بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آب 2018 12:00ص أرقام مخيفة لضحايا الانتحار والدولة غائبة

حجم الخط
لم تجد الشابة آلاء، وهي من سكان بلدة بحنين قضاء المنية، مهرباً من وضع حد لحياتها عبر تناول كمية كبيرة من الأدوية، لتكون الضحية رقم 14، في سجل ضحايا الانتحار ومحاولة الانتحار في محافظة الشمال وعكار.
وقد سبق آلاء العديد من الفتيات اللواتي قمن برمي أنفسهن من شرفات المنازل، وفي مناطق مختلفة، البعض حالفهن الحظ بالبقاء على قيد الحياة، أما البعض الآخر فعدن إلى منازلهن جثة هامدة، واذا اختارت الفتيات «القفز من الشرفات» فإنّ انتحار الشباب يكون من خلال إطلاق النار على أنفسهم، وهذا ما حصل مع الرقيب أوّل في الجيش اللبناني م.ع في منطقة كوسبا – الكورة، حيث أشارت المعلومات الأولية الى انه أطلق النار على نفسه بسبب خلافات عائلية.
قضية الانتحار باتت ظاهرة متفشية تدق ناقوس الخطر في مجتمع يتخبّط بالكثير من الهموم، والتي ترتد سلباً على حياة الشباب والشابات والذين لم تتوفر لهم فرص العمل لتأمين العيش الكريم، ولعل المناطق الشعبية التي تشهد حالات الانتحار بكثرة خير دليل على أنّه ربما يكون للوضع الاقتصادي السيىء الدور الأساس في اللجوء للانتحار.

الأخصائية في علم النفس العيادي والمعالِجة السلوكية الدكتورة أسامة يمين قدّمت إلى «اللـواء» شروحات مفصّلة عن أسباب تفشّي هذه الظاهرة، وقالت: «في حالة الانتحار يُعتبر الموت وسيلة أو نهاية، ومَنْ يُقدِم على الانتحار فإنّه يسعى لوضع حد لوجعه وليس التفكير بالموت. أما أسباب الانتحار فكثيرة ومنها عامل الوراثة، الاكتئاب، تعاطي الكحول، أحداث مؤلمة كالوفاة والطلاق والفشل، إضافة الى الأمراض العقلية، طبعاً ويبقى للوضع الاقتصادي السائد الدور البارز في تفشي هذه الظاهرة نظراً لانعدام فرص العمل وبالتالي عدم توفر الأموال في أيادي الشباب».
أما كيفية معالجة هذه الظاهرة، فتقول الدكتورة يمين: «طبعاً للمنزل دور في غاية الأهمية لجهة ادراك الأهل لمعاناة أبنائهم، والتي تدل عليها اشارات مسبقة، كما ان المطلوب من المدرسة تأمين الأجواء السليمة للأطفال وللمراهق، وعرض برامج توعية عن العنف والموت، وأخيراً الدولة المعنية بتأمين الاستقرار السياسي والأمني من جهة، وفرص العمل ومجالات التطور من جهة ثانية وبهذه الطريقة نضمن المستقبل الأفضل لشبابنا وشاباتنا».
{ في بلد يجد شبابه «خشبة الخلاص» إما في الهجرة أو في الانتحار، يرى السياسيون أن نصيبهم من الحقائب الوزارية هو أول الهموم التي يجتمعون لأجلها ويتناكفون في سبيلها ما يظهر الهوة الكبيرة بين من يجمعهم الوطن الواحد وتفرقهم المصالح الشخصية، فكيف السبيل الى وطن آمن ينعم بالاستقرار على كافة الصعد؟؟؟ 
سؤال سيبقى برسم المسؤولين الذين لم يعوا حتى الساعة حقيقة الواقع المرير الذي تتخبط به الغالبية العظمى من أبناء الشعب اللبناني!!