بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 حزيران 2018 12:02ص أسواق طرابلس تزهو بأبهى زينتها بانتظار الزوّار

حجم الخط
استعادت أسواق مدينة طرابلس الداخلية رونقها، لا سيما منها السوق العريض «الكندرجية»، بعدما قام عناصر من الجيش اللبناني بإزالة البسطات المنتشرة على طول السوق مع بداية شهر رمضان المبارك، بهدف إشاعة التنظيم والحفاظ على أمن السوق، والذي كان له مع الحوادث الأمنية صولات وجولات في السنوات الماضية، ومع بداية الاستعدادات لعيد الفطر السعيد، لكن هذه السنة كانت المبادرة الأهم من الجيش اللبناني، التي نزلت كالصاعقة على أصحاب البسطات، الذين اعتبروا في هذه الخطوة ظلماً وإجحافاً بحقهم، وهم الذين طالبوا مراراً وتكراراً بإيجاد البديل لهم، وخلال الفترة التي سبقت شهر رمضان المبارك عقدوا الاجتماعات المكثفة مع رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين والرئيس نجيب ميقاتي، وأتت الوعود بأنّ أحداً لن يطالهم، بيد ان الحقيقة أتت بعكس كل التوقعات، وإنْ كان أصحاب البسطات يعانون اليوم الأمرّين ويسعون على أكثر من صعيد بغية ايجاد الحلول لهم، فإن التجار داخل الأسواق عبّروا عن ارتياحهم للأوضاع بعدما باتت الأسواق خالية من كل ما يمكن أن يعكر صفو الزائرين الذين عادوا ليقصدونها بقوة ليلاً، ما يمكن أن يبشر بحركة تجارية مهمة لطالما انتظرها التاجر بهدف تصريف البضائع في موسم الأعياد وهو ما حرم منه طيلة السنوات السابقة.

إذاً، أسواق طرابلس تزهو بأبهى زينتها، بانتظار الزبائن الذين من المتوقع أن يقصدونها من كل الأقضية كما يشير التجار فهل تصدق التوقعات؟
الحريري
{ رئيس جمعية تجّار لبنان الشمالي أسعد الحريري قال: «بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس ميقاتي من ترميم للأسواق، علينا اليوم أن نضيء شمعة لكل ما هو ايجابي، وأن نبتعد عن سياسة «النق» التي امتهناها عبر السنوات الماضية، اليوم عاد الرونق للسوق العريض، وعليه فإننا ندعو الجميع سواء من داخل لبنان أو خارجه لزيارة هذه المدينة وأسواقها، علينا اعادة النبض لشمالنا العزيز».
وعن موضوع البسطات قال: «هو موضوع في غاية الحساسية، وتمت معالجته من قبل المعنيين، وعلى الدولة اتخاذ القرارات بحق التجار كإعفائهم من ضريبة الدخل كي يتسنى لهم الاستمرار، ومن هنا نلاحظ عودة الكثير من الزبائن للسوق، ما يعني أن ازالة البسطات كان لها أبعد الأثر الايجابي، وهنا لا بد لنا من التوجه بالشكر لقيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا على الجهود الجبارة التي بذلوها في سبيل ازالة البسطات.
ونعمل مع كل الجمعيات والنقباء في سبيل الخير لمدينتنا، وندعو الجميع لزيارة أسواق طرابلس التي تعد أهم مدينة بعد القاهرة، ونناشد الدولة ضرورة حفاظها على هذا الايقاع والذي يصب في مصلحتنا ومصلحة الجميع».
التجّار مرتاحون للوضع
{ سمير الحمصي (صاحب محل في السوق) قال: «مع ازالة البسطات الأوضاع تحسّنت بنسبة كبيرة جداً، بيد اننا نتمنى على المعنيين تأمين البديل لأصحاب البسطات، اذ لا يجوز رميهم في الشارع، ونعود للسوق لنؤكد أن المجالات باتت واسعة وبإمكانه استقبال آلاف الزبائن يومياً، ونحن نريد أن يعود للأسواق الداخلية رونقها وعزها، حيث كانت من أهم الأسواق شمالاً، لكن بسبب الأوضاع الأمنية المتردية وما أعقبها من اهمال «فاحش» فإن زبائننا هجروا السوق واتجهوا نحو أماكن أخرى، اليوم مع التنظيمات التي طرأت وزينة العيد فإن السوق تحول الى مركز تجاري مهم، نتمنّى على الجميع زيارته خلال فترة الأعياد وبعدها، وبالتأكيد فإننا نأمل خيراً في الأيام المقبلة».
وأصحاب البسطات يطالبون بالبديل
{ نزيه السراج (من أصحاب البسطات) أشار الى أن «الخطوة ايجابية بالنسبة للسوق «العريض» أو «الكندرجية»، بيد اننا نستنكرها في شهر رمضان المبارك، بالطبع لدينا الكثير من الالتزامات، وبسبب ازالتنا من السوق فإننا لم نتمكن من بيع بضائعنا، كنا وما زلنا نحن أصحاب 12 بسطة في السوق نطالب بالبديل، بيد اننا لم نجد آذانا صاغية في الوقت الراهن، وما علينا سوى الانتظار لمعرفة ان كان سيكون هناك نظرة ايجابية لقضيتنا».
ورداً على سؤال قال: «نحن لا نعرف شيئاً عن أصحاب المحلات، وإن كانوا يريدون وجودنا في السوق أو يرفضونه، بيد اننا نناشد الضمائر الحية كوننا مواطنين لبنانيين، ويحق لنا أن نسأل كيف تقطعون أرزاقنا من دون تأمين البديل؟؟؟ كيف تسمحون للغرباء العمل بينما تقفون في وجه رزقتنا وتحرموننا من نأمين لقمة العيش لعائلاتنا؟؟؟».
{ أما باسم السراج (مسؤول لجنة بسطات السوق العريض) فقال: «هناك فقط 12 بسطة في السوق، ولطالما سمعنا بأن هناك اتفاقا قائما بين رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين والرئيس نجيب ميقاتي بأن يتم تأمين البديل لنا قبل اخراجنا من السوق، لكن ما حصل هو عكس ذلك حينما تم تنفيذ حكم الاعدام بنا في أول أيام شهر رمضان المبارك، وقمنا بالمساعي مع الرئيس ميقاتي الذي رفض استقبالنا تماماً كما فعل رئيس بلدية طرابلس.
اليوم أنا أقف إلى جانب الطريق، بيد انه ما من حركة بيع وشراء، وعادة في هذا الموسم كنا نصرف كميات كبيرة من البضائع، برأي حتى التجار أصحاب المحلات وبالرغم من العشرة التي تربطنا بهم الا انهم يرفضون وجودنا ويقفون في وجه عودتنا الى السوق».