بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 تشرين الأول 2020 11:16ص الدعاية الغربية و«أسلمة الإرهاب».. أكاذيب تدحضها أرقامهم وخطاب يفضح «رهابهم»

حجم الخط
اذا أردنا أن نختصر العقد الأخير بكلمة لقلنا عنه «عقد الإرهاب»، أما إذا أردنا تعريف الإرهاب فلن نصل الى جملة متفق عليها بين الحضارات والأنظمة.

بعض «الدول العظمى» تسعى دائمًا لإضافة كلمة «اسلامي» الى جانب كلمة إرهاب، إلا أننا إذا عدنا لتعريف كلمة إسلام فنراها امتداد لكلمة «سلام» وكلّنا يعلم معنى السلام، أما تعريف المسلم المنقول عن رسول الله محمد ﷺ فهو من سلم الناس من لسانه ويده، وهنا نهي قاطع عن أي قتل وحتى عن أي اهانة أو استغابة لفظية بحق الآخرين.

بعيدًا عن التعريفات، فلنبدأ بتبيان حقائق «الإرهاب» في أوروبا على وجه الخصوص، ومدى ارتباط الهجمات الارهابية فيها بجماعات اسلامية.

أولًا، منذ وقعت حادثة «شارلي ايبدو» في السابع من يناير عام 2015 في العاصمة الفرنسية باريس، نشطت الاحصاءات التي تفيد بأعداد المسلمين في اوروبا، ففي آخر احصاء أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2016 وجد أن المسلمين يشكلون 4.9% من مجموع سكان أوروبا، تتصدر قبرص اللائحة بنسبة 25% من اجمالي سكانها، تليها بلغاريا بـ 11% ثم فرنسا بـ 8.8%، السويد 8%، بلجيكا 7.6%، هولندا 7%، النمسا 6.9%، بريطانيا 6.3%، ألمانيا وسويسرا 6%، النرويج واليونان 5.7%، وتتراوح النسب بين 1 و5% في كل من الدنمارك وايطاليا وسلوفينيا ولوكسمبورغ وفنلندا واسبانيا وكرواتيا وايرلندا.

ثانيًا، الاحصاءات السابقة تقودنا الى احصاء آخر، يقيس نسبة الهجمات الارهابية التي نفذها مسلمون وأخرى نفذها غير مسلمين في اوروبا، فبحسب EUROPOL (وكالة انفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي)، فإن 2% فقط من هذه الهجمات نفذها مسلمون، و98% نفذها غير مسلمين على خلفية دوافع عرقية أو قومية أو انفصالية (نشر الاحصاء في عام 2013).

هذه الأرقام تذكّرنا بواحدة من أسوأ الهجمات في اوروبا، التي تعود لأوائل العقد الأخير، عندما قتل "اندريس بريفيك" عام 2011، 77 شخصًا في النروج، احتجاجًا على سياسة حكومة بلاده المنفتحة على استقبال مهاجرين مسلمين.

الولايات المتحدة و«الإرهاب»
كما في اوروبا، كذلك في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أظهرت دراسة أجرتها جامعة ساوث كارولينا عام 2014، أنه ومنذ هجمات 11 أيلول 2001 حتى 2014، لم توقع العمليات الارهابية المرتبطة بمسلمين إلا 37 قتيلًا أميركيًا، في حين أن 190 ألف أميركي قُتلوا في الفترة الزمنية عينها.

وفي فترة الإغلاق المستجدة بسبب كوفيد 19 في عامنا هذا، أفادت «نيويورك تايمز» أن جرائم القتل وصلت الى مستوى قياسي بين الأميركيين، بعيدًا عن أي ربط بينها وبين «الإرهاب» أو «الإسلام».

الدعاية ودورها بأسلمة الإرهاب
استنادًا الى الأرقام السابقة، خصصت مجلة «دايلي بيست» الأميركية تحقيقًا خلُصت فيه الى أنه «ليس خطؤك إذا لم تكن على علم بحقيقة أن غالبية الجرائم الإرهابية في اوروبا والولايات المتحدة ينفذها غير مسلمين، إنه خطأ الإعلام».

إذًا، هذا ما يقودنا مباشرة الى دور الدعاية الغربية بشيطنة الإسلام والباسه ثوبًا ليس ثوبه، هنا لا ندافع عن الإسلام، بل عن الحقيقة. وإذا أردنا أن نحصي ضحايا المسلمين من الهجمات الارهابية «المؤسلمة» و«المبررة بعنوان محاربة الارهاب» لاحتجنا الى مجلّدات.

لم يستخدم أحدًا مصطلح «الارهاب المسيحي» عقب جريمة مقتل مصلّين في مسجدين في نيوزلندا، والكل يعلم أن المشكلة مع اسرائيل مثلًا نابعة من كونها كيان غاصب وقاتل، وليس كونها دولة يهودية، واليوم على العالم الإسلامي أن يواجه دعاية الغرب، فالأمر واضح لدى المسلمين، «لكم دينكم ولي دين».. و«من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا».

ربط الغرب للإرهاب بالإسلام هي شرارة أطلقت من عالمهم، وتعززت لدى شعوبهم وبعض شعوب الاسلام، ولم تطلق دعاية عبر التاريخ سوى لاجهاض طرف بقوته اذا أراد يستطيع حكم العالم، وكما كتب الدكتور نبيل خليفة يومًا، الغرب يهاب صحوة العالم الإسلامي.

الدعاية النازية النفسية أربحت هتلر حربًا قبل أن يهاجم، ودعاية نابليون «الأسطورة» أخفت على شعبه حقيقة انتصاره الزائف في مصر، والقائمة تطول..