بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2021 03:02ص حرمون والتجلّي وبركة المواسم

حجم الخط
اليوم عيد التجلّي وهو عيد معروف في قرانا اللبنانية وخصوصاً الجنوبية منها لارتباط هذا العيد بجبل الشيخ او جبل حرمون المقدّس.

وتحتفظ القرى اللبنانية الجنوبية بعادة او تقليد اضاءة الشموع في ليلة عيد التجلّي لطلب الخير من رب السماوات التي تجلّى على السيد المسيح على هذا الجبل المقدّس بحضور رسولين وظهر الروح بشكّل غمامة بيضاء ظلّل المكان وسمع الجميع صوت من السحاّب يقول :"هذا ابني الحبيب به رضيت".

وارتبط عيد التجلّي بتوزيع العنب في الادريار الاورثوذكسية.

وهناك صلاة يتلوها الكاهن لتبريك العنب: «أيّها الإله مخلّصنا، يا مَن ارتضيت أن يُدعى ابنُك الوحيد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح كرمة وجعلتَ ثمرها بنعمة روحك القدّوس أن يكون سببًا لعدم الموت، أنتَ أيّها السيّد بارك ثمر الكرمة هذا وامنح جميع الذين يتناولون منه التقديس ونجاح النفس، بنعمة ابنك الوحيد ومحبّته للبشر الذي أنتَ مُبارك معه ومع روحك الكلّيّ قدسه الصالح والمحيي الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين".

ومن هنا أصبح ثمر الكرمة سببًا لعدم الموت عندما يصير الخمر الذي يأتي من العنب دم يسوع المسيح، لخلاص الذين يتناولون منه وحياتهم الأبديّة أي عدم الموت.

وبهذا يرمز العنب والكرمة في التراث الكنسيّ إلى سرّ الشكر .وفي شهر آب في بلادنا نكون في أوائل موسم العنب ونحن نأتي به إلى الكنيسة طالبين بركة الربّ على نتاج الأرض وعلى كلّ حياتنا.

وهناك بُعد آخر لتبريك العنب في عيد التجلّي، نجد جذوره في العهد القديم، حيث كان أوّل محصول الأرض يُكرّس للربّ دائمًا، مثلاً: «قدّم قايين من أثمار الأرض قربانًا للربّ وقدّم هابيل أيضًا من أبكار غنمه».. (تكوين ٤: ٣-٤)... ونحن، انطلاقًا من إيماننا بأنّ الربّ يقدّس بحضوره حياتنا كلّها وإنتاج عمل أيدينا نأتي بالعنب إلى الكنيسة في عيد التجلّي، وبالزهور لتُبارَك في عيد الصليب، ونستلمها بركة في جنّاز المسيح ونأتي بالبيض صباح الفصح وبالقمح المسلوق في أعياد السيدة والميلاد ورأس السنة.

ويقع جبل حرمون في الجنوب من سلسلة جبال لبنان الشرقية ...

وليلة العيد ... تُضيء كل اسرة شموعا ً على عدد ابنائها في كل بيت...

ويصير فيه تبريك العنب بصلوات خاصة.لذلك يحمل المزارع اللبناني من اثمار كرمه الى الكنيسة... وبعد الصلاة توزع على الحضور تبركا ً ...

ولذلك يقولون: "بعيد الربّ ... يمتلي العنقود حبّ "...

وهنالك كنيسة على قمة جبل حرمون تدعى : " كنيسة التجلّي " ...

والمعروف أن السيد المسيح خصصّ لبنان بزيارات عديدة إبتدأها بعرس قانا قرب صور ، لدى أقارب والدته... وأنهاها في جبل حرمون ... يومّ التجلّي ...

وهنالك– خصوصا في لبنان – من يعتقد أن التجلي السيدي تمّ على جبل حرمون ("الشيخ”)مع أن الثلوج تكسوه حتى شهر حزيران كل سنة.ويغتنم المرء هذه الفرصة كي يطلب السلام ليس فقط للمدينة المقدسة وسائر فلسطين بل أيضا للبنان وباقي الشرق الاوسط كي يشرق عليها وجه الرب يسوع له المجد بعد ظلمات الظلم والمعاناة فتستريح ديارنا وكنائسنا بعد تعب وترى من المتجلّي مجدا بعد هوان!

وقد تم الكشف عن معلومات حول قدوم السيد المسيح الى أرض لبنان وبالتحديد الى قرية كوكبا الجنوبية التي استقبلته وأمه مريم قبل أكثر من ألفي عام. هذه المعلومات بناها الدكتور نبيل أبو نقول، وهو دكتور في علوم اللغة العربية، وباحث بشؤون التاريخ والميثولوجيا والأديان القديمة، وفق مخطوطات قديمة قام بجمعها وتوثيقها، وهو صاحب كتاب:

"حرمون من آدم الى المسيح حقائق لم تكشف بعد"، الذي كشف فيه عن ٢٧حقيقة جديدة لم تُعرف قبلاً عن بلدة كوكبا ومنطقة حاصبيا امتدادا الى منطقة جبل حرمون.

وفي كتابه يسرد قصة العين "التي فجرها السيد المسيح حين كان قادما من مرجعيون شمالاً نحو كوكبا، مرّورا بتلة تعرف باسم "الهرماس” حيث جلس ليأخذ قسطًا من الراحة وليمتع بصره بمنظر الطبيعة الخلابة المشرفة على جبل حرمون فشعر بالعطش ولم يجد ماء في جعبته فغرز عصاه في الارض وللحال خرجت من باطنها مياه عذبة نقية فروى عطشه واستراح بقربها".

الإنجيل لم يذكر بلدة كوكبا بالإسم، بل جبل حرمون الذي كان اسمه "جبل الله المقدس" في التوراة والإنجيل، وعلى قمته حصل التجلي، كما حصلت أيضا تجربة الشيطان للسيد المسيح. وتابع الدكتور أن ما يثبت ذلك هو العبارة التالية التي ذُكرت في الإنجيل :

"أصعده الى قمة جبل عال جداً، وقال له اذا خضعت لي سأجعلك تملك كل هذه الممالك التي تراها"، وشرح أنه من قمة جبل حرمون يمكن بالعين المجردة رؤية قسم من العراق وسوريا وفلسطين والأردن وقبرص ولبنان بأكمله، وكوكبا تقع على سفح جبل حرمون الغربي.

يؤمن أهالي كوكبا ومنطقة حاصبيا بأن اي انسان مصاب بمرض ما او عجز الطب عن شفائه، كان أهله يحضرونه كي يشرب ويغسل مكان العلة او الالم مسحاً على شكل صليب، ضمن تقاليد معينة ويشفى على أثر ذلك من مرضه.

ويقول التقليد انه "وبعد ٦ أيام مضى يسوع ببطرس و يعقوب وأخوه يوحنا فانفرد بهم على جبل عال وتجلى بمرأى منهم
فأشع وجهه كالشمس وتلألأت ثيابه كالنور
وإذا موسى و إيليا قد تراءيا لهم
وصوت من بين السحب يقول:هذا ابني الحييب به رضيت".

فبينما كان السيد المسيح وتلاميذه يجولون في قيصرية فيلبس القديمة ( وبين قريتي راشيا وحاصبيا في البقاع الغربي )وتحديدا مقابل راشيا الوادي اللبنانية ، صعد السيد المسيح برفقة بطرس ويوحنا ويعقوب ،الى التلة ، التي تحمل اسمه، في جبل حرمون ، الواقع في سلسلة جبال لبنان الشرقية ، حيث تجلى واظهر مجده لتلاميذه!!!

وفي كل سنة، وفي هذه المناسبة المباركة، يتجه المؤمنون سيرا على الأقدام من راشيا لإقامة الصلاوات في " كنيسة التجلي"على "قمة السيد المسيح "في حرمون حيث تجلى السيد !!! يمتلئ العنقود بالحب "!!!

نعم لبنان هو ارض القداسة والقديسين الذي خصه الرب يسوع بأولى أعاجيبه في قانا الجليل ، قانا العرس ،في منزل أمه مريم ،وفي مسقط رأس جده يواكيم!!!!

ولم يرض ان يتجلى الا على جبل حرمون الذي من قاعدته تنبع المياه اللبنانية التي تغذي مياه نهر الاْردن الذي تعمد فيها السيد المسيح !!!

فالرب لن يترك لبنان وحيدا !!!!

ولن يسمح للظلم والفساد ان يستمر في هذه الارض المقدسة ، فلبنان هو وقف الله على الارض الي الأبد !!!!

كل عيد تجلي وأنتم ولبنان بخير .