بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2020 08:11ص الخلافات تعصف بالتأليف.. والوزارات السيادية خارج التفاوض!

التيار العوني يعود إلى نغمة المعايير لإضعاف حصة الرئيس المكلّف

متظاهرون تحت المطر في جوار منزل الرئيس المكلف (تصوير: جمال الشمعة) متظاهرون تحت المطر في جوار منزل الرئيس المكلف (تصوير: جمال الشمعة)
حجم الخط
تطوران أحدهما دولي - إقليمي، تمثل بالاشتباك الهائل بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، بلغة الحديد والنار، بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد لواء القدس في الحرس الثوري، وتوعد أطراف المحور الجيش الأميركي بدفع الثمن، تحت عنوان استراتيجي كبير، يتعلق بالتواجد والنفوذ من بغداد إلى عواصم الشرق الأوسط، والثاني يتعلق بخروج الخلاف بين الرئيس المكلف حسان دياب ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يفاوض عن كتلته وتياره، وايضاً عن بعبدا.

ومرد الخلاف يتعلق بإصرار الرئيس دياب على ان تكون وزارة الخارجية من حصة الرئيس المكلف، وهو اقترح لها وزير المال السابق دميانوس قطار، من أجل الاستفادة من عمله في بعض دول الخليج لخدمة المساعدات للبنان، في حين أصرّ الوزير باسيل على التمسك بالوزارة، مرشحاً لها السفير السابق ناصيف حتي، رافضاً ان تكون وزارة الداخلية من حصة التيار الوطني الحر..

ومن شأن ذلك ان يفتح الباب على تمديد المهلة المتوقعة لتأليف الحكومة، والرهان على قدرة الرئيسين ميشال عون ودياب على احتواء الخلافات بين مكونات الحكومة العتيدة، في وقت لا تعتبر مصادر مواكبة ان المسألة في الأولويات كيفما اتفق، مع تقديم ما يلزم لإنجاز التأليف، ربما ضمن رؤية تشاكل الوضع المستجد في المنطقة.. بعد مرور أكثر من أسبوعين علي تكليف دياب تأليف الحكومة في 19 ك1 2019، وذلك عبر الإسراع بتأليف الحكومة، وتذليل العقد المتعلقة بتمثيل المكونات وحسم الأسماء، واسقاطها على الحقائب.

وعلمت «اللواء» ان الوزارات السيادية الأربع خارج التفاوض، مع المكونات الحزبية والكتل الكبرى، لا سيما التيار الوطني الحر، حيث ذكرت المعلومات ان دولة كبرى معنية أعلنت رفضها القاطع ان تكون ايا من الوزارات الثلاث: الدفاع، الخارجية، الداخلية من حصة التيار الوطني الحر، خلافاً لما كان عليه الوضع في الحكومة المستقيلة.

وكان الخلاف احتدم بين الرئيس المكلف والوزير باسيل، الذي طالب بوحدة معايير لاختيار الأشخاص الذين سيتولون الحقائب، بحيث يكون من بين هذه المعايير خلو الحكومة من وزراء سابقين بصرف النظر عن تاريخ توزيرهم بدليل ان الشخصيات المرشحة من قبل التيار العوني ليسوا بوزراء سابقين، في محاولة لاستبعاد كل من الوزيرين دميانوس قطار وزياد بارود.

معطيات جديدة

وفي السياق، حالت عطلة نهاية الأسبوع، وعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية، دون تكثيف الاتصالات من أجل وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل الحكومة، خاصة وان الحدث العراقي باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، قد أرخى بثقله على وضع المنطقة ككل وليس على لبنان فقط.

