بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الثاني 2022 12:00ص رئيس تجمع الهيئات الإسلامية مصطفى بوتاري لـ«اللواء»: الوضع مأساوي ونحاول الصمود بهدف خدمة أهلنا

مصطفى بوتاري مصطفى بوتاري
حجم الخط
نتيجة تردي الأوضاع الإقتصادية وتدهور ظروف الحياة المعيشية، بات العديد من الهيئات والجمعيات الإجتماعية - الإنسانية التي كانت تعتبر سندا لكثير من العائلات اللواتي تعاني من الفقر والعوز، إلى صعوبة في تأمين احتياجات هؤلاء، وذلك بسبب قلة توافر الدعم المادي لها.

لكن رغم كل الصعوبات، أبت هذه الهيئات والجمعيات أن تستسلم وقررت أن تصمد بوجه هذا الواقع الأليم، وأن تعمل مع من تبقى من أصحاب الأيادي البيضاء لتقديم الدعم والمساعدات قدر الإمكان لمساندة ودعم أهلنا في هذه الأزمة الحياتية.

90 بالمئة من المؤسسات التي كانت تمدّ لنا يد العون أقفلت أبوابها، والتي لا زالت صامدة بالكاد تكفي مصاريفها ومصاريف عمالها

بوتاري

«اللواء» التقت رئيس تجمع الهيئات الإسلامية مصطفى بوتاري الذي مازال مستمرا في جهوده لتقديم كل ما يمكن لأبناء وطنه.

لتسليط الضوء على كيفية استمراريته في ظل هذه الظروف، نورد الحوار الآتي:

{ بداية، ماذا تخبرنا عن نشاط التجمع وسط الظروف الإقتصادية - المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان؟

«إن نشاط «تجمع الهيئات الإسلامية» حاليا بات محصورا بالعمل الإجتماعي والإنساني وبتأمين الأدوية للفقراء والمحتاجين.

ولهذه الغاية، كان لنا لقاء مع رئيس مجلس «كاريتاس» في لبنان الأب ماريو عبود، حيث اجتمعنا معه لمدة ساعة كاملة ووضعنا خطة عمل مشتركة لنتمكن من خلالها مساعدة الناس ومجتمعنا اللبناني وكافة المقيمين على الساحة اللبنانية.

وقد أخبرنا الأب ماريو عبود أن هناك إتحادا ستنضوي تحته العديد من الجمعيات، و طلب منا أن نتواصل مع كامل مهنا الذي يتابع هذا الموضوع، ونحن بدورنا مع جمعية المقاصد الإسلامية وغيرها من الجمعيات انضممنا لهذا الإتحاد بهدف تأمين الأدوية وكافة المساعدات المرضية لكل محتاج».

{ ماذا عن المساعدات هل مازالت بنفس النسبة، أم أنها تراجعت نتيجة الوضع العام في البلد؟

- الحقيقة أن 90 بالمئة من المؤسسات التي كانت تمد لنا يد العون وتقدم لنا المساعدات أقفلت أبوابها، والتي لا زالت صامدة بالكاد تكفي مصاريفها ومصاريف عمالها.

لذلك أقول لك وبالفم الملآن، أن الوضع مأساوي جدا، ولا سيما أن نسبة الفقراء والمحتاجين ارتفعت أكثر من السابق نتيجة ارتفاع «الدولار» وتدهور قيمة الليرة.

كانت تأتينا المساعدات شهريا من عدة مؤسسات كبيرة اليوم بالكاد تأتينا كل 6 أشهر ولمرة واحدة.

وهنا لا ننسى تأثير العمل السياسي اليوم، فدول الخليج «زعلانة» من الرئيس سعد الحريري، الأمر الذي أثر علينا جميعا.

فالسعودية والإمارات أوقفت كافة المساعدات الإنسانية التي كانت تقدم للبنان، حتى أن الإمارات التي كانت توزع الخبز يوميا لأبناء بيروت توقفت عن التوزيع منذ أكثر من شهرين.

الوضع مأساوي جدا جدا، لكننا ما زلنا نحاول الصمود بهدف خدمة أهلنا».

{ ماذا عن الزيارة التي قمتم بها لمفتي الجمهورية اللبنانية د.عبد اللطيف دريان؟

- تباحثنا في أمور بيروتية متعددة أهمها ضرورة أن يختار اللبنانيون نوابهم بكامل حريتهم وبدون أي ضغط سياسي في الانتخابات المقبلة.

كما تباحثنا بالوضع المعيشي من جراء إنهيار العملة الوطنية اللبنانية وأهمية تفعيل دور هيئة الإغاثة في دار الفتوى لمواجهة التحديات التي يعاني منها المواطنين في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأثرنا معه موضوع مستوصف بلدية بيروت الكائن في الطريق الجديدة وضرورة إسراع «جمعية بيروت للتنمية» بتجهيزه كما وعدت محافظ بيروت منذ ثمانية أشهر ولم تفي بوعدها حتى الآن.

وقدأبلغناه إنزعاج المواطنين من موضوع نظافة الأماكن العامة في بيروت والمشاكل التي يعانيها ابن الطريق الجديدة بالذات بإهمال الضروريات المطلوبة من بلدية بيروت والمسؤولين.

كما تطرقنا إلى موضوع تجديد رخصة بناءمستشفى جامعة بيروت العربية، وقد ابلغنا بدوره أنه إذا طلبت منه إدارة جامعة بيروت العربية التدخل فهو جاهز بأي الوقت للتكلم مع المسؤولين في هذا الشأن.

واتفقنا على التواصل والتنسيق والمتابعة والاجتماع المتواصل لكل ما يفيد مجتمعنا البيروتي خاصة واللبناني عامة.»

{ وسط كل هذه الظروف، كيف تستطيعون الصمود؟

- هناك بعض المؤسسات التي ما تزال تدعمنا مثل مؤسسات المخزومي، مؤسسة الدكتور بلال حمد، مؤسسة محمد خالد سنو مؤسسة رياض الحلبي ومؤسسة الحلواني التي ما تزال حتى الساعة تمد لنا يد العون، لكن ليس كما في السابق لأنها أيضا تمد المساعدة لجمعيات إجتماعية أخرى.

اليوم، أصبحنا نعطي الأولوية للعائلات الأكثر فقرا، كما أننا نتعاون مع جمعية المقاصد الإسلامية بمستوصفاتها حيث تؤمن لنا الفحوصات مجانا و90بالمئة من الأدوية المزمنة أيضا بالمجان».

{ كلمة أخيرة ؟

«يهمني أن أتوجه لأهلي، لأقول أننا كـ«تجمع هيئات إسلامية» لن نكلّ ولن نملّ من تقديم المساعدات لأهلنا لكن «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، لذلك يهمني أن ألفت أنه لم يعد بإمكاننا أن نقدم المساعدات كما في السابق لكننا لن نيأس وسنظل صامدين لتقديم كل ما يلزم لأهلنا لكن بالتأكيد فإن الأولوية للعائلات الأكثر فقرا وأكثر احتياجا، ولاسيما أن المساعدات لم تعد تقدم لنا كما في السابق نتيجة إقفال العديد من المؤسسات الكبرى ونتيجة انعكاس الوضع السياسي في البلد».