بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2020 12:26م 380 ألف طلب هجرة في السفارات.. لبنان يخسر «مكوّناته» مجددًا

لبنانيون «يتلهفون» لموعد الرحيل و«قلة» تتمسك بالأمل

حجم الخط
لم يعد حلم شباب لبنان سوى الحصول على فرصة خروج من وطنهم، آباء وأمهات ينظرون بعيون أولادهم ويرون مستقبلًا قاتمًا، إلا إذا حملوهم الى بلاد بعيدة عن جو الدمار والفساد والحكم الفاشل.

ملايين اللبنانيين قد رحلوا خلال حقبات مختلفة من تاريخ لبنان، منهم من ينحدر اليوم من أصول لبنانية لا تعنيه، ومنهم من يرى بأصوله فرصة لزيارة استجمامية لبلاد الأرز لا أكثر، ومنهم من هاجر لمساعدة عائلته في لبنان، واليوم يريد مئات آلاف اللبنانيين أن ينضموا الى من سبقوهم.

في ما يخص الأرقام، تشير احصاءات جديدة أن عدد كبير من العائلات لا سيما في المناطق المسيحية تتجه الى الهجرة، وتصل النسبة في تلك المناطق الى أكثر من 30% من المواطنين، وفي مناطق أخرى تصل الى 41% منهم.

نسبة الشباب من طالبي الهجرة تصل الى أكثر من 50%، ما يعني مزيدًا من خسارة الطاقات الفاعلة في المجتمع اللبناني.

والى جانب المسيحيين، ترتفع نسبة طلبات الهجرة أيضًا في المناطق ذات الأغلبية السنية كطرابلس وعكار، وهي المناطق التي لطالما انتظرت اهتمامًا من المسؤولين، ولم تلقَ مطالبها آذانًا صاغية، إلا أن طلبات الهجرة بشكل عام لا تستثني أي طائفة.

تشكّل هذه النسب، بحسب ما أفاد النائب المستقيل الياس حنكش نقلًا عن مصدر في السفارة الكندية، حوالي 380 ألف طلب هجرة، منها حوالي 300 ألف طلب لدى السفارة الكندية بحسب معلومات «اللواء»، و80 ألف طلب لدى سفارات أوروبية اضافة الى السفارة الأميركية.

ونشرت الدولية للمعلومات أرقامًا تؤكد ارتفاع متوسط عدد المغادرين من لبنان مقابل انخفاض متوسط عدد القادمين، فبعد انفجار المرفأ في 4 آب، انخفض متوسط عدد القادمين بنسبة 12.3% بينما ارتفع متوسط عدد المغادرين بنسبة 36% .

وبلغ متوسط عدد القادمين، قبل 4 آب، 2,750 قادماً يومياً، ومتوسط عدد المغادرين 2,925 مغادراً يومياً، أما بعد الزلزال الكبير، بلغ متوسط عدد القادمين 2,410 قادماً يومياً، ومتوسط عدد المغادرين 3,978 مغادراً يومياً.

طاقات نحو الخيار الصعب الذي بات سهلًا
رصدت «اللواء» الجو العام لدى الشباب في ما يخص الهجرة، وعن أسباب القرار في حال اتخذ، ريتا ابنة الـ24 عاما عبّرت عن رغبتها بالهجرة الى استراليا للالتحاق بأقاربها، علمًا انها كانت ترفض هذا الخيار وتستبعده الى اقصى الحدود، لكن انفجار 4 آب وشعور عدم الأمان دفعها الى إعادة النّظر بقرارها.

غابي (28 عاما)، ابن لسيدة من أصول أرمينية وتحمل جنستها، هذه «الميزة» دفعته لتقديم طلب السفر الى أرمينيا، ليتمكن لاحقا من الهجرة الى وجهته المبتغاة أميركا، نظرا الى أن الأخيرة تسمح بطلب تأشيرات السفر من أرمينيا. وهذا المخطط لا يقتصر على غابي فقط انما جميع أفراد أسرته الذين حسموا أمرهم بعد إنفجار بيروت.

أما جوليان، الطالب المتخصص في علم النفس، وقفت أوضاع البلد بوجه طموحه خصوصا بعد الانفجار الذي شكّل له نقطة الفصل الكبيرة لاتخاذ قرار الهجرة الى كندا ومتابعة تخصصه، حيث يطمح أولًا بـ«الأمان والسلام» خصوصا في حال قرر الزواج وتأسيس عائلة. وهو اليوم وكّل محامية لمتابعة ملف الهجرة وينشط لتأمين كل الأوراق اللازمة لتقديمها في الملف.

يوسف (27 عامًا) يقول أنه على استعداد تام للبدء من جديد بأي بلد آخر، على أن يكمل ما بدأه في لبنان، وهو اليوم بصدد تحضير كل ما يلزم للهجرة الى كندا، أما محمد (29 عامًا) الذي حط في لبنان بعد ذهابه برحلة سياحية الى تركيا، يقول: "هناك شعرت بأنني إنسان، لا أريد البقاء هنا".

ريان الحركة: لن أهاجر حتى لو سنحت الفرصة
تبني الممثلة الصاعدة ريان الحركة آمالها بالبقاء في لبنان على قناعتها أن الأمور لن تبقى على حالها، وتقول في حديث مع اللواء، أنها اليوم تحمل شغف وطموح كبير لاستكمال ما بدأته في مسيرتها التمثيلية، وليست بصدد تغيير جذري بحياتها رغم كل ما يحصل.

وتضيف: "لن أهاجر حتى لو سنحت لي الفرصة، ومن أصارحه بهذا الخيار يعتبر أنني الوحيدة التي أفكر بهذه الطريقة اليوم، أنا أحب لبنان وأخاف من التغيير، وسأبقى لأعمل بجهد أكبر لأنني أفتخر بأنني ممثلة لبنانية، فأنا لا أتخيل نفسي أمام سؤال «ما جديدك؟» أجيب «هاجرت»".