بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 حزيران 2018 12:00ص الجدل حول إنشاء مسلخ لطرابلس يتواصل..

نهرا: توقيفه سيؤدي إلى ذبح عشوائي لكن سنتصدّى له

حجم الخط

قمر الدين: إقفاله تمَّ بناءً لتقارير قديمة خالية من الإصلاحات

يتساءل أبناء مدينة طرابلس، ومَنْ لهم الأحقية في الحصول على الخدمات أقلّه الحياتية منها، كيف يمكن للدولة أنْ تتغاضى عن بناء «مسلخ حضاري» للمدينة، وعدت به منذ سنوات طويلة، وتعاقبت على هذه الوعود والقرارات حكومات متعدّدة ورؤساء بلديات، والكل لم ينجح حتى الساعة في تحقيق الوعد، فقط هي إصلاحات وتحسينات من هنا وهناك، تطال المسلخ الحالي، الذي يعاني أوضاعاً مزرية بحسب روايات التجّار والعاملين فيه، كون الادارة المسؤولة عنه، أي اتحاد بلديات الفيحاء، ترفض دخول أيٍّ كان خوفاً من التصوير وتناقل المشاهد الحقيقية للمسلخ.
في المقابل، بات معروفاً أنّ لوزارة الصحة تقليداً سنوياً لجهة اتخاذ القرار بإقفال مسلخ طرابلس بالشمع الأحمر لعدم مراعاته الشروط الصحية والفنية، وسنوياً يصطدم التجّار وأصحاب محلات الجزارة بمعضلة تأمين البديل عن المسلخ الحالي!! فكيف تتم معالجة الأمور وبلدية طرابلس ترى أنّ المسلخ الحالي، وبعد إدخال التحسينات عليه يبقى أفضل بكثير من المسالخ الخاصة، أو حتى اللجوء للذبح على الطرقات، في حين يشير محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا إلى أنّه لجأ إلى تنفيذ قرار وزارة الصحة وليس هو من أصدر القرار، أما أصحاب محلات الجزارة فيتساءلون عن دور نقابة تجار اللحوم، التي تتقاضى الأموال منهم دون أن يكون لها أي مسعى في سبيل تأمين مسلخ حضاري متطوّر يليق بمدينة طرابلس؟؟؟. 

سنوياً وخلال شهر رمضان المبارك تلجأ وزارة الصحة الى اتخاذ قرارات بحق مسلخ طرابلس دون أن يكون للجهة المعنية أي واجب في تأمين البديل فهل يبدو الأمر مقصوداً؟؟؟ سؤال برسم المسؤولين.
المحافظ نهرا
*المحافظ نهرا قال: «إقفال المسلخ أتى بقرار صادر عن وزير الصحة غسان حاصباني، وقد توجّه إلينا بكتاب جديد من أجل إقفال المسلخ، الذي لا يتوافق مع أدنى الشروط الصحية، وطالبنا بعدم فتحه إلا من خلال إذن مسبق من وزارة الصحة. نحن بالطبع نتفهّم ما يُثار حول رفض إقفال المسلخ، الذي يُعد ضرورة في ظل انعدام البديل، وإقفاله سيؤدي الى ذبح عشوائي، وهذا ما لن نسمح به، وسنتصدّى له، وهناك أماكن بديلة لا تسد الحاجة لكن موجودة، لذلك أود أن أشير الى اننا قمنا بتوقيع دفتر شروط لإجراء التحسينات اللازمة على المسلخ، وبهذا الصدد نطلب من اتحاد البلديات الاسراع في اجراء المناقصة واجراء التعديلات على المسلخ كي يتوافق والشروط المطلوبة».
وتابع: «أنا أنفذ قرارات وزير الصحة لأنّنا نخشى من أي حالات مرضية، وحينها نصبح المسؤولين بالدرجة الأولى، كما إنّنا نحذّر أصحاب محلات الجزارة من استغلال هذه الحالة، بهدف زيادة الأسعار او اللجوء الى الذبح العشوائي، لأنني سأكون لهم بالمرصاد والعقوبات ستصدر قاسية بحقهم، ونحن نعلم بأن القضية صعبة في شهر رمضان المبارك، لكن علينا التعاون مع رئيس اتحاد البلديات من أجل الاسراع بايجاد الحلول بالتعاون مع وزارة الصحة».
المهندس قمر الدين
*من جهته، قال رئيس بلدية طرابلس رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين: «قرار إغلاق المسلخ متسرّع جداً، وبرأيي ليس صحيحاً أنّ وضع المسلخ مزرٍ كما يقولون، بل إنّ الذبح ضمنه يبقى أسهل نظراً إلى وجود الطبيب البيطري، الذي يشرف على كل اللحوم، وأعتقد بأنّ القرار الصادر من وزارة الصحة مبني على تقرير قديم جداً، واليوم أُدخِلَتْ التحسينات على المسلخ بناء للبنود التي وضعتها الدائرة الصحية في محافظة الشمال، ونحن سنتابع الموضوع مع محافظ الشمال للإبقاء على المسلخ خلال شهر رمضان المبارك والذي يفي بالغرض، وأنا أستغرب السرعة في القرار سيما أننا خلال الشهر المقبل سيكون لنا فض العقود في ما خص إنشاء المسلخ الجديد ضمن مجلس الإنماء والاعمار، فلا نعرف حقيقة سبب هذا التسرّع في أخذ القرارات سيما خلال شهر رمضان المبارك.. ونتمنّى على وزارة الصحة الرجوع عن قرارها سيما واننا أعددنا كتاباً بكل الاصلاحات التي أجريناها» .
صاحب محل جزارة
*جمال عثمان صاحب محل جزارة قال: «في الأساس نحن لا نهتم لهذا المسلخ المزري، والذي لا يسمح لنا بتأمين النظافة التي ننشد، وهناك مسالخ خاصة تابعة للمزارع، وهي أنظف بكثير، ونحن نستغرب كيف أنّ كل هذه السنوات مرّت والوعود تُطلق بإنشاء مسلخ جديد ولم نر شيئاً حتى الآن، حتى أنّ نقابتنا تتقاضى منّا الأموال الطائلة، ومع ذلك لا تسعى الى تأمين النظافة للمسلخ أو حتى محاولة تحسينه وتطويره، والكل يعلم بأنّ المسلخ يحتاج إما للتطوير أو للإقفال، ولكن أحداً لم يسع الى تأمين البدائل».