حادثة صادمة ضجت بها مؤخرا كافة وسائل الإعلام.بالإضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي،قضت بإقفال مؤقت لحضانة للأطفال BN في منطقة بشامون، حيث عمد طفل في عمر السنة و3 أشهر إلى إيذاء الطفل م.د.البالغ من العمر 11 شهرا.
وإثر التحقيق الأولي مع صاحبة دار الحضانة تبين أن الأطفال «كانوا قد تُركوا بلا أي رقابة من الحاضنات لمدة وجيزة، وقعت خلالها هذه الحادثة».
لكن يبقى السؤال :ما الأسباب التي تدفع طفلا بهذا العمر إلى إيذاء طفل آخر؟
د.بلوط
لمعرفة الجواب التقت «اللواء» الدكتورة في علم النفس والأستاذة الجامعية سيلفا بلوط، للوقوف على أبرز هذه الأسباب وسبل العلاج؟
{ بداية، كيف تقيمين الحادثة التي جرت مؤخرا في حضانة الأطفال في بشامون؟
- بداية، يجب التأكيد على ضرورة معالجة وضع الطفل الذي تسبب بالأذى ومحاسبة المسؤولين عن الحضانة .
كما يجب أن نتو ّجه إلى والدي الطفل المعتدي لنحاسبهم بدورهم على إهمالهم. أما فيما يخص الطفل المعتدى عليه، فإن وضعه الجسدي أو النفسي هو الذي يحدد كيفية التدخل لمعالجته.
وهنا إسمحي لي أن أشير.إلى أن الطفل العنيف يبقى دوما ضحية الجّو الأسري.»
{ ماذا يجب أن نفعل عندما يختبر الطفل سلوكا عنيف؟
- عندما يختبر الطفل سلوكاً عنيفاً، يجب البحث في طبيعة الجّو الأسري حيث يعيش، وإيجاد الحل لمعالجته. لأن الطفل العدواني، بشكل عام، يعتبرضحية اضطراب علاقة والديه».
{ ما الفرق بين العدوانية والعنف؟
- تظهر العدوانية، على المستوى النفسي، كأداة دفاعية ضد الشعور بالعجز والخوف.
وهي توجد في الطبيعة البشرية، وتهدف إلى الحفاظ على الحياة.
أما العنف، فهو فعل إخضاع شخص ما بالقوة أو بالخوف.
بمعنى آخر، العنف هو عارض يترجم وجود العدوانية.»
{ في أي مرحلة عمرية تظهر العدوانية عند الطفل؟
- تظهر العدوانية بين عمر السنة والنصف و الثلاث سنوات، لأن الطفل لا يستطيع التحكّم بنفسه أو بمسار النمو النفسي له.فيعبر كلاميا عن انفعاله. فيجد نفسه عاجزا عن إيصال ما يريد إيصاله إلى الآخر .أيضاً في هذه المرحلة العمرية، يظهر لديه، ميل إلى الشجار. فنراه يتشاجر مع الآخرين للحصول على ما يريده و يرغب فيه.
على سبيل المثال، إذ رأى لعبة بين يدي طفل استحوذ عليها.
لذلك،تعد الصراعات على الملكية أو التملك من أولى التجارب التي يختبرها الطفل. وقد يتشاجر الطفل ليلفت انتباه الآخرين واهتمامهم. تجدر الإشارة، ألى أنه في سن الثلاث سنوات، يتطور الكلام أكثر عند الطفل، وتبدأ العدوانية بالتراجع لأنه يبدأ باكتساب المهارات الإجتماعية،سماع الآخر، إنتظار دوره...وخصوصاً مع دخوله المدرسة.»
{ ما هي أسباب ظهور العدوانية عند الطفل؟
- الأسباب متعددة، نذكر منها: تقليد سلوك أحد الوالدين، جذب الإنتباه والإهتمام، العيش في أسرة مضطربة الأمر الذي يجعله يظن أن السلوك العنيف هو ردة فعل طبيعية، قلق من وصول أخت أو أخ منافس له أو من انفصال،فشل محاولته التكيف مع وضعية عقاب.كِدر،إنتقام ...»
{ كيف يمكن ملاحظة السلوك العدواني عند الطفل؟
- يمكن ملاحظته من خلال لجوئه إلى الضرب، العضّ، رمي الأشياء وتحطيمها، الصراخ، الكذب و التلفّظ بكلمات نابية.الصراخ......»
{ ماذا عن سبل التد ّخل؟
- كما ذكرت، يظهر الكثير من الأطفال سلوكيات عدوانية تتطلب الكثير من الإنتباه والإهتمام من قبل الآباء والمربّين لمساعدتهم على ضبط النفس.
ومما لاشك فيه، أنه يلزمهم الكثير من الصبر لتعليم هؤلاء الأطفال على التمييز بين السلوكيات المقبولة والسلوكيات المرفوضة.
لذلك، يجب عليهم التحلي بالصبر وتنبيه الطفل بأن سلوكه العدواني غير محبّب ومساعدته على السلوكيات المرفوضة بالهدوء والإبتعاد عن العقاب، والسماح له بالتعبير عمّا يريده و يرغب به، واللعب معه...».