في حين تلتزم كل الجهات الصمت دقَّ النائب محمد كبارة ناقوس الخطر حيال الأزمة البيئية التي تهدّد طرابلس، والتي من المتوقّع أنْ تستفحل في الأيام المقبلة، والمتمثّلة بجبل النفايات القديم والمطمر الصحي المؤقت ومعمل الفرز الذي لا يعمل كما يجب ويتسبب بروائح كريهة، إضافة إلى محطة تكرير عصارة النفايات التي لم تبصر النور.
تفاصيل القضية تشير الى أنّ الحكومة السابقة خصّصت مبلغ 43 مليون دولار في سبيل إغلاق جبل النفايات ومعالجته وتفعيل معمل الفرز وإنشاء محطة تكرير للعصارة، ورمي ما تبقى من نفايات في مطمر صحي مؤقت، قادر على خدمة مدن الفيحاء لثلاث سنوات لحين إيجاد الحل البديل. أما ما حصل فإنّ وزارة المال في الحكومة الحالية لم تفرج عن الأموال المرصودة، ليبقى جبل النفايات بلا معالجة ومعمل الفرز يستقبل ما يزيد على 600 طن من النفايات يومياً، في الوقت الذي كان يستقبل 450 طناً في السابق.
مصادر مطلعة
من هنا فإنّ مصادر مطلعة أفادت بأنّ سبب الزيادة في النفايات يعود إلى الكميات القادمة بطريقة غير شرعية من بعض الأقضية الشمالية، بعد تراكمها بسبب إقفال مكب عدوة، وهذا ما ينفيه رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين وشركة «لافاجيت»، التي تؤكد عدم السماح لأي شاحنة بالدخول الى المطمر ورمي النفايات، ما يعني أنّ كل ما يُثار في هذا الخصوص شائعات لا أساس لها من الصحة، بحيث لفت مصدر مسؤول في شركة لافاجيت إلى أنّه خلال شهر رمضان بطبيعة الحال تزداد كمية النفايات تلقائياً.
أما ناقوس الخطر الذي قرعه النائب كبارة كإنذار قبل وقوع كارثة بيئية، فهل يجد آذاناً صاغية لدى الدولة الغافلة عن أمر المواطن وتتلهى بالعديد من الأخطار المحدقة بها؟
مطمر كارثي
{ رئيس لجنة العمل الإداري في بلدية طرابلس المهندس الدكتور باسم بخاش قال لـ»اللـواء»: «للأسف أننا عدنا إلى تنشّق روائح النفايات بقوّة في مدينة طرابلس، بعدما ارتحنا منها لأشهر طويلة، فما هو السبب؟؟ جبل النفايات القديم مقفل ولا يستقبل النفايات، بل هناك مطمر «صحي جديد»، وعدنا مجلس الانماء والاعمار به ومعه الدولة، بيد أنّه وللأسف ما من مقوّمات أو شروط صحية لديه، وهو يستقبل النفايات فحسب، دون أي معالجة للغازات، ولا للعصارة التي تخرج منها، وبالتالي لا يستوفي الشروط الصحية، باختصار هو مطمر كارثي على المدينة، وقد تكون الروائح ناجمة عن معمل الفرز، الذي يفرز بشكل «بلا قيمة».
شائعات معمل الفرز
{ من جهتها، نفت مديرة معمل الفرز رانيا بو مصلح أنْ يكون لمعمل الفرز أي علاقة بالروائح المنتشرة في أجواء المدينة.
وأشارت الى أن «النفايات تدخل معمل الفرز من أجل فرزها، وكل ما لا يلزم يعود الى المطمر، ما يعني أنه ما من نفايات داخل المعمل، وما من روائح، في السابق كانت النفايات تبقى لأيام طويلة، وهذا لم يعد موجوداً في ظل إيجاد معمل للطمر، وهنا الكل مدعو لزيارة المعمل، والاطلاع على كيفية سير الأعمال، ونحن نؤكد أنه ما من روائح كريهة، وكل ما يثار حولنا ليس الا شائعات ومحاولة زكزكات».
ورداً على سؤال، توقعت أن «يكون مبعث الروائح الكريهة من المكب القديم، الذي لم يعد ليحظى بالاهتمام، أو من المطمر الجديد، الذي لم يكتمل بعد، ومع هذا يتم رمي النفايات فيه، لكن كل هذا الكلام تكهنات ليس أكثر».