكرهم وطموحاتهم ومسيرتهم نحو مستقبل حياتي يحقق لهم استكمال مسيرتهم التحصيلية أولا، وعلى موقع للعمل يتناسب مع الجهود الضخمة التي يبذلونها للوقوف على أرجلهم وسط مصاعب هذه الحياة التي تدفع بهم وبالمسؤولين عنهم إلى مواقع الجوع والتخلف والإندفاع الشديد والمذهل نحو مهاوي الخراب المدوّي والإفلاس العام، إنهم طلبة لبنان الحديث في أيام الإصلاح والتغيير المزعومة وقد انقلبت أوجه الحياة فيها إلى ما وصفه رئيسها بأنها انكفاءة سريعة نحو «جهنم» المقبلة، وهي قد أقبلت فعلا، إلى عقر ديارنا وحياتنا ودفعت بطلابنا الأشاوس إلى هذا الوجه المشوّه من حياة عامة مقبلة على أيامهم الغضّة ومستقبلهم الواعد. أنهم «ورثتنا» وورثة آبائهم وأهلهم وقد باتوا يتابعون علمهم وجهادهم الشبابي في وسط مظلم، أقلعت من حوله وحولهم كل ظروف الحياة الكريمة والواعدة ولو ببضع من ومضات الحياة الأفضل. 

طلابنا... خاضوا غمار الإنتخابات الطلابية الجامعية، وتغلبوا فيها على جموع الأحزاب والجهات الرافضة لنهجهم الحر والطموح والمتوجه إلى حياة من نوع آخر وجدوا أنفسهم غارقين في مساوئه وانتهازيته المتشبثة بحياة الخلافات والتخلف. وبرز منهم متفوقون غالبوا زملاءهم في التلمذة الجامعية أولئك المنتمين إلى جملة من الأحزاب والتوجهات ذات العلاقة بزعامات وقيادات أودت بالطلبة الطليعيين وبغالبية الشعب اللبناني الغارق في حياة السواد الحالك والإنكفاء المرعب، لقد نجحوا في الإنتخابات الجامعية الطلابية، وبذلك فإنهم قد رفعوا بكل تواضع وإدراك إلى نوافذ التطلّع منذ الآن لآفاق مستقبلهم الواعد في الحياة اللبنانية العامة، التي باتت تتهيأ لأيام مقبلة حافلة بدواعي ووقائع التغيير الحقيقي. 

لقد ربح طلابنا المستقلون معظم المواقع الإنتخابية الطلابية بإدراك منهم لحقيقة النصر الذي أحرزوه، بعفوية تلقائية حققت لهم نجاحا رفعوا من خلاله رايات مستقبل لهم ولبلادهم وهم بذلك يرسمون معالم أيام مقبلة، يسعون إلى أن تكون خالية من ذلّ نعاني منه ومن نتائجه الرهيبة بعد أن أمسكت بمقاليد البلاد، فئات غلب على معظمها، التوجه الكاسح نحو الدفاع الشرس عن مصالحها وجيوبها وطرق النهب والسلب التي انتهجتها، وكان من شأن أفعالها الشائنة، أن دفعت بهذا الشعب المظلوم، وفي طليعته، أبناؤه من هذا الجيل المنتصر في انتخابات الطلاب الجامعية الأخيرة، إلى تحقيق مكاسب وطنية أصيلة وواضحة ومؤملة بمستقبل يعيد البلاد إلى مواقعها التي تؤمّن لها مفاخر العيش اللبناني المزدهر والمثقف والناجح في كل الحقول والميادين التي انتهجها منذ مائة عام على قيامته الوطنية التأسيسية ويكفي أن نذكر منها، تفوق أبنائه في الداخل والخارج، في العلم والثقافة والفن والسياحة والتجارة، والتفوق والإبداع في معظم الميادين المعقدة ورفيعة العطاء والمستوى، ولنا في خارطة العالم الإنسانية والحياتية والإبداعية، دلائل شتى أطلقها إلى الوجود منذ سنوات بعيدة، شبان يافعون من أبنائنا، عاشوا في كثير من صنوف المتاعب والمصاعب، ولم تعوزهم الهمة والإندفاع والتصميم الطموح والمبدع، فبرز منهم افراد وجماعات في معظم بلاد العالم المزدهر والمتطور والمتألق في شتى المواقع الدولية في كل الحقول والميادين، الطلاب المستقلون والمبتعدون بأنفسهم وبلبنان، عن حامولات حزبية وتجمعات طائفية ومذهبية ومناطقية، لهم ولأمثالهم من نخبة الثوار التي انطلقت إلى الوجود في تشرين 2019 فضل كبير في صياغة واقعية وعملية للبنان الجديد البعيد بتركيبته المقبلة، عن كل تصرفات واتهامات أعمال النصب والنهب والإحتيال. ليكن لأبنائنا ان لم يكن لنا نحن الأجيال التي تخوض غمار الزمن القبيح حظٌ في استلحاق بعضٍ مقبلٍ من الأيام النظيفة المعافاة من كل المهالك التي شاءتها لنا ظروف ميليشياوية شاذة وقاسية، فرضتها بعض من الأحداث الإستثنائية الحالكة، فإننا نرجو لهذه الأجيال الطالعة، نصيبا أفضل من حياة أفضل، فهؤلاء الشابات والشبان، بجذورهم اللبنانية الأصيلة الممتلئة بالظروف المبدئية التي تؤهلهم لأرقى المواقع الثقافية والعملية والإجتماعية، يبتدؤون حياتهم في هذه الأيام القاسية، بخطوات ثابتة قوية الوقع، شديدة العطاء والأثر، ولهم لتحقيق ما يصبون إليه ويجهدون في سبيله، سنوات مديدة حافلة بروح الشباب وحرارة اندفاعاته وصفاء توجهاته. 

daouknet@idm.net.lb