بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيار 2020 02:05م دعوات قبلان «التغييرية».. هل تنقل الشيعية السياسية الى مرحلة «قطف الثمار»؟

علوش: حزب الله يشعر اليوم بتهديد جدي.. حواط: التركيبة الحالية هي ميزة البلد

ترقب حثيث لموقف الثنائي الشيعي أمل وحزب الله «الرسمي» من كلام المفتي قبلان ترقب حثيث لموقف الثنائي الشيعي أمل وحزب الله «الرسمي» من كلام المفتي قبلان
حجم الخط
تطغى على أيام الأعياد عادة الرسائل السياسية الموجّهة عبر رجال الدين، ففي لبنان تكثر المرجعيات الدينية، وتطعّم رسائلهم في الأعياد بنكهة سياسية، تثير الجدل بين مختلف أقطاب السياسة المحلية.

في خطبة الفطر، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن الصيغة الطائفية قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن.

حيث قال: "...نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت..."

هذه الرسالة استدعت ردود فعل سياسية واسعة، حيث اعتُبر كلام قبلان دعوة صريحة لخلق صيغة جديدة للنظام اللبناني تخرق اتفاق الطائف، الذي لا يطبّق بحذافيره بالأساس، تتماشى مع تغيرات كبرى قد تشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة.

بالإضافة لكون مواقفه المتفجرة دعوة صارخة الى إسقاط الدستور بما يوازي برنامجاً انقلابيًا كاملًا، مع ترقب حثيث على الساحة المحلية لموقف الثنائي الشيعي أمل وحزب الله، «الرسمي» من كلام المفتي قبلان.

التيار الوطني الحر، الذي طالت رسائله مؤخرًا الحليف الأبرز له، حزب الله، اعتبر أن ما قاله قبلان «رأي شخصي لا يلزم الثنائي»، بحسب ما أفاد النائب الان عون في حديث تلفزيوني. مشيرًا الى أن كل لبنان يمر بمرحلة مفصلية وليس فقط علاقة التيار وحزب الله، ولبنان مرتبط بالمواجهة الحاصلة في المنطقة.

الكتائب، الفريق الذي يمتهن المعارضة منذ الإنسحاب من حكومة الرئيس تمام سلام، أشار عبر منسق العلاقات السياسية في الحزب سيرج داغر الى أنهم "فخورون بلبنان ونشأته وصيغة العيش المشترك، ومن لا يعجبه لبنان فبلاد الله واسعة، فكلامكم يشبه الدعوة إلى الطلاق. اما اذا كان الهدف تطوير النظام فنحن جاهزون للنقاش الصريح و لكل منا رؤيته ومن ضمن المؤسسات الدستورية".

الوقت لوضع لبنان أولًا

بدوره، علّق عضو كتلة الجمهورية القوية النائب زياد حواط على كلام قبلان كاتبًا عبر تويتر: "إذا كانت ميثاقية بشارة الخوري ورياض الصلح لم تعد صالحة لدى البعض، فلنعد إلى ميثاقية إميل اده ، علها تخدم وتنقذ لبنان واللبنانيين وتسهل حياتنا جميعاً حيث تسود دولة العدالة والقانون والعلم والثقافة ويسيطر مبدأ النزاهة والشفافية".

وفي حديث مع اللواء، دعا حواط الى تغليب منطق العقل في هذه المرحلة بعيدًا عن منطق الهيمنة والقوة، معتبرًا أن التركيبة الحالية للبنان، رغم شوائبها، هي ميزة البلد، و«مصيرنا أن نعيش سوا».

وأكد على أن فريقه السياسي متمسك باتفاق الطائف ويطالب بتطبيقه عبر فرض اللا مركزية الإدارية التي تحل مشاكل شتى في الداخل، معتبرًا أن هذه الدعوة لا تعني لا تقسيم ولا فدرلة كما يروّج البعض.

لا يتبنى حواط ولا ينفي فكرة أن كلام قبلان منسق مع الثنائي الشيعي، لكنه يعتبر أن حزب الله أدخلنا بصلب المعادلة الإقليمية المنتظرة عبر تدخله العسكري في دول أخرى، ولبنان يدفع وسيدفع ثمن هذه التدخلات، مشيرًا الى أن الحل الوحيد هو تسليم سلاح الحزب الى الدولة ووضع استراتيجية دفاعية واضحة، فالوقت لوضع لبنان أولًا لا لفرض صيغ جديدة على قياس البعض.

مرحلة قطف الثمار

من جهة أخرى، رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث مع اللواء، أن مرحلة النضال التي بدأت مع الإمام موسى الصدر منذ أكثر من 50 سنة وصلت الى مرحلة قطف الثمار، ومن ضمنها ثمار وجود حزب الله بالمعادلة، مشيرًا الى أن السؤال حول عودة المطالبة بالـ"مثالثة" يُسأل الى القوى السياسية الموجودة في البلد.

ولفت الى أن المكان الطبيعي لمناقشة هذه الأمور هو مجلس النواب، فمن يريد أن يغير بطبيعة النظام والدستور، فعليه أن يقدم اقتراح بتغيير الدستور في مجلس النواب.

معتبرًا أن كلام المفتي قبلان ليس بمعزل عن رأي جزء من حزب الله تحديدًا، فهو وصل الى مرحلة يريد بها قطف بعض الفوائد، بعدما تأكد من عدم قدرته على السيطرة على لبنان بالمعنى الفعلي، فهو الآن يحكم بقوة الأمر الواقع الممتدة من طهران وصولًا الى لبنان.

وقال: "يشعر الحزب اليوم بتهديد جدي، فاستباقًا للتسويات المرتقبة في المنطقة، التي قد تسبقها كوارث، يتم وضع حدود ومطالب جديدة على المستوى الشيعي". مشيرًا الى أن مرحلة التغيرات في المنطقة بدأت منذ نشوب الثورة السورية، وقد نكون اليوم أمام ملامح المرحلة النهائية.

خاص «اللواء»