بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2021 02:45م «الجزيرة العائمة» في الميناء حلم يضيع كما كل الأحلام

انجاز كبير يتم تقطيعه من قبل تجار الخرضة في ظل أزمات تعمي الأبصار

حجم الخط

هي في الواقع انجاز كبير، لكن في الحقيقة يضيع كما ضاع الكثير من انجازات أبناء هذا الوطن والذي وصل اليوم بفعل التقهقر الحاصل الى شفير الهاوية لينهار كل ما فيه من حياة فماذا بعد؟؟؟

انها الجزيرة العائمة والتي أسس هندستها المتطورة الدكتور عبد الله ضو مخترع أول جزيرة عائمة في تاريخ الانسان ، انجاز للبنان كرد على ألف سنة من التقهقر الوطني كما يقول الدكتور ضو ، جزيرة تم اكتمالها بنسبة 70% بمؤازرة شرفاء من لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية ، ومكانها ميناء مدينة طرابلس بمعنى أن مردودها السياحي المهم سيكون ايجابياً على صعيد المدينة والتي تفتقر للكثير من الأماكن السياحية، والذي يجري اليوم هو تقطيع لعمارة الجزيرة بموجب حكم قضائي مبني على تزوير المدعي وليد البدوي والذي يملك الورشة حيث موقعها، واليوم يجري تقطيعها من قبل تجار الخرضة وبحماية عصابات عاثت على مر سنوات فساداً بكل معالم المدينة المهمة.

فماذا يقول الدكتور عبدالله ضو لجريدة "اللواء" في هذا الخصوص؟؟؟

بداية وحول أهمية الجزيرة وانعكاساتها الإيجابية على لبنان عامة وطرابلس خاصة يقول الدكتور ضو:" ثلاثة أوجه لأهمية الجزيرة العائمة:

1. صناعياً: تولّد مداخيل بالعملة الصعبة للإقتصاد اللبناني بمئات ملايين الدولارات سنوياً وتخلق فرص عمل لما يزيد عن عشرة آلاف مهندس وتقني.

2. سياحياً: تشكل موقع جذب للسياحة لإرتياد هذا الإختراع الفريد عالمياً، وبالتالي لعموم مرافق السياحة اللبنانية، كما تولّد فرص عمل لآلاف الشباب اللبناني في قطاع السياحة.

3. حضارياً: هي إنجاز حضاري لا سابقة له في تاريخ البشرية، تقارب أهمية إختراع الطائرة وإختراع السكك الحديدية. هي إضافة حضارية لبنانية-عربية الى مدنية العالم.

وما يُصيب لبنان من هذه الأهمية يصيب طرابلس الفيحا"..

وعن تاريخ بنائها يقول :"دراسات التصميم الهندسي البحري والحصول على موافقة هيئة الملاحة البحرية الدولية على التصاميم واستيراد المواد وتصنيعها وتركيبها لبناء العمارة استغرقت السنوات منذ 2004 ولغاية 2016 ، أما تقطيعها اليوم وكما وصفه أحد كبار أساتذة الهندسة في الجامعات اللبنانية: إن هذه الجريمة الفظيعة لا يشابهها في التاريخ سوى إغتيال فيثاغوراس وحرق مكتبة الإسكندرية وحرق مكتبة بغداد وإعدام لافوازييه في فرنسا. إنها جريمة يَنْدى لها جبين أُمَّةٍ بِرُمَّتِها بالخجل."

لماذا تقطيعها: لأن وليد البدوي بصفته رئيس شركة حصل من محكمة التنفيذ على حكم مبني على تزوير في آذار 2020، استصدرنا حكماً من محكمة البداية لوقف تنفيذ هذا الحكم بسبب ثبوت واقعة التزوير في مطلع نيسان 2020، لنتفاجأ صباح السبت 17/ تموز-يوليو/2021 بحشد هائل من عصابات المسلحين والمعدات الثقيلة والعمال ينهشون هيكلها الحديدي مثل النمل في قالب العسل، لنتفاجأ أيضاً أن وليد البدوي استحصل من القاضي ذاته الذي أصدر حكم البيع بالمزاد العلني مبني على تزوير المدعي، ليعود ويصدر قراراً يقرر فيه نقل الحراسة القضائية الى شخصٍ آخر ويسمح له بنقل المحجوز (الجزيرة العائمة) الى موقع آخر دون تحديده، متجاهلاً أن المحجوز هو منشأة صناعية سياحية متكاملة، يستحيل نقلها دون دفعها بمحركاتها في البحرأو تقطيعها وبذلك تفقد هويتها وقيمتها الإقتصادية والعلمية والعملانية وتتحوّل الى حديد سكراب، تماماً كما تقطّع طائرة جامبو لنقلها من مطار الى مطار آخر.

وعن الجهة التي تقف وراء ذلك يقول:".يفيد المطلعون أن وليد البدوي تعاقد مع شركة تركية لإنشاء حوض جاف لصيانة وبناء السفن على أرض ورشته التي يقوم عليها مبنى الجزيرة العائمة. مساء السبت 17/تموز. وهو أول يوم من أيام التشليخ والتقطيع عرض محامينا الأستاذ نشأت فتّال على وليد البدوي، أنه بدلاً من تدمير هذا الصَّرْح العلمي الحضاري والإقتصادي العملاق لماذا لا تتشاركون أنت والأتراك مع الدكتور عبدالله ضو وتكملوا سوية بناء الجزيرة العائمة وتحققوا أرباحاً طائلة بدلاً من إرتكاب هذه الجريمة الموصوفة؟ أجاب وليد البدوي: "إذا الكلام جدي أنا موافق". عندها اتصل بي محامينا وأبلغني بإقتراحه وموافقة وليد، فوافقت فوراً دون شروط وفوضته بالمتابعة مع وليد. حاول محامينا بعدها الإتصال بوليد لإبلاغه موافقتي، فلم يعد وليد البدوي يرد على مكالمات الأستاذ نشأت فتّال. عندها اتصل الأستاذ نشأت بمحامي البدوي فراس شريتح يفيده بما جرى مع وليد وموافقته على المشاركة ثم عدم رده على التلفون، فأبدى شريتح موافقته على إقتراح المشاركة وأكّد للأستاذ نشأت بأنه ذاهب فوراً الى بيت وليد البدوي لمتابعة الموضوع. هنا طلب منه الأستاذ نشأت أن يوقف تمزيق المشروع فأجاب شريتح: "هذا الموضوع مش بإيدي وأنا ما عمبتدخّل فيه". بعد ذلك حاول الأستاذ نشأت فتّال معاودة الإتصال بالبدوي وشريتح فامتنعا كليهما عن إجابة إتصالاته وتابعوا التقطيع. وكان يوم السبت يليه الأحد عِطل رسمية، والإثنين يوم عمل تليه عطلة عيد الاضحى حتى يوم الجمعة.

تقدم المحاميان نشأت فتال وهشام صيّادي يوم الاثنين ٢٠٢١/٧/١٩ بإعتراض على قرار نقل الحراسة ونقل المحجوز لأخطاء قانونية تشوب القرار، وحيث أن القاضي لم يكن مداوماً إتصل به المحامي صيادي وطلب منه أن يلغي قراره لما يشوبه من ثغرات قانونية ، فابدى استعداداً ولياقة فائقة لمعالجة المسألة وطلب ان يُرسل الملف اليه حيث هو ، فأُرسل اليه، فأبلغ الأستاذ صيّادي أنه دَوَّنَ قراراً بالطلب من الخصم الرد على الاعتراض على أن يُبلّغ الإعتراض للبدوي بعد العطلة اي يوم الجمعة ويمهله ٢٤ ساعة للرد، وبذلك تيسّر للبدوي ومن معه الوقت الكافي لتمزيق اختراع الجزيرة العائمة بكامله قبل أن يتبلّغ اعتراض المتضرر ...!!!!!! وهكذا تحوّل جهد ٣٩ سنة منذ بدء البحث العلمي سنة ١٩٨٢ حتى تحويل الاختراع الى اشلاء حديد خرضة في مدّة ٦ ستّة أيام باحتيال وتزوير على القانون. هذا ما حصل في طرابلس الفيحاء، ومن المؤكد أن هذا الحدث سيدخل التاريخ مثل الأحداث المشابهة من جرائم الجهل ضد المعرفة.

أما المتداول في طرابلس هو أنَّ مشروع الجزيرة العائمة يخص المملكة العربية السعودية وأنّ وليد البدوي تشارك مؤخراً مع الأتراك ليستثمروا ورشته ببناء حوض جاف لبناء السفن، وقد وافق وليد البدوي ومحاميه شريتح على اقتراح المحامي نشأت فتّال بأن يتشارك البدوي مع الاتراك من جهة مع عبدالله ضو بما يمثّل لإكمال بناء الجزيرة العائمة، لكن البدوي ومحاميه امتنعا بعد موافقتهم عن الإجابة على إتصالات المحامي فتّال وأوغلا بتمزيق عمارة الجزيرة العائمة بوحشية وهمجية وبربرية لم يشهد لها العرب مثيلاً إلا في مذبحة العوالي في المدينة المنورة التي ارتكبتها الفرقة الثانية عشرة من الجيش التركي في مطلع القرن العشرين بقيادة الجنرال فخري باشا وهو ذاته الذي قاد مجازر الأرمن قبل مجزرة العوالي. أما في طرابلس في مجزرة الجزيرة العائمة فالظاهر للعيان لبنانيون باعوا كل شيء ........

وحول من يتحمل المسؤولية في طرابلس قال:"قانونياً: وليد البدوي والقضاء اللبناني

أدبياً : نقابة محامين الشمال، نقابة مهندسين الشمال وكل زعماء السياسة في الشمال دون استثناء.

أخلاقياً أمام التاريخ: الدولة اللبنانية وكل من اطّلع وسكت عن الجريمة من الرؤساء والوزراء والنواب وأخص بالذكر نواب عاليه والشوف والمتن، وهذه جريمة بالإمتناع بوصف القانون. ومعظمهم على اطلاع تاريخي طويل على مأساة إختراع الجزيرة العائمة منذ ظهوره في لبنان سنة ١٩٩٧ ولتاريخه، وجميعهم مشاركون في جهود قتل إختراع الجزيرة العائمة لأسباب لم تعد خافية على أحد،

أما تقصيرنا نحن فهو تقصير بالتمويل، ولقد توصلنا لتوافق وإتفاقيات تمويل مع عديدين من أصل ٥٤ جهة دولية قاربتنا لتمويلنا في لبنان وجميعها تتعرض في آخر لحظة للدس والتخريب من الفاسدين في لبنان من نواب ووزراء ورؤساء بنوك وغيرهم . وكثيرون منهم يشربون من بئر المملكة العربية السعودية ويرمون فيه الحجر. ولهذا توثيق لا تتسع له هذه العجالة".

وما اذا كان بالامكان تدارك الأمر قال:" مصانعنا ومستودعاتنا في قبرشمون والبلمند وجونيه تزدحم بالمواد والمعدات اللازمةً بملايين الدولارات، لإكمال بناء الجزيرة العائمة، وهي مخزّنة بصناديقها. فريق العمل المدرّب وهم ٤٣٠ مهندساً وتقنياً على أهبة الاستعداد لمتابعة العمل عند وجود التمويل، وهذا سيحصل، ثمّ؛ لو لم تسيطر الحكمة والتعقُّل لتحوّلت عملية تمزيق وتشليخ الجزيرة العائمة في طرابلس الى مذبحة دموية وأعاننا الله ثانية على حجب الدم. ولكن القانون آخذٌ بمجراه ولن نسمح بأن تتمادى عصابات الاجرام بقتل الامل ومستقبل أبنائنا، سيحاسب بالقانون كل من شارك وتعاون في تنفيذ هذه الجريمة.

لن تتوقف صناعة الجزيرة العائمة في لبنان بل ستتوقف حُمّى الفساد وسيقضى على الفاسدين."

وختم الدكتور ضو " المرحلة العصيبة ؟!؟" ليش هل هناك مرحلة غيرعصيبة في لبنان. لولا حُبّ الوطن كانت بلاد النحس خراب.أتوجه شخصياً أنا المواطن اللبناني، المخترع، عبدالله ضو، إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أعزّه الله: يا صاحب السمو الملكيّ، لا تترك لبنان فريسة للبسطار العثماني وجهلة اللبنانيين والعرب ذوي النفوس الرخيصة.

اللبنانيون البسطاء في احوالهم والعظماء في نفوسهم يحبّونك ويرون في سموّك بارقة أمل لنقل المملكة العربية السعودية يواكبها العرب الأصحاء الى الحداثة ومعرفة القرن الواحد والعشرين التي يعيقها جميعاً في لبنان الفساد المتحكم بالبلاد والعباد.

(ص) عن الرسول الأعظم

"يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة فما يفضل احدهما عن الآخر، وما جلس عالم في طلب العلم إلا وملاكٌ عن يمينه وملاكٌ عن يساره يبشرانه بالجنّه، ورُبَّ غدوةٍ في طلب العلم أحَبُّ عند الله من ماءة غزوة."