واللافت ان كلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في التأبين الجماهيري الذي نظمه الحزب للرجلين في الضاحية الجنوبية لم تتضمن أية إشارة إلى انعكاس الاغتيال سلباً على الوضع الحكومي، فيما لوحظ ان أوساط كتلة «حزب الله» النيابية، قللت من تأثير الاغتيال مباشرة على الوضع الحكومي، واعتبرته حدثاً منفصلاً عن شأن داخلي كتشكيل الحكومة، لكن جهات سياسية تعتبر من ضمن محور المقاومة مثل الوزير السابق وئام وهّاب، استبعدت ان تكون عملية تأليف الحكومة أولوية في هذه المرحلة، وأكدت ان هناك معطيات جديدة تتطلب حكومة من نوع آخر، بمعنى ان تكون الحكومة سياسية وليس تكنوقراط، تتولى إدارة شؤون المواجهة الدائرة في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تتطلب إدارة سياسية، بحسب وهّاب الذي كشف في سياق مقابلة مع محطة «الجديد» ان اللقاء الأخير بين الرئيس المكلف حسان دياب والوزير جبران باسيل، لم يكن ايجابياً ولا جيداً، بل انه حصل فيه نوع من التصادم وان على الرئيس المكلف ان يدور الزوايا في موضوع الحقائب، ولفت وهّاب انه يفضل ان يكون للدروز وزيرين وليس حقيبتين ولو اقتضى الأمر رفع عدد الوزراء إلى 20 وزيراً.

ولذلك، تترقب الأوساط المتابعة لعملية تشكيل الحكومة استكمال الاتصالات بشكل طبيعي اليوم للانتهاء من تذليل آخر العقد، والتي باتت تتركز على بعض الحقائب التي يتولاها وزراء مسيحيون وسنة، لا سيما الداخلية والخارجية والعدل والدفاع والاتصالات.

وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان هناك اجتماعات ستعقد اليوم سبقتها لقاءات مساء امس لتذليل بعض العقبات المتصلة بالأسماء في التمثيلين المسيحي والسني.

واذ لفتت الى ان موضوع توزيع الحقائب انتهى اوضحت انه تبقى مسألة اسقاط الاسماء على الحقائب ولا تزال محور اخذ ورد.

ورأت انه اذا انتهت الإتصالات على خير وتم انجاز الروتوش الأخيرة فإن ولادة الحكومة متوقعة قريبا جدا دون تحديد موعد معين لها. ولكن تردد ان موعد ولادتها قد يكون هذا الثلاثاء غير أن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة استبعدت عبر «اللواء» ان تصدر مراسيم التأليف في هذا اليوم اي غداً الثلاثاء.

واشارت الى ان هناك اسماء حسمت لكن هناك اسماء قد تشكل مفاجأة خصوصا انه يصار الى غربلة بعضها.

وكانت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية قد نفت عبر «اللواء» علمها بما يتردد عن اصرار رئيس الجمهورية على حقيبة الإقتصاد.

أسماء مرشحة للحصص الوزارية

إلى ذلك، يبدو ان عقدة التمثيل الدرزي انتهت أو هي قيد الانتهاء باسناد حقيبتين للوزير الدرزي رمزي مشرفية (إذا بقيت الحكومة من 18 وزيراً) وستكونان البيئة والمهجرين، أو البيئة والشؤون الاجتماعية، بعدما رفض الحزب الاشتراكي الحقائب الثلاث وطالب رئيسه وليد جنبلاط الذي غادر بيروت إلى الخارج في إجازة قصيرة بعدم تهميش الطائفة وبحقيبتي الصناعة والاشغال للدروز، من دون ان يعني ذلك السعي إلى الاشتراك في الحكومة.

كذلك، ما زال التمثيل السني غيرمحسوم نهائيا، من حيث طرح بعض الاسماء لحقيبتي الداخلية والاتصالات، وتبين ان التسريبة حول توزير العميد المتقاعد طلال اللادقي للداخلية وعثمان سلطان للاتصالات غير نهائية، وقد يُصار الى استبدال احدهما بوزير يقترحه «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»، الذي سبق وقدّم في اللقاء الاخير مع الرئيس دياب لائحة اسماء مختصين بقطاع الاتصالات وغير حزبيين. لكن لم يكن اسم عثمان سلطان بينها، وتردد اسم طلال حواط، في حين بات من شبه المحسوم ان تذهب التربية لطارق المجذوب.

اما الحصة الشيعية فهي اربع: اسم جنوبي غير محسوم لحقيبة الصناعة (قد يكون عبد الحليم فضل الله) وآخر بقاعي غير محسوم لحقيبة الصحة من حصة حزب الله (قد يكون علي حيدر). واثنان لحركة «أمل» هما الدكتور غازي وزني حقيبة المالية واسم بقاعي غير محسوم للزراعة.

وبالنسبة للحصة المسيحية، فلا زال احد الاسماء الثلاثة المقترحة لطائفة الروم الارثوذوكس معرضاً للتغيير، لكن الثابت فيها حتى الان النقيبة امل حداد نائب رئيس مجلس الوزراء وربما مع حقيبة (غير الشؤون الاجتماعية). الوزيرالسابق جاك صراف (للاقتصاد)، واللواء المتقاعد ميشال منسى (للدفاع)، مع احتمال تغيير احدهما.

أما الوزراء الموارنة، فالمطروح السفير السابق لدى الجامعة العربية ناصيف حتي للخارجية وفيليب زيادة للطاقة، لكن هذا الاسم مرشّح لأن يتغيّر بعدم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور له مع الوزير باسيل وقيل انه شريك له في صفقات بيع عقارية في لاس فيغاس، القاضي هنري خوري (للعدل). زياد تيودور مكاري (من زغرتا للأشغال) لكن تردد انه ليس من اقتراح تيار «المردة»، وقد يتم تغيير اثنين منهما.

الوزير الكاثوليكي: منال مسلم( تنمية ادارية). او بترا خوري (للعمل). ولم يحسم الاسم بعد مع ارجحية لمسلّم. 

اما حصة الأرمن ألارثوذكس، فكانت مقترحة مارتين اوهانيان (اعلام وثقافة). وهو اسم لم يثبت حتى الان وقد يقترح حزب الطاشناق اسم سيدة غيرها.وهناك اسمان مطروحان: اما الدكتورة هيلدا برمانيان او المحامية ماغي كيومجيان. 

وأشارت معلومات الـOTV إلى ان هناك مسعى قد يحسم في اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتبديل حقيبتي الخارجية والدفاع بين الموارنة والاورثوذكس بالإضافة إلى إمكان توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً في الساعات المقبلة.

نصر الله: تحييد لبنان

ورغم ان قسماً كبيراً من اللبنانيين لا يوافق السيّد نصر الله، فيما ذهب إليه أمس على صعيد المواجهة المفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران، انتقاماً لمقتل الجنرال قاسم سليماني، الا انه كان لافتا للانتباه، ان السيّد نصر الله حيّد لبنان عن هذه المواجهة، من خلال تجنّب الحديث عن إسرائيل في سياق التركيز على فكرة «القصاص العادل»، على اعتبار ان «محور المقاومة قد لا يحتاج إلى معركة مع إسرائيل إذا ما تحقق إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة»، وهو الهدف الذي ركز عليه نصر الله في الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله لكل من سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية، حيث سرد في مستهل كلمته التي لم تخل من تأثر واضح، تفاصيل العملية التي أودت بحياة سليماني بعد وصوله إلى مطار بغداد قادما من دمشق، مؤكدا ان الموكب تعرض لقصف بالصواريخ المتطورة من الجو من قبل طائرات أميركية وبشكل وحشي».

وأوضح انه لو قامت أميركا بقصف هدف إيراني في إيران أو شخصية إيرانية مغايرة لكان الأمر يهم إيران فقط، الا ان قاسم سليماني ليس شأناً ايرانياً بل يعني محور المقاومة، ويعني الأمة، وهذا لا يعفي المحور من المسؤولية، وشدّد على ان القصاص العادل يعني إنهاء الوجود الأميركي وهذا يعني القواعد العسكرية والبوارج الحربية وكل ضابط وجندي على ارضنا، ولا يعني حتماً المواطنين الأميركيين والمدنيين، مذكراً بأن الاستشهاديين الذين اخرجوا أميركا من منطقتنا موجودون أكثر من السابق لتحقيق ذلك، وقال: «عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم، سيدرك الرئيس ترامب انه خسر، وعندما يرحل الأميركيون عن المنطقة سيصبح تحرير القدس اقرب».

الحراك امام منزل الرئيس المكلف

وسط هذه التطورات، عاود الحراك تحركه امام المبنى الذي يقطن فيه الرئيس المكلف في منطقة تلة الخياط، حيث نفذت مجموعة من الناشطين وقفة اعتصام تلبية لدعوة من حزب «سبعة» ومجموعة من الحراك، وسط انتشار لعناصر من قوى الأمن ووضع عوائق حديدية على الطرقات المؤدية إلى المبنى، ورفع المتظاهرون الاعلام اللبنانية ولافتات تندد بالفساد ورددوا النشيد الوطني وهتافات تطالب الرئيس المكلف بالتنحي والاعتذار عن تأليف الحكومة، وتطالب كذلك بتشكيل حكومة من المستقلين التكنوقراط وليس حكومة، كما يظهر من الأسماء المتداولة انها سياسية بامتياز ومفروضة بمعظم أعضائها من الفرقاء السياسيين الذين شاركوا بالفساد.

وبعد انتهاء الاعتصام انتقل المتظاهرون في مسيرة إلى شارع البلدية في وسط بيروت، وتجمعوا امام مدخل مجلس النواب، في وقت اقفل فيه محتجون جسر الرينغ من الأشرفية باتجاه الحمرا لبعض الوقت قبل ان يلتحقوا بزملائهم امام المجلس.

وسجلت كذلك مسيرات احتجاجية جابت شوارع طرابلس وسعدنايل وتعلبايا للتنديد بالسياسات المصرفية، في حين عمد محتجون إلى محاولة إحراق فرع بنك الاعتماد اللبناني في زوق مكايل، كما تجمع عشرات من المتظاهرين امام منزل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان احتجاجاً على ما اعتبره سياسة القمع والترهيب، وعلى تفكيك «خيمة الشهداء» في ساحة الشهداء.

وليلاً منذ ان تناهى إلى الحراكيين ان نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، يتناول طعام العشاء في أحد مطاعم الجميزة تحركوا باتجاه المطعم، وهتفوا ضد الفرزلي، باعتبار ايلي واحد منهم، وفقاً لما تردّد على لسان هؤلاء، ثم ما لبث ان غادر الفرزلي المطعم.


إحراق بنك الإعتماد اللبناني في الذوق (تصوير: جمال الشمعة)

كهرباء صيدا

وفي صيدا، افيد ان محتجين قطعوا ليلاً الطريق البحرية وشارع رياض الصلح الرئيسي عند البوابة الفوقا بالاطارات المشتعلة، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، ولاحقاً أخمد عناصر اطفائية صيدا حريق الاطارات عند الطريق البحرية، في وقت نفذ فيه اعتصام امام معمل دير عمار الحراري في الشمال احتجاجاً على التقنين القاسي في المنطقة.

وأعلنت مؤسسة كهرباء الجنوب ان الورش الفنية تعمل على إصلاح العطل الذي تسببت به العاصفة والحمولة الزائدة على أحد الكابلات الرئيسية المطمورة في منطقة ثكنة زغيب في صيدا.

وأكّد العاملون انه سيتم إنجاز إصلاح العطل وإعادة التيار إلى المناطق خلال ساعات قليلة.