بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 شباط 2023 12:00ص زلزال العصر ضرب البشر والحجر:كيف نتخطى فراق ألأحبة؟

عائلات كثيرة فقدت أحباء لها عائلات كثيرة فقدت أحباء لها
حجم الخط
استمرت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مؤخرا شمال سوريا وجنوب شرق تركيا إلى الارتفاع، فيما لا تزال بعض فرق الإغاثة المحلية والدولية تعمل بحثا عن ناجين رغم تضاؤل الآمال والفرص بعد مرور فترة طويلة.
عائلات كثيرة فقدت أحباء لها، ومن المعروف أن الفراق صعب جداً، ذلك لأنه من الصعب أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك، دون أن تحزن ودون أن تتألم، لذلك لا يوجد أصعب من فراق الأحبة...
هم يرحلون ويتركون في القلب ألماً لا يزول أثره مهما طال الزمن. 
ويبقى السؤال: كيف يمكن أن نتجاوز هذا الفراق؟

عيتاني
للإجابة على هذا السؤال التقت «اللواء» المعالجة النفسية ديالا عيتاني التي تحدثت بكل إسهاب عن هذا الموضوع، فكان الحوار الآتي: 
ـ كيف نتخطى فراق ألأحبة؟
« إن فراق شخص عزيز هو من أشد الأحداث حزنا التي يعيشها المرء في حياته. وقد يختبرها أكثر من مرة، ولاسيما أنه لا يوجد إجابة موحدة بالمطلق عن فراق الاحبة.
 وفي هذه المرحلة، لا بد من أن نشير الى اختلاف الحزن عن الاكتئاب. ففي مرحلة الحزن يصبح المرء سريع الانزعاج والانفعال ويجد صعوبة في تقبل الواقع الجديد، أما في مرحلة الإكتئاب فيشعر المرء بالذنب ولوم الذات وعدم القدرةعلى القيام بأي عمل بفعالية أو بحماس. 
وتكمن أوجه الشبه بين الحزن والاكتئاب كالشعور الشديد بالغضب العميق والأسى، اضطراب في النوم، فقدان الشهية مما يؤدي الى فقدان الوزن».
الإنشغال بأشياء ذات قيمة
{ كيف نتخطى هذا الفراق؟
- في مرحلة فراق الاحبة، يمكن للمرء الإنشغال بأشياء ذات قيمة كالرياضة أو ممارسة نشاط نحبه.
 كذلك يمكن إعادة ترتيب المنزل أو تغيير الديكور، لما في ذلك من تأثير إيجابي على المرء، كقلب المزاج وتحسين نفسية المرء، خصوصا وأن الإنسان بطبيعته كائن إجتماعي يتأثر بكل ما هو حوله.
 قد يشعر المرء أنه أفضل، إذا استمع الى موسيقى هادئة أو من خلال الكتابة والتعبير عن المشاعر السلبية، ولا سيما التفكير بطريقة إيجابية كتطوير المرء ذاته من خلال متابعة دراسته او إفتتاح عمل خاص به.
ويبقى تقبل الواقع المرحلة الأهم في حياة المرء، كالبحث عن خيارات العيش ووضع خطة شخصية والمضي قدما.
ولا ننسى أن المرء بحاجة الى التوجيه والإرشاد من معالج نفسي أوصديق عزيز لأنه يشعر أفضل إذا شارك الألم مع شخص يثق به وعبر عن مشاعره التي تغلي في داخله.»
مدة تخطي المرحلة
{ ما المدة التي تستغرق لتخطي هذه المرحلة؟
- لكل شخص مدة حزن معينة، تختلف وفقا لمكانة الشخص وأهميته في حياته. 
وهناك اختلاف ما بين الموت والفراق، إذ أن الموت أصعب من الفراق، فعند مفارقة شخص عزيز يبقى الأمل بملاقاته مجددا، بينما الموت هو حالة نهائية لا محال لها من حيث معرفة مصير المتوفي.»
{ ما أبرز الخطوات لتخطي مرحلة الموت؟
- من أهم الخطوات لتخطي مرحلة الموت الإعتراف بالواقع وقبول الحقيقة وعدم الإنكار من خلال الحديث عن الذكريات والمشاعر الجميلة مع شخص قريب تشعر بالراحة في الحديث معه.
هذا بالإضافة، إلى محاولة تعبئة الوقت من خلال النشاطات العائلية أو تمضية الوقت مع الأصدقاء.
 أيضا، ضرورة التفكير بإيجابية والإبتعاد عن الأشخاص السلبيين، التخطيط للمستقبل والإهتمام بإكمال الدراسة.
باختصار، يجب على الشخص أن يأخذ وقته في التعبير عن الغضب والحزن كأخذ اجازة من العمل»
أثر الفراق بين الفئات العمرية
{ هل يختلف أثر الفراق ما بين الفئات العمرية؟ 
- طبعا، يختلف أثر الفراق ما بين الفئات العمرية، فالأطفال مثلا يتخطون أسرع من الانسان الراشد لأن الأطفال غير مدركين تماما لمفهوم الموت، ويمكن إخبار الاولاد عن الموت من خلال قصة نهايتها سعيدة تشعر بالأمان والطمأنينة، بينما الراشدين بحاجة إلى وقت أكثر لتخطي المرحلة.»
        العلاج
{ ماذا عن العلاج؟
- إن العلاج لتخطي مرحلة فراق الاحبة يكمن في تقبل المشاعر، فعلى المرء أن لا يمنع نفسه من البكاء والتعبير عما يدور في داخله، لأنها طريقة ممتازة لإخراج الحزن.
 كما عليه أخذ الوقت الكافي من أجل الشفاء والإستمرار في الحياة، حيث أن مرور الوقت يساعد لتخطي المرحلة لان لا أحد ينسى ولكن الانسان يتعود ويتأقلم بالواقع الجديد، وقد أعطانا الله عز وجل نعمة النسيان.
أيضا، من إحدى طرق العلاج قضاء معظم الوقت مع الأصدقاء والعائلة كي لا يشعر المرء أنه بمفرده، حيث البقاء وحيدا يضاعف الحزن ويسترجع الذكريات، إذ أن الأمر يتخطى أسرع بشكل جماعي.
وبعد مرور الوقت، يحاول المرء أن يعود مرة أخرى الى عاداته القديمة أو أي نشاط مفضل لديه كالعودة الى العمل أو الدراسة مجدداً.
قد يجد الأمر صعبا في البداية، ولكن لن يتحسن بالفعل حتى يعود المرء الى عاداته.
 لذا، عليه التفكير في المستقبل كعمل يود الشروع به، أو سفر الى مكان جديد لخوض خبرة شيقة.
طبعا، هذه الفرص لن تغير الشعور بالألم، لكنها ستخلق بالتأكيد فرصا جديدة لنقابل أشخاصا يعيدون للحياة معنى لنشعر مجددا بالسعادة.
ولا ننسى المحافظة على الصحة والإهتمام بها من حيث تناول الغذاء الصحي وشرب الماء وممارسة الرياضة مثل الركض والسباحة واللعب بكرة السلة لإخراج الطاقة السلبية.
كما علينا أن لا ننسى أهمية النوم للتخلص من الحزن بطريقة إيجابية لنمنح الاسترخاء للعقل والجسم.
أيضا من الممكن زيارة طبيب نفسي للتحدث معه حول الحزن الشديد وسبب المعاناة.