د.عيتاني
لتسليط الضوء على هذا الموضوع التقت «اللواء»المعالجة النفسية ومدربة تطوير الذات د.ديالا عيتاني،فكان الحوار الآتي:
{ كيف تعرفين لنا ازمة منتصف العمر؟
- أزمة منتصف العمر أو ما يسمى بالعامية «بجهلة الاربعين» أو المراهقة الثانية هي مرحلة يمر بها بعض الرجال ما بين عمر 35 الى 50 عاما», وما يترافق ذلك من تغييرات هرمونية وبيولوجية واجتماعية ونفسية كبيرة قد تنتج عنها قرارات وتصرفات تؤثر على حياة الرجال عامة والحياة العائلية بشكل خاص.
حيث يمكن القول أن الرجل يقف في هذه المرحلة في نقطة وسط بين الماضي والمستقبل، فيفكر في جميع قراراته التي اتخذها قبل هذه المرحلة وبكل ما يمكن أن يفعله في المرحلة القادمة، وقد تكون تسمية المراهقة الثانية بالغة الدقة ،لأن الرجال يقومون ببعض التصرفات أثناء أزمة منتصف العمر تشبه كثيرا تصرفات المراهقين.
إذ يكون هناك مجموعة من المشاعر التي تنتاب الرجل عند الدخول في أزمة منتصف العمر، يظهر على شكل تبدل كبير في الشخصية والسلوك.
أما أزمة منتصف العمر للنساء،فهي مرحلة تمر بها النساء ما بين عمر 45 الى 55 عاما»،حيث يترافق ذلك مع تغييرات هرمونية وبيولوجية واجتماعية ونفسية كبيرة قد تنتج عنها قرارات وتصرفات تؤثر على حياة االنساء.
وغالبا هذه المرحلة تكون صعبة لدى النساء بسبب التغييرات الكبيرة بالهرمونات وتأثيرها على الشكل الخارجي،بالاضافة الى عدم انتظام ساعات النوم والأرق، وكذلك التغييرات المزاجية الاكتئاب والتعصيب والتوتر وعدم الرضى ،بالاضافة الى التغييرات البيولوجية وأبرزها مخاوف من تقدم العمر ومرحلة الـMenopause او انقطاع الدورة الشهرية.
باختصار،هناك مجموعة من المشاعر التي تنتاب النساء عند الدخول في أزمة منتصف العمر، تظهر على شكل تبدل كبير في الشخصية والسلوك ومخاوف من نظرة المجتمع».
{ ما مدى حقيقتها؟
- البعض قد ينفي وجود أزمة منتصف العمر أو المراهقة الثانية عند الرجال، كما اعتبرها البعض مرحلة انتقالية حرجة تشمل تغيراً عاطفياً مفاجئاً يظهر في السلوك والتغييرات في المظهر الخارجي للرجل وارجاع لمرحلة الشباب.
في المقابل، البعض قد ينفي أيضا وجود أزمة منتصف العمر أو المراهقة الثانية عند النساء، كما اعتبرها البعض مرحلة انتقالية حرجة تشمل تغيراً عاطفياً مفاجئاً يظهر في السلوك والتغييرات في المظهر الخارجي للنساء وارجاع مرحلة الشباب.»
{ هل هي متشابهة لدى النساء والرجال؟
- يصاب بعض الرجال والنساء بأزمة منتصف العمر، لكنَّ تأثيرها يكون أكبر على سلوك الرجال وقراراتهم، حيث تعتبر هذه المرحلة مفصلية في حياة الرجل، وهي تترافق مع أعراض كثيرة مثل الكآبة الملل، وعدم الرضى عن الحياة ..... الخ.
إلَّا أن التعامل مع أزمة منتصف العمر يختلف من رجلٍ لآخر بقدر وعي الرجل للتبدلات التي تطرأ على جسده ونفسيته.
لكن الأمر يختلف أكثر عند النساء لارتباطه بتطورات بيولوجية أبرزها انقطاع الطمث (الدورة الشهرية)، كما أن تعبير النساء عن هذه المرحلة يختلف عن تعبير الرجال».
{ هل تختلف اعراضها ما بين المراة والرجل؟
- تعبير النساء عن هذه المرحلة يختلف عن تعبير الرجال عنها،حيث يكون جلّ اهتمام الرجل إظهار مظهر الشباب والانتفاض على الواقع الذي يمر به.
الا أن الأمر يختلف عند النساء لارتباطه أكثر بالتطورات البيولوجية ».
{ كيف يجب ان نتعامل مع هذه المرحلة؟
- في الواقع تعاني العائلة كلُّها من هذه المرحلة، فالزوجة مضطرة للتعامل مع زوجها الذي يعيش مراهقةً ثانية ،وهي لا بد أن تتفهم المرحلة النفسية والهورمونية التي يمر بها الشريك ،لتعالج الامور بذكاء ووعي كبير. كما عليها الانتباه لنمط حياتها المتبع ،فيجب أن تركزعلى الرياضة والاكل الصحي واكتساب الثقة بالنفس والابتعاد عن الافكار السلبية التي تؤثر على صحتها النفسية والجسدية ، وبالتالي عليها عدم التركيز على ما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي .»
{ ما ابرز النصائح كي نتخطى أزمة منتصف العمر باقل اضرار ممكنة؟
- النصيحة تكون بتفهم العائلة والزوجة للمرحلة التي يمر بها الرجل والتغييرات التي تطرأ على نفسيته ومظهره الخارجي ،ومشاركته هواجسه وتدارك المشاكل الزوجية والشك .
أيضا،يجب أن يتفهم الزوج أعراض ومخاطر هذه المرحلة، لكي يساعد زوجته بدوره في التغلب عليها، لأن انقطاع الطمث في هذه المرحلة العمرية يتسبب في خلل بالهرمونات وشعور بأنها قد تفقد أنوثتها، ولذلك لابد أن يحتويها الزوج ويزيد من ثقتها بالنفس وتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها».