بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2021 12:00ص اللقاح بات قريباً.. ماذا عن خريطة توزيعه وتلقيه

«فايزر» ستشرف على تخزين ونقل اللقاح و3 حالات لا تستطيع أخذه

حجم الخط
عامٍ مضى في الحرب العالميّة مع جائحة كورونا ولا جديد سوى تعليق الآمال على اللقاح.. كما في العالم كذلك في لبنان حيث من المتوقع أن تصل أولى دفعات اللقاح لتبدأ مرحلة جديدة من المواجهة. 

وبما أن استلام الدّفعة الأولى من اللّقاحات سيتمّ خلال أيامٍ قليلة، تُطرح أسئلةٌ كثيرة، تقنيّة أو طبيّة، في هذه المرحلة، فما هي الآلية الّتي سيتمّ اتّباعها في استلام وتوزيع اللقاح، وما هي الحالات التي لا تستطيع تلقي اللقاح؟ وماذا عن الإجراءات الطبيّة التي يجب التأكد منها قبل تلقيه؟ إلى أسئلة أخرى تطرح ويسعى هذا التحقيق للإجابة عنها. 

مليون لقاح في شهرٍ ونصف

يوضّح مستشار وزير الصّحة للشؤون الطبية د. محمد حيدر في حديثٍ خاصّ ل «اللواء» أنّه «عند وصول اللّقاح إلى بيروت ستستلمه شركة «Pfizer فايزر»، وسيتمّ نقله إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث مركز التّخزين في المرحلة الأولى، ليوضع في براداتٍ خاصة على درجة حرارة -80 درجة مئوية، وذلك تحت إشراف الشركة للإستعانة بالتحكم بالحرارة ومراقبة التّخزين على مدار الوقت، ومن بعدها يصبح تحت وصاية وزارة الصحة.»

ويضيف حيدر: «لاحقا، سيتمّ توزيع اللّقاح على المراكز الطبية المعتمدة رسميّاً بالكميات المطلوبة وحسب تنظيم المنصة لهذا الأمر، والتسليم يمكن أن يتمّ يوماً بيوم أو لعدّة أيّام أو بشكلٍ أسبوعي، حسب المتوفّر. ونسبةً لمراكز التخزين، هناك العديد من الأماكن المعدّة والمحضرة، أي ليس فقط مستشفى رفيق الحريري، ولكن الكمية الّتي ستصل في الأسبوع الأول سيتمّ تخزينها في مكانٍ واحد، أي لا داعي لتوزيعها على عدة أماكن، مع التأكيد أنَه في المراحل التالية من الإستلام سيكون هناك مراكز مخصّصة للتّخزين على محافظات الأراضي اللّبنانية ككلّ.» ويشير حيدر إلى أنّ «خطوة نقل اللّقاحات ستتمّ بعد سحب اللّقاح لدرجة حرارة 2 إلى 8 درجة مئوية ثم نقله بعربات مخصَصة ومزودة بأجهزة مراقبة للحرارة طول فترة النّقل إلى حين وصولها ووضعه في المراكز وتلقيح النّاس في اليوم المطلوب، مع العلم أنّ عملية التلقيح ستبدأ بالطاقم الطبي وخط الدفاع الأول وبكبار السّن.»

وعن الوقت الّذي ستستغرقه عملية تلقيح 80% الى 85% من الموجودين في لبنان، يؤكّد حيدر أنّ «هذه النتيجة مرتبطة بكمية اللّقاحات الّتي ستصل إلى لبنان، فالدّولة اللّبنانية حجزت لعام 2021، 6،800،000 لقاح، غير الّذي سيحجزه القطاع الخاصّ وما يصنّف كهباتٍ وعدت بتقديمها بعض الجهات للبنان.»

لكنّه يشدّد أنّ «نسبة تلقيح 80% الى 85% مرتبطة بتوافر اللّقاحات فكلما زادت أعداد اللّقاحات، وصلنا أسرع لهذه النسبة. وفي الجزء الأوّل، أي لأواخر شهر آذار كان الحديث عن حوالي 250,000 لقاح والآن أصبح العدد المنتظر حوالي 800,000 لقاح وهناك نقاش حول إمكانية الوصول إلى مليون ونيّف في الشهر والنصف الأوائل، ثمَ تزداد بشكل تصاعدي.» لافتاً أنه «في حال توفّرت اللقاحات للقطاع الخاصّ، فهذا سيساهم برفع معدلات التّطعيم بشكل كبير والإنتهاء بأسرع وقت ممكن.»

اللقاح لا يُعطَى في ثلاث حالات

وفي الشّق العلمي والطبّي، يتحدّث البروفسور اللبناني حسين جلوس، العضو في خلية مواجهة فيروس كورونا في جامعات بافيا الإيطالية لـ «اللّواء» عن الفئات الّتي لا يمكنها أو لا يستحسن أن تأخذ اللّقاح ويذكر أنّهم «ثلاث فئات، أوّلاً المرأة الحامل أو المرأة التي تنوي الحمل في الأشهر الثلاث الّتي تلي تلقي اللّقاح وذلك ليس بسبب عدم فعالية اللّقاح أو لإمكانية حدوث مشاكل ما، إنّما لأنّ اللّقاحات لم تجرّب على حالاتٍ كالحامل أو المرضعة، والفئة الثانية هم من دون الـ 16 عاماً للقاح Pfizer» فايزر» ودون 18 عام لباقي اللّقاحات. وآخر فئة هم الأفراد الّذين لديهم حساسية أي التحسس على اللّقاحات وتكون معروفة عند الأشخاص الّذين تحسّسوا سابقاً من لقاح الإنفلونزا مثلاً، أو لديهم حساسية على الأدوية بشكل عام أو على أحد مكونات اللّقاح» ويوضّح هنا أنّ «من لديه الحساسية الّتي ذكرت أعلاه يُفضّل أن لا يأخذ اللّقاح ولكن في حالات الحساسية العادية بشكل عام، كالحساسية على الفضة مثلاً أو على طعامٍ معيّن فهذه الحالات لا تمنع تلقّي اللّقاح. لكن في جميع الأحوال، من يعانون من الحساسية العادية، يجب أن يتلقّوا اللّقاح في مستشفى، في حال حدوث مضاعفات، فيتلقى عندها الفرد اللّقاح إلى جانب طبيب الإنعاش، وخلال نصف ساعة إذا لم يحصل مضاعفات إذاً هذا الفرد لن يتحسّس من اللّقاح.»

وعن الأشخاص الّذين يعانون من أمراضٍ مزمنة كالسّرطان، الضغط أو السكري، يضيف جلّوس أنَه «من غير الصحيح أنّ هؤلاء لا يستطيعون تلقي اللّقاح»، لكن يوجد إستثناء لا علاقة له بهذه الأمراض يخصّ لقاح «أسترازينيكا» إذ تنصح شركة تصنيعه بعدم إعطائه لأشخاصٍ فوق ال 55 عام وذلك ليس بسبب إحتمال المضاعفات أو حدوث المشاكل الصحية لديهم بل لأنّه لم  يجرّب على أشخاصٍ أكبر من 55  عاماً.»

وحول الإجراءات الطبية الّتي يجب أن يتابعها الفرد مع الأطباء قبل تلقيه اللقاح. فيذكر جلوس، «أنّهم في إيطاليا يستخدمون أوراقاً مطبوعة عليها أسئلة حول وضع الفرد الصحي، كذكر الأمراض الّتي يعاني منها مثلاً أو الأدوية الّتي يتناولها، حرارته، وزنه، الحساسية... وكأنّه يقوم بمعاينةٍ عاديةٍ لدى الطبيب، ليس لعدم تلقي اللّقاح في حال وجود إستثناءات لدى المريض، ولكن من الواجب على الطاقم الطبي معرفة هذه التفاصيل قبل إعطائه اللقاح.»

ويختم جلوس مؤكداً أنّ «لقاحا فايزر Pfizer ومودرنا Moderna» هما اللقاحين اللذين أثبتا أكبر فعالية بنسبة 94-95% للحماية من الإصابة بالفيروس.» ويلفت إلى أنّهم «لا يعلمون حتّى الآن المدة الّتي يحتاجها الفرد لتخفيف الإحتياطات بعد تلقي اللّقاح، مع العلم أن بعد أسبوع أو أسبوعين من تلقيه يفترض أن يكون الجسد قد خلق الأجسام المضادة كي لا يصاب الشخص ولكن هذا لا يعني أنّه يجب أن نخفف الإحتياطات» ، ويشدّد  أنّ «الإحتياطات يمكن أن تخفّف فقط عندما تتحقّق ما تسمّى ب «مناعة القطيع» فعندها فقط تتقلّص حدّة إنتشار الفيروس.»

اللقاح.. الحل الوحيد

محليّاً إذاً، الحلول أصبحت صعبة ومحصورة في تلقيح غالبية الشعب بأسرع وقت، والإستمرار في الإقفال بات أصعب، فحال البلد الإقتصادية لا تحتمل المزيد من الشلل، أي أنّ الإقفال لم يعد حلاًّ مناسباً، ولا علاج للكارثة سوى باللقاح، فهل ستنجح الدولة اللبنانية هذه المرة بطواقمها الطبية في تدارك الوضع الوبائي الكارثي؟ وهل سيتمّ تطبيق آليات ناجحة لانتشال «لبنان» بأسرع وقتٍ ممكن من شبح كورونا الّذي يهدّده؟ العين مجدداً على «شباط».