بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 أيلول 2020 03:41م أبناء منطقة الميناء يهاجرون على «قوارب الموت» هربًا من الفقر.. والسلطات القبرصية تنجح في اعادتهم الى أرض الوطن

حجم الخط

تأزم الأوضاع الاقتصادية وتفاقم الوضع المعيشي والذي حسبما يبدو لم يشكل حتى الساعة أي حاجة لدى السياسيين لحل الأزمات المتفاقمة والتخلي عن محاصصاتهم السياسية خلال عملية تشكيل الحكومة الجديدة بهدف السير بالبلد الى بر الأمان، كل ذلك دفع بأعداد كبيرة من أبناء منطقة الميناء تحديداً الى التفكير بل وتنفيذ الهجرة بقوارب لطالما اشتهرت مع الشعب السوري وها هي اليوم تطبق على الشعب اللبناني والذي يعاني الأمرين، فعن طريق البحر انطلقت رحلتهم الغير شرعية والمحفوفة بالمخاطر هربا من بلد لم تعد لتعيش فيه سوى سلطة فاسدة فاقدة لشرعيتها.


ركبوا " قوارب الموت" هربا من الفقر والعوز الذي يعيشونه في بلدهم منذ سنوات دون أن يرف لأهل السلطة جفن.
"ركبوا البحر" يوم الجمعة الماضي على متن قارب يحمل 33 مواطنا من أبناء منطقة الميناء معرضين بذلك حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر لكن وكما يقولون "هم يعيشون شتى أنواع المخاطر في بلدهم" لذا قرروا الهجرة لكن عاصفة هوجاء لم تساعدهم في إكمال وجهتهم التي أرادوها نحو إيطاليا، طلبوا المساعدة القبرصية فكانت البوارج لهم بالمرصاد حيث أعادتهم الى لبنان ، وكونها لم تكن الرحلة الأولى والوحيدة حيث تم مؤخرا احباط هجرة 81 مواطناعلى متن قارب بطريقة غير شرعية حينما عمل الجيش اللبناني على إعادتهم الى شواطئ الميناء وهم اليوم تحت الحجر في فندق الكواليتي -ان، فان الحكومة القبرصية تتهم الحكومة اللبنانية لتسهيل مرور القوارب من مياهها وخلال اليومين المقبلين سيزور لبنان وفد قبرصي للبحث في الحلول الفعالة لمنع الابحار الغير شرعي.

مهاجرون يتحدثون عن رحلتهم

عماد الطرطوسي أحد المهاجرين على القارب يقول "لموقعنا":" نحن مجموعة من العائلات تربطنا علاقة صداقة قررنا الهجرة بالقارب بعدما قمنا بجمع الأموال المطلوبة، وبالفعل بدأت رحلتنا الى إيطاليا يوم الجمعة الماضي وعند حدود ليماسول ظهرت لنا باخرة فقمنا بمناداتها طلبا للعون بعد ظهور عاصفة هوجاء، فأتى الرد منها بأن لا نكمل طريقنا بل علينا التوجه الى أقرب بر، فكان المكان الأقرب عبر gpsشاطئ ليماسول، أردنا الاحتماء من الرياح الشيطانية التي طالعتنا حيث باتت الأمواج بعلو خمسة أمتار، وأثناء دخولنا طالعتنا البارجة الحربية القبرصية والطراد القبرصي الذي منعنا من الدخول، فبقينا من الساعة الخامسة مساء ولغاية الثالثة صباحاً ونحن نعاني من الأمواج الى أن تم الاتصال بزملاء لنا في فرنسا وألمانيا بهدف طلب المساعدة، وبالفعل أجروا اتصالاتهم بمنظمة الصليب الأحمر الدولية وأرسلوا اللينك الذي يظهر مكان تواجدنا في البحر، وتم انقاذنا من خلالهم ومن يتناول غير هذه الوقائع يعتبر كاذبا، كون الحكومة القبرصية لم تساعدنا بالعكس تركتنا عرضة للغرق مع أطفالنا حتى ان البارجة ضربتنا بالطراد الذي من شأنه خلق أمواج أكثر من تلك الموجودة، وحتى الساعة نقول بأننا سنعيد المحاولة وسنهاجر سيما بعدما طلب منا رئيس الجمهورية "بي الكل " الهجرة ان لم يعجبنا البلد سنهاجر وسنتعرض للخطر وقد نموت لا يهم لأننا نعيش في بلدنا كالأموات".

من جهته أبو محمود خالد قال:" اجتمعنا كأصحاب واشترينا القارب الذي سينقلنا الى ايطاليا كما كان مقرر بعدما بتنا نعيش حالة من اليأس في بلدنا، وبدأت رحلتنا بالفعل يوم الجمعة ضمن قارب مجهز بكل وسائل الحماية طبعاً كوننا نخاف على عائلاتنا".

وتابع:" في اليوم الثاني طالعتنا عاصفة هوجاء وكنا حينها قد وصلنا قبرص وخلال لجوئنا للاحتماء خرج علينا زورق قبرصي لمنعنا من الاحتماء في الجزيرة ولم يقدم لنا أي مساعدة، وبعد 16 ساعة تأمنت لنا عبارة كبيرة باعتبار أنها ستنقلنا الى لارنكا لتقديم اللجوء، وبالرغم من أننا أكدنا لهم اننا لا نريد اللجوء في قبرص كانت الاجابة بأنهم سيساعدوننا ومن كثرة التعب "غفت عيوننا" لنستيقظ ونجد أنفسنا في طريق العودة الى لبنان اعترضنا ورفعنا صوتنا الا انهم أشاروا الى أن السلطات اللبنانية تطالب بنا، وهناك تعهد بأن أي قارب غير شرعي يتم القاء القبض عليه يتم اعادته الى لبنان ، حينها بدأت الاعتراضات وعمد البعض الى رمي نفسه في البحر في حين لجأ البعض الى الانتحار من خلال شنق نفسه فتم التعامل معنا بقساوة الى أن تم تسليمنا الى نقطة الأمن العام في لبنان ونحن اليوم في الحجر الصحي في منطقة الشوف".

وعن امكانية معاودة هجرتهم مجدداً قال:" جميعنا سنعاود الهجرة سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية اذ لم يعد لدينا أي مشكلة وما من شيء لنخسره في لبنان بعدما قمنا ببيع فرشنا وما نملك من الذهب وسياراتنا، طبعاً الخروج من المياه اللبنانية ليس بالأمر السهل الا اننا حاولنا ونجحنا".