بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 كانون الثاني 2019 12:20ص الصيد في ميناء البترون بين الحماية السياسية وقساوة العيش

حجم الخط
سمك البترون مشهور، و»مينا البترون» تنادي على «أطيب أكلة سمك» ورحلات الصيد في البترون لها ذكرياتها، وشهداؤها الذين يذكرهم الصيادون في مطلع كل صيف، حيث يُقيمون لهم تذكاراً في عيد شفيع البحّارة في البترون (القديس اسطفان). إذ يعمد الصيادون إلى تنصيب مذبح للصلاة على أحد قوارب الميناء.
وبعد إقامة الصلاة يذهبون بالمراكب إلى وسط المياه، قبالة الشاطىء، ويرمون أكاليل الزهور في وسط البحر، عن راحة أنفس أصدقائهم الصيادين، الذين قضوا في سبيل تأمين لقمة عيش عائلاتهم.
هذا بالتأكيد ليس كافياُ لإيفاء الصيادين حقهم؛ وقطاع الصيد البحري في البترون يفتقد إلى أطر تنظيمية موحّدة في ظل ثروة سمكية آيلة للإنقراض، فحال صيادي البترون كما حال كل صيادي لبنان، إذ لم تعد مهنة تؤمّن مدخولاً كافياً لهم ولعائلاتهم، ومعظم الصيادين يعتاشون من مهنة أخرى ريثما يمكنّهم الطقس من معاودة الاصطياد. 
الصياد البتروني الذي لا يملك إلا شبكته كمصدر رزق، لا يملك ضماناً اجتماعياً، وهو المتروك فريسة للظروف الطبيعية، وتحت رحمة قسوة «تنانين البحر»، التي تظهر على شكل «شاروق بحري» في كل عام قبالة شاطئ البترون عندما يكون الطقس عاصفاً، أضف الى ذلك ما يعانيه صيادو البترون من إجحاف وعدم تنظيم نقابي أو توحيد لمطالبهم، ما يضطرهم الى الارتهان السياسي.
ولرفع الصوت نظّمت تعاونية صيادي الاسماك والسياحة والتراث في البترون لقاء حواري مع المدير العام في وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، في معهد علوم البحار – ميناء البترون .
الصيادون وثّقوا الجرائم البيئية بفيلم وثائقي عن مئات الشِّباك العالية والكبيرة المنصوبة في المياه البحرية على طول الشاطى، والتي تعمل على مدار النهار دون توقف. وحين تعلق في هذه الأشباك الكبيرة، فإنّ بويضات الأسماك الصغيرة تموت، وهذا ما يمنع تكاثر الأسماك بشكل كبير، إضافة إلى ذلك فإنّ المنشآت التي تُضاء ليلاً على طول الشاطى تؤثر سلباً على الأسماك وتمنعها من الإباضة، كما أنّ هناك مئات الهواة الذين يعمدون الى الصيد ليلاً من خلال استخدامهم الإنارة تحت المياه، وسلاح السيخ، حتى أنّ هؤلاء الهواة يزاحمون الصياد إبن المصلحة الأساسية في بيع الأسماك.
وحدّث ولا حرج عن أصحاب الجواريف الذين يعملون ليلاً ونهاراً على سحب الأسماك في شباكهم، وقد أعلن مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود عن قيام مراقبي الأحراج والصيد يوميا بتستطير محاضر ضبط بالمخالفات المتعلقة بالصيد البحري.
رئيس تكتل «لبنان القوي» وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال النائب جبران باسيل بارك التوافق على اللجنة الإدارية الجديدة للتعاونية برئاسة جورج مبارك، وأشاد بجهود المدير العام للزراعة في سبيل تسويق الانتاج الزراعي في الاسواق المحلية والخارجية. 
من جهته، أشار مبارك إلى أنّ تعاونية صيادي الاسماك في البترون قد بذلت كل جهودها في سبيل المحافظة على بحر البترون، وما يحتضن من ثروات، معلنا عن كتاب حول تاريخ أبناء البترون البحَّارة يعود ريعه لتعاونية صيادي الأسماك.
أما لحود فأعلن عن خطة لتطوير قطاع الصيد البحري في لبنان، ودعا الصيادين في البترون إلى توحيد مطالبهم بغية تقديم الحلول.
النائب فادي سعد عبّر عن دعم تكتل «الجمهورية القوية» لكل الاجراءات اللازمة لحماية لتعزيز الصيد البحري في البترون، الذي هو جزء من تاريخنا وتراثنا، وقال: «أجدادنا واهلنا عاشوا على نمط معين ونحن ورثنا هذه المهنة عنهم».