عشية الذكرى السنوية الأولى لضيف الكوكب الثقيل، كوفيد - 19، يعد العالم أيام الفيروس الأخيرة، كما أيام 2020، بعد آخر أنباء العلم التي أكدت الحصول على لقاح يمهّد لأقلمة «كورونا» مع باقي فيروسات العالم.
ولكن، الانقسام حول مصداقية اللقاح ونيّته تنتشر بين الناس كالنار بالهشيم، فهناك المتلهف لأخذ الجرعات المطلوبة للعودة لحياته الطبيعية، وهناك من يرفض تصديق لقاح مدعوم من «قادة العالم» بسياسييه واقتصادييه وحكامه.
وجهة نظر الرافضين، أو من يسميهم البعض «أتباع نظرية المؤامرة» تقوم على تساؤلات عديدة، وتبدو تساؤلاتهم مشروعة، وما على العلم إلا أن يرد بالأدلة على كل ما يشاع.
هؤلاء الرافضون يعتبرون أن اللقاح «سياسي اقتصادي»، فلماذا يُحدّثنا المهندس بيل غايتس عن الفيروس؟ ولماذا يشرح لنا ضباط أميركا كيفية استعمال الـrapid test؟ لماذا يتزامن فيروس كورونا مع فترة الحديث عن تقنية الـ 5G التي قد تغيّر العالم وتتحكم بسكانه؟ ولماذا يكثر الحديث اليوم عن العملة الرقمية؟
بالإضافة، يرى هؤلاء أن اللقاح سيكون اجباريًا للسفر أو للحسابات المصرفية، وبذلك فائدة اقتصادية لصنّاعه وسياسية لعرابيه، أما أكبر تساؤل، فهو يكمن حول ما يتضمنه هذا اللقاح من مواد يعتبرها «خصومه» أنها تخترق التركيبة الجينية للجسم وتتحكم بالعقل والصحة العامة، وتؤدي الى عالم يتقلص سكانه خلال سنوات من 7 مليارات نسمة الى 4 مليارات، وتنتشر فيديوهات تستند بفكرتها هذه على وجود مادة من «الألمنيوم» في تركيبة اللقاح، تصل الى العقل وتسكنه لعشرات السنوات.
بعد هذا العرض، نستنتج أن المخاوف الأساسية لدى نسبة كبيرة من الناس لا تعود الى مدى فعالية اللقاح بوجه كورونا، بل الى ما هو أبعد من ذلك، وما يمكن تأكيده هو أنه بالفعل استُغل الفيروس سياسيًا بشكل كبير، سيما بين قطبي العالم الحالي، أميركا والصين، وتهافتت شركات العالم لاستغلاله اقتصاديًا عبر الاستثمار بكل ما يحتاجه العالم لمواجهته.
ولكن، ما لا يمكن تأكيده من دون رأي علمي مفصّل، هو حقيقة اللقاح وما يتضمنه، لذلك، حاورت «اللواء» الدكتور محمد نصيف المتخصص بمجال «مختبر الجينات» والأمراض الجرثومية، للوقوف على حقيقة كل ما يتم تداوله حول الفيروس ولقاحه منذ نشأته حتى اليوم.
الدكتور محمد نصيف
كورونا «سلاح بيولوجي»؟
يبدأ نصيف حديثه بأنه شكّك في البداية بطبيعة الفيروس، وما اذا كان «سلاحًا بيولوجيًا»، ولكن بعد ظهور الدراسات التي تفنّد كل ما يتعلق فيه، تبيّن أنه فيروس من سلالة «السارس والمرس»، ويشبهها بنسبة تقارب الـ 80%، وذلك بعد دراسته في مختبر يحتوي على جميع فيروسات العالم عبر التاريخ. ليؤكد من خلال ذلك أن الانسان لم يتدخل لتعديل أحد الفيروسات جينيًا لصنع «كورونا»، فهو فيروس منبعث من فيروس سابق، لكنه طوّر نفسه، والدليل المستجد على ذلك هو تطوير «كورونا» لنفسه ليصيب حيوان المنك، كما شهدنا في الدنمارك مؤخرًا، بعد ما كان لا يصيب الحيوانات.
لقاح يسيطر على عقل الإنسان؟
يجيب نصيف: «قطعًا لا»، ويستند بجزمه هذا على مكونات اللقاح المنشورة على موقع «فايزر»، والتي اذا جمعت بأي مختبر ستعطي النتيجة عينها، وقال: "اللقاح مصنوع من RNA، وليس DNA، والـRNA هي جزء من التركيبة الجينية للفيروس، يدخل الخلية، لكنه لا يدخل أبدًا الى التركيبة الجينية للجسم أو العقل".
يضيف: "اللقاحات المصنوعة من الـDNA لم تستخدم بعد وتحتاج لمزيد من الدراسات وذلك لضمان عدم دخولها الى التركيبة الجينية للجسم، ولا يتضمن أي لقاح في العالم على مادة «الألمنيوم»". مشيرًا الى أن «فايزر» هي من صنعت لقاح الزكام الذي نأخذه جميعًا، والذي يقينا من الزكام الموسمي بنسبة 40 الى 60%".
مكونات اللقاح (موقع فايزر)
حقيقة الـ«NanoParticle»
يعتبر نصيف أن فكرة «خرق عقول البشر» لدى البعض تعززت بعد اعلان أن اللقاح سيكون أول لقاح بالعالم تستخدم به تقنية الـ«NanoParticle»، وهذه التقنية تُصوّر بأفلام «الخيال العلمي» على أنها مادة لتصنيع الروبوتات للتحكم بالعقول ولصنع «سلاح بيولوجي» للقضاء على مدن وبلاد، ولكن في الحقيقة، هي مادة تستخدم دائمًا بالطب خصوصًا لعلاج السرطان والأمراض الجينية.
مشيرًا الى أن التقنية استخدمت بلقاح كورونا لرفع نسبة فعاليته، كونها تساهم بإدخال اللقاح للخلية، وهو ما يجعل فعاليته تصل الى نسبة 90 و94%، وليس 60% كلقاحات الزكام.
قصة بيل غيتس واللقاح
بيل غيتس هو مموّل اللقاح (شركة بيونتيك الألمانية)، ولكن ذلك لا يعني أنه من صنعه كمهندس، بل هو استثمر فيه كما كان سيفكر أي رجل أعمال ثري بالعالم، بحسب ما أفاد نصيف.
معلومات.. ونصيحة
خلال عرض خاص لـ«اللواء» عن خصال اللقاح وتفاصيله، تبيّن أن مجلة «nature»، والتي تعتبر من أهم المجلّات العلمية بالعالم، تشرح بدورها مكونات اللقاح برسم توضيحي، وهذا ما يعتبره نصيف إضافة لمصداقية العلم بما يخص اللقاح.
وبعد كل ما سبق، يعيد نصيف تأكيد أن البشر لا يملكون أدوات لتركيب فيروس كـ«كورونا»، أو لقاح يخترقنا بهذا الشكل، مذكرًا بأن «الجمرة الخبيثة» المستغلة من البشر لم تكن فيروس بل بكتيريا، وهذه البكتيريا تعيش على المياه، واذا لم تجد، تتحول الى نوات صغيرة تصيب الانسان بالتهاب اذا لمسها، وقد يموت اذا تنشقها، أما بحالة كورونا فالفيروس هو من طوّر نفسه.
وتماشيًا مع قدرة الفيروس على التطوير، أكد نصيف أن ما توصل اليه العلم اليوم بعد سنة من الضغوطات، يمكننا من تطوير لقاح جديد عن اي نوع جديد خلال أسبوع. ناصحًا الجميع بأخذ جرعات اللقاح من دون تردد.
والآن نترككم مع بعض الصور التوضيحية الأخرى